الموضوع
:
تحطيم المدن العظمى
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
19 - 07 - 2024, 10:55 AM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,313,223
تحطيم المدن العظمى
تحطيم المدن العظمى:
2 إِلَى الْبَيْتِ وَدِيبُونَ يَصْعَدُونَ إِلَى الْمُرْتَفَعَاتِ لِلْبُكَاءِ. تُوَلْوِلُ مُوآبُ عَلَى نَبُو وَعَلَى مَيْدَبَا. فِي كُلِّ رَأْسٍ مِنْهَا قَرْعَةٌ. كُلُّ لِحْيَةٍ مَجْزُوزَةٌ. 3 فِي أَزِقَّتِهَا يَأْتَزِرُونَ بِمِسْحٍ. عَلَى سُطُوحِهَا وَفِي سَاحَاتِهَا يُوَلْوِلُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا سَيَّالًا بِالْبُكَاءِ. 4 وَتَصْرُخُ حَشْبُونُ وَأَلْعَالَةُ. يُسْمَعُ صَوْتُهُمَا إِلَى يَاهَصَ. لِذلِكَ يَصْرُخُ مُتَسَلِّحُو مُوآبَ. نَفْسُهَا تَرْتَعِدُ فِيهَا. 5 يَصْرُخُ قَلْبِي مِنْ أَجْلِ مُوآبَ. الْهَارِبِينَ مِنْهَا إِلَى صُوغَرَ كَعِجْلَةٍ ثُلاَثِيَّةٍ، لأَنَّهُمْ يَصْعَدُونَ فِي عَقَبَةِ اللُّوحِيثِ بِالْبُكَاءِ، لأَنَّهُمْ فِي طَرِيقِ حُورُونَايِمَ يَرْفَعُونَ صُرَاخَ الانْكِسَارِ.
يُصَوِّر إشعياء النبي ما حلّ بالمدن الكبرى في موآب بجانب عار وقير، فيقول:
"
إلى البيت
Bajith
و
ديبون
يصعدون إلى المرتفعات للبكاء
"
[2]
. إذ حل الخراب بموآب لجأ الكثيرون إلى الآلهة الوثنية يصرخون بدموع وعويل لعلها تستطيع أن تنقذهم، لكن بلا جدوى، وذلك كما فعل أنبياء وكهنة البعل في أيام إيليا النبي.
لقد لجأوا إلى "البيت"؛ ويرى البعض
Bajith
تعني "هيكلًا"، أو "بيت"
bayit
أي "بيت الإله كموش أو هيكل الإله" أو
bat
بمعنى "بنت" أو "ابنة" أي "ابنة المدينة" أو سكانها
.
"
ديبون
" اسم موآبي يعني "مرتفعات" أو "هزالًا" أو "انحلالًا". وهي مدينة تبعد ثلاثة أميال شمال نهر أرنون، شمال غربي عرعير، تُسمى بالعربية "ذيبان"، فيها وجد مرتفع الإله كموش الموآبي.
يُترجم البعض "البيت و
ديبون
" "بيت
ديبون
" أو "ابنة
ديبون
"، كأن الموآبيين قد هربوا إلى هيكل الإله كموش أو بيته في
ديبون
، يبكون وينوحون على ما حلّ بهم من خراب.
"
تولول موآب على نبو وعلى
ميدبا
"
[2]
.
لقد خربت "نبو"، بالقرب من الجبل العظيم نبو، شرقي الأردن في نهاية جنوب
البحر الميت
، وهو الجبل الذي صعد عليه موسى النبي لينظر من بعيد أرض الموعد فتتهلل نفسه مشتاقًا أن يعبر إلى أرض الأحياء وينعم بكنعان السماوية، وقد مات هناك (تث 34)
.
كانت نبوة محصنة بالجبل العظيم، مركز دفاع للموآبيين، لكنها ضاعت وخربت فصارت علة للولولة. في ذات الموضع الذي تهلل فيه موسى ولول الموآبيون؛ ما يُفرح قلب المؤمن يُحطم نفس الجاحد عديم الإيمان!
ولولوا أيضًا على "
ميدبا
"، معناها "مياه الراحة"، تُسمى حاليًا "مادبا"، تبعد حوالي 5 أميال جنوب شرقي نبو، 14ميلًا شرقي بحر لوط، دعيت هكذا لأن بها بركة في الجنوب طولها وعرضها 360 قدمًا كما توجد بها برك أصغر في الشرق والشمال.
يقول النبي "
في كل رأس منها قرعة، كل لحية مجزوزة، في أزقتها يأتزرون بمسح، على سطوحها وفي ساحاتها يولول كل واحد منها سيالًا بالبكاء
"
[2-3]
. هذه جميعها علامات الحزن الشديد (إر 48: 37؛ 2 صم 3: 31؛ إر 4: 8؛ 41: 5؛ مرا 2: 10). قرع الرأس يُشير إلى المذلة، إذ اعتاد الغالبون أن يحلقوا شعر الذكور والإناث المسبيين علامة العبودية والقبح؛ وجز اللحية إشارة إلى مهانة الكهنوت وفقدان سلطانه الروحي وكرامته، والاتزار بالمسح علامة اليأس الشديد، أما البكاء حتى تصير الدموع كالسيل فمعناه فقدان الفرح الداخلي.
هذه هي صورة النفس التي تعتزل إلهها ليسبيها العدو الشرير؛ تفقد حريتها وجمالها وسلطانها وكرامتها وفرحها، لتصير أشبه بأمة قبيحة ذليلة منكسرة، لا تجد راحة لا في الأزقة ولا على السطوح (حيث يضع الوثنيون آلهتهم) ولا في الساحات؛ أينما وجدت لا تشعر بالراحة.
"
وتصرخ
حشبون
و
ألعالة
، يسمع صوتهما إلى ياهص، لذلك يصرخ متسلحو موآب، نفسها ترتعد فيها
"
[4]
. كأن الموآبيين قد هربوا من مدينة إلى مدينة، وكان صراخهم يسمع من بعيد، من مدن بعيدة؛ صراخ سكان
حشبون
و
ألعالة
يدوي في
ياهص
.
"
حشبون
" اسم موآبي معناه "حسبان" أو "تدبير"، وهي مدينة سيحون ملك الأموريين، أخذها الموآبيون من
سبط لاوي
(يش 21: 29، أي 6: 81)، تُعرف حاليًا باسم "حسبان"، وهي مدينة خربة قائمة على تل منعزل بين أرنون ويبوق، تقع نحو سبعة أميال ونصف شمال مادبا
.
"
ألعالة
"، كلمة عبرية ربما تعني "الله صعد"، تبعد حوالي ميلين شمال
حشبون
، تُسمى حاليًا "العال"، تقع على تل.
وتعتبر المدينتان في أقصى الشمال، كانتا موضع نزاع بين إسرائيل وموآب.
أما "
ياهص
" فكلمة عبرية تعني "موضعًا مدوسًا"، تُسمى "يهصه"، يُقال إنها قرية أم المواليد أو خربة اسكندر، تبعد حوالي 10 أو 12 ميلًا جنوب
حشبون
.
لم يحتمل إشعياء النبي أن يرى ما يحل بهذه المدن العظيمة، وكيف تحول شعبها إلى الصراخ المستمر، حتى صارت موآب ترتعد في داخلها: "
نفسها ترتعد فيها
"
[4]
، لذلك يقول "
يصرخ قلبي من أجل موآب
"
[5]
. لا يقف شامتًا في الأعداء، إنما يشاركهم مرارتهم، مشتاقًا إلى رجوعهم عن عداوتهم وتمتعهم بالخلاص. هذه هي سمة رجال الله: الحب الداخلي الصادق والرغبة العميقة لخلاص حتى المقاومين لهم!
*
لو لم يكن شريرًا ما كان قد صار لكم عدوًا. إذن اشتهوا له الخير فينتهي شره، ولا يعود بعد عدوًا لكم. إنه عدوكم لا بسبب طبيعته البشرية وإنما بسبب خطيته!
القديس أغسطينوس
*
لا تفيدنا الصلاة من أجل الأصدقاء بقدر ما تنفعنا لأجل الأعداء... فإن صلينا مِنْ أجل الأصدقاء لا نكون أفضل من العشارين، أما إن أحببنا أعداءنا وصلينا من أجلهم فنكون قد شابهنا الله في محبته للبشر
.
القديس يوحنا الذهبي الفم
يقول النبي: "يصرخ قلبي من أجل موآب، الهاربين منها إلى صوغر كعِجْلة ثلاثية لأنهم يصعدون في عقبة اللوحيث بالبكاء، لأنهم في طريق
حورونايم
يرفعون صراخ الانكسار" [5]
.
جاءت كلمة "الهاربين" في العبرية في صيغة المفرد؛ وكأن إشعياء النبي يصور لنا الهاربين من أقصى الشمال إلى صوغر في الجنوب، المدينة الصغيرة التي لجأ إليها لوط عند حرق سدوم وعمورة، أشبه بعجلة واحدة عمرها ثلاث سنوات قد هربت كما من النير الثقيل الذي لم تعتد عليه. صاروا كشخص واحد ليس من يسنده ولا من يعزيه، يهرب إلى الأماكن الصغيرة (صوغر) فلا يجد له ملجأ.
أما اللوحيث و
حورونايم
فلا يعرف موضعهما، إنما غالبًا ما كانا بجوار صوغر.
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem