لقد أتى قديما السيد المسيح من الجليل الى أورشليم
ودخل من باب الضأن الذى كانت تدخل منه الحملان الى الهيكل لتقدم ذبائح عن خطايا الشعب
لكى ما يحمل خطايانا كما قال عنه القديس يوحنا المعمدان
{ و في الغد نظر يوحنا يسوع مقبلا اليه
فقال هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم}
(يو 1 : 29) .
ذهب المخلص والطبيب الشافى الى بركة بيت حسدا
(بيت الرحمة)
ليصنع رحمة مع المفلوج المطروح على سرير المرض لمدة ثمانية وثلاثون سنة
وقد نسيه الأهل وتركه الأصدقاء بعد ان فقدوا الأمل له فى الشفاء وسأله المخلص
{ اتريد ان تبرا}
(يو 5 : 6).
لقد أظهر الطبيب ما في المريض من سمات صالحة، فقد اتسم بالوداعة. فعندما سأله السيد:
"أتريد أن تبرأ" لم يثور،
بل في وداعة عجيبة أجابه
{ يا سيد ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرك الماء،
بل بينما أنا آتٍ ينزل قدامي آخر}
( يو 7:5 )
من يسقط في مرضٍ مدة طويلة غالبًا ما يُصاب بأتعاب عجيبة، تزداد مع تزايد فترة المرض.
أما هنا فنراه وديعًا للغاية.
هذا وعندما قال له السيد
"قم احمل سريرك وأمشِ"
(يو8:5)
آمن وللحال قام ومشى وحمل سريره.
إنه ملقي عند البركة منذ قبل ميلاد السيد المسيح بالجسد،
وربما لم يسمع عن المسيح ،
فقد كاد أن يصير محرومًا من لقاء الأقارب والأصدقاء بعد كل هذا الزمن من المرض.
ومع هذا لم يحاور السيد كيف يقوم
وكيف يقدر أن يمشي دفعة واحدة،
ويحمل سريره؟ ان الله يريد منا ان نؤمن بقدرته الفائقة ونثق فى عمله العجيب وحتى ان فقدنا الأمل فى الناس
فلنا ثقة ورجاء فى الله
الغيرالمستطاع لدى الناس مستطاع لدى الله .