[walaa farouk]

ما معنى الصلاة، وما غايتها؟
هل يحتاج الله إلى صلاتنا؟
طبعًا لا. نحن من نحتاج للصلاة،
والصلاة هي تواصل مع الله الحيّ
. هي فعل نابع من محبّتنا له، ورغبتنا في الحديث معه
والقُرب منه للتعرُّف أكثر عليه؛ ولهذا لا تؤمن المسيحيّة
بكون الصلاة فرضًا يُستلزم أداءه بطريقةٍ مُعيّنةٍ
وفي وقتٍ مُعيّنٍ. هذا لا يُقلّل أبدًا من قيمتها بالنسبة لنا،
فإدراكنا لهدفها الحقيقي يجعلنا نؤدّيها بشكلٍ حقيقيٍّ وفعّال ونافع في علاقتنا بالله. فالله ينظُر لحالة قُلوبنا،
لا فقط لما تقوله كلماتنا، وينظر لحياتنا وطاعتنا له
ومحبّتنا له، لا فقط لأشكال العبادة التي نقوم بها؛
حتى أنّ العبادة والصلاة والتسبيح لله قد يكون مُزعجًا له
في أوقاتٍ كثيرةٍ إن كان لا يُعبِّر عن حالة قُلوبنا
وشكل حياتنا الحقيقي.
تذكُر التوراة انزعاج الله من شعب إسرائيل ذات يومٍ،
لأنّهم كانوا يُقدّمون له عبادةً وحياتهم فاسدةً، تُظهر زيف عبادتهم،
فقال لهم: «بَغَضْتُ، كَرِهْتُ أَعْيَادَكُمْ، وَلَسْتُ أَلْتَذُّ بِاعْتِكَافَاتِكُمْ.
إِنِّي إِذَا قَدَّمْتُمْ لِي مُحْرَقَاتِكُمْ وَتَقْدِمَاتِكُمْ لاَ أَرْتَضِي،
وَذَبَائِحَ السَّلاَمَةِ مِنْ مُسَمَّنَاتِكُمْ لاَ أَلْتَفِتُ إِلَيْهَا»
. (سِفر عاموس ٥: ٢١، ٢٢).
كما كان المسيح أيضًا يُعَلِّم قائلًا:
«وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ
، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً». (إنجيل متّى ٦: ٦).