18 - 09 - 2012, 06:28 PM
|
رقم المشاركة : ( 5 )
|
..::| VIP |::..
|
رد: موضوع متكامل عن القديس مارشربل اللبنانى
"عاشرت الأب شربل سنتين،
يقول الأب إبراهيم الحصروني،
ولم أره أبداً محتداً ولا آنست منه أدنى تذمر على الإطلاق.
مهما يرد عليه من الله أو من البشر يقتبله بصبر وسكينة.
وكان مبتلياً بداء القولنج،
ربما المغص الكلوي،
فينتابه متواتراً ولا يستعمل له أي علاج،
بل كان يتحمل مضض آلامه بصبر عجيب مجتهداً في إخفاء ألمه هذا عن ناظريه.
وكنت مرة أفلح في كرم المحبسة،
وكان الأب شربل يعمل معي.
عند الضحى آنست منه تململاً خفياً فسألت الأب مكاريوس عنه،
فقال لي:
قد انتابه دور المغص،
فشفقت عليه وتقدمت إليه ارجوه أن يرتاح فأبى أن يغادرنا،
بل ثبت معنا سحابة النهار مكباً على العمل باجتهاد زائد كأنه ناعم بتمام العافية.
ولما باشرنا طعام الغداء،
قلت للأب مكاريوس:
- عيط لبونا شربل يجي ياكل معنا، حرام.
- بعدان يبقى ياكل وحدو.
عند الأصيل أطلقنا البقر ترعى.
وتوجهت إلى حيث كان إبريق الماء لاشرب.
فرأيت الأب شربل الحبيس يأكل ضلوع الفرفخين المتروكة منا
وهي توازي أقلام الرصاص ثخانة.
اغرورقت عيناي بالدموع من هذا المنظر،
وانحيت باللائمة على الأب مكاريوس
قائلاً له:
- حرام عليك
تتركو ياكل ضلاع الفرفحين.
شي بيوجع القلب!
- هيدي عادتو،
هيك بيحب ياكل مبسوط.
تركو يدبر حالو.
وقد عاينته مرة ينقل القندول من أسفل الحرج إلى جفافي الكرم،
حاملاً على ظهره حملة ثقيلة جداً
ويصعد بها إلى المحبسة.
فأخذتني هزة الإشفاق وقلت:
- عجيب هالختيار،
شو عندو صبر،
غريب هالكاهن قديشو وديع وجلود !"
كم هي بليغة صادقة كلمة سفر الأمثال:
"الطويل الأناة خير من الجبار والذي يسود على روحه أفضل ممن يأخذ المدن" (16 :32)!
|
|
|
|