الشهيد القديس أمانويل
(كلمة عبرية تعني الله معنا)
الشهداء القديسون
امانويل وصابايل وآخرين سنة 362 ميلادية
كانوا أخوة من عائلة فارسية نبيلة ، أخذوا المسيحية عن والدتهم ، فكانت تقودهم للصلاة في الصباح وقبل النوم ، وتطلب من الله أن يثبت فيهم ويقويهم ليكونوا شجرة مثمرة في كل عمل صالح، وسلمتهم إلي كاهن قديس اسمه أونيكوس. فسلكوا في طريق التقوي ، وكانوا مملوئين نعمة أمام الله والناس. وكانت لهم مكانة كريمة في قصر الملك الفارسي الذي يعتقد أنه الملك شابور الثاني.
كانت حرب بين الفرس والقسطنطينيين، فأرسل يوليانوس الإمبراطور بعض الاقتراحات ليحل السلام ، واختار الملك الفارسي سفراء له ليذهبوا إلي القسطنطينية فكانوا هؤلاء الإخوة أمانويل وصابايل وأخوه الثالث ، فإستقبلوا باعتبار كبير وحفاوة بالغة. ودعاهم يوليانوس الإمبراطور للاشتراك معه في أعياد فخمة بقرب خلقيدونيا. وعندما ذهبوا معه فوجئوا بأنها أعياد للأوثان ، والكل يسجد لها ويقدمون الذبائح والبخور ، أما القديسون فقد اخدوا جانباً يصلون للرب يسوع المسيح بدموع كي ينقذهم من هذا الإثم وينير أذهان هؤلاء الجالسين في الظلمات.
ورآهم حاجب الإمبراطور فدعاهم للاشتراك في الذبائح للأوثان ، فأجابوه أن مهمتهم هي أن يتباحثوا بشأن السلام بين لمملكتين لا أن يشتركوا في أعياد الأحجار والأوثان مع الإمبراطور يوليانوس الذي جحد الإيمان بالمسيح وصار عدواً له ، وما أن سمع يوليانوس الجاحد ما قالوه السفراء الفرس حتي أمر بسجنهم علي الفور.
وفي اليوم الثاني أوقفهم أمامه وحاول أن يقنعهم بالوعود ويبرهن لهم أنه حتي ملوك الفرس يعبدون الناس والشمس ، فأجاب الفتية عبر المترجم أنهم تلاميذ يسوع المسيح وأنه لا شئ في الدنيا يجعلهم يقبلون بالوعود الفانية ويتركون عبادة الخالق ويعبدون الأحجار والأوثان والشياطين.
فسخط عليم يوليانوس وأمر بجلدهم ثم سمرهم علي عامود وأمر بتمزيق أجسادهم بمخالب حديدية ، وكان الفتية الثلاثة يصلون ويصرخون هاتفين بالمجد للرب يسوع الذي احتمل الآلام من أجلنا وطلبوا منه القوة والمعونة. فكان ملاك الرب يقويهم ويشفي جراحاتهم، ثم انزلوهم عن العامود، وأوقفوهم أمام يوليانوس ، وأخذوا يؤنبوه علي تركه عبادة الخالق وعبادته للأوثان النجسة. بتمجيد اسم الرب يسوع المسيح له المجد، ثم أمر بضربهم بالسهام ، ثم قطعوا رؤوسهم وألقوهم في النار ، وجاء بعض المؤمنين وجمعوا عظامهم ودفنوها بإكرام إلي أن انقضي زمن الاضطهاد وبُنيت فوق عظامهم كنيسة جميلة ظهرت فيها معجزات كثيرة.
بركة صلواتهم تكون معنا - آمين - وتُعيّد لهم الكنيسة اليونانية في 17 يونيو