[Mary Naeem]

كم مرة يُستخدم مصطلح "الأب" في الكتاب المقدس؟

إن الإشارة إلى "الآب" في الكتاب المقدس ذات أهمية كبيرة وتحمل في طياتها معاني قوية. من الواضح أن مصطلح "الآب" يُستخدم كثيرًا في كل من الكتاب المقدس القديم والكتاب المقدس العهدان الجديدان. ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن السياق والقصد من وراء هذا الاستخدام يختلفان بشكل كبير. يستخدم مصطلح "الأب" في مواضع متعددة لشخصيات مختلفة، بما في ذلك الله والآباء الأرضيين. من الجدير بالملاحظة بشكل خاص أن الله يُشار إليه بـ "الأب" بشكل مقتضب في العهد القديم - عشر مرات فقط على وجه الدقة.

على الرغم من ذلك، يصبح المصطلح أكثر شيوعًا في العهد الجديد حيث غالبًا ما يخاطب الله بـ "الأب" - سواء في إشارة إلى يسوع المسيح، أو بشكل عام لجميع المؤمنين. في سفر الرؤيايستخدم مصطلح "الآب" ثلاث مرات (رؤيا 1: 6، 3: 5، 14: 1) للتمييز بين يسوع والآب. هناك عدة رسائل لبولس تشيد بـ "إله ربنا يسوع المسيح وأبيه" (من الأمثلة على ذلك: 2 كورنثوس الثانية 1: 3، 1: 31، أفسس 1: 3، 4: 6، رومية 15: 6، بطرس الأولى 1: 3، كولوسي 1: 3).

من هذه الإشارات، يمكننا أن نستنتج أن هذه المصطلحات لا تهدف إلى التشكيك في ألوهية المسيح، بل بالأحرى تعمل على التأكيد على العلاقة المميزة بين الله الآب ويسوع المسيح. نجد هذه الديناميكية العائلية منعكسة في الثالوث، وهي عقيدة مسيحية أساسية، تتألف من الآب والابن (يسوع المسيح) و الروح القدس. إن الأدوار المميزة لكل عضو من أعضاء الثالوث واضحة في حياة المؤمن، وهي موصوفة في مقاطع مثل متى 28: 19، 2 كورنثوس 13: 14، و1 بطرس 1: 2.

يظهر مصطلح "الآب" قليلًا في العهد القديم، حيث لم تُسجَّل سوى عشر حالات فقط يُشار فيها إلى الله بهذه الطريقة.
في العهد الجديد، تُستخدم كلمة "الأب" بشكل أكثر تواترًا وتستخدم للدلالة على علاقة الله بيسوع المسيح وبجميع المؤمنين على مستوى العالم.
تُستخدم كلمة "الآب" للتأكيد على العلاقة الفريدة بين الله الآب ويسوع المسيح، والأدوار المختلفة التي يشغلانها داخل الثالوث الأقدس.
يُنظر إلى الإشارة إلى "الآب" على أنها ترسيخ لمفهوم الثالوث، وهي عقيدة مركزية في المسيحية، والتي تضم الآب والابن (يسوع المسيح) والروح القدس.