قراءة عن
القديس شربل
وديع صبور
طريق القديس شاذ عن طريق الناس. لذا تحوم حوله الشبهات وتتسلم الألسن دعوى الحكم عليه.
بعض رهبان عنايا ما كانوا ليتورعوا عن ممازحة شربل وغربلة سلوكه احياناً، وامتحان صبره.
"ذات يوم،
قال نخله الحسيني في شهادته أمام القضاء،
كان الرهبان والعملة يوقدون ناراً في اتون، وكان الأب شربل يعمل معهم.
عن للآب روكز أن يمزح فقال:
اتفقنا كلنا، بحيث خلص الحطب، ندبك بالنار، كون مستعد.
" في الحال، جثا الأب شربل وأجاب:
"الله يقدرني ع الطاعه."
انهال الحاضرون على الأب روكز باللوم، فخجل وأسرع يطلب منه الغفران.
أما الأب شربل فأجابه ببساطة:
"الله يغفر للكل".
المزاح الرخيص مع القديسين غالباً ما ينقلب على أصحابه!
مع أن سلاح هؤلاء القديسين ليس سوى محبة واحترام.
ولكن،
من قال أن القديسين لا يعرفون، في الظرف المناسب، ان يملحوا الحديث بنكتة؟
*
رجلٌ قد أضاع، ذات يوم، "ضبوة"
نبغ وأخذ بالبحث عنها.
قال له بعض الرهبان مداعبين:
"ضبوتك أخدا ها الراهب العم ينكش بالحوش.
اسموه ابونا شربل."
أسرع الرجل إلى الأب شربل وقال بحدة:
"عطيني الضبوي، انت سرقتا. الرهبان شافوك."
بعد تفكير قصير، أجابه الأب شربل:
"شايف هالصخر، بآخر الحوش؟
هادا لو زمان هون وما حدا سرقو!"
كان ذلك يعني أن شخصاً له عادة التدخين يمكنه، دون سواه، أن يسرق "ضبوة" تبغ...
حينئذٍ فهم الرجل أنه كان مخدوعاً،
فاعتذر.