الفوضى الأخلاقية ...
- عندما كتب المستشرق الغربى جيمس هنرى برستيد ( فجر الضمير ) قائلا ان الشعب المصرى منذ 4 الأف سنة قبل الميلاد كان له الضمير الأخلاقى الذى يدقق فى ضميره واخلاقه ليكون "إنسان القيم" لم يكن قد شاهد ما يجرى فى مصر المحروسة اليوم من تدهور للقيم الى الحد الذى تكون فيه "البلطجة" هى المسيطر على الشارع ويعانى المصريين الفساد والأستغلال والظلم والتمييز والرشوة وعدم الشفافية ووجدنا قمة الهرم السلطوى تتخذ من المال والجنس والقمع والقتل وسائل لتحقيق غاياتها والان نرى الفساد يصل الى أخمص القدمين والى الأتجار بالدين الذى هو برئ من كل ظلم الأنسان لأخيه الأنسان مهما كان دينه او مذهبه . وكما يقول السيد المسيح " فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم لان هذا هو الناموس و الانبياء" (مت 7 : 12) وكما جاء فى الحديث الإسلامي الخالد " أنما الدين المعاملة" فلنحاسب أنفسنا على تصرفاتنا رحمة بأنفسنا وأهلنا وبلادنا وحاضرنا ومستقبلنا .
- ان ما نشاهده من أحداث قتل وسرقة وأستغلال وصل الى حد الخطف والأغتصاب الجماعى هو أمر تستنكره كل القيم والأخلاق الحميدة . كما ان الأعتداء على الكنائس والأضرحة ليس من قيم مصر القمم والقيم ، وان ينصب الأنسان نفسه محققا وقاضيا وحاكما باسم الله فان ذلك تشويه لله الخالق الرحمن الرحيم وسيضع مستقبل مصر فى مهب الريح ويقودنا الى الهاوية والطوفان الذى لن ينجو منه أحد ، ويؤدي الى أنهيار أركان الدولة وهيبتها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها .
- نحن نحتاج للثورة الفكرية التى فيها يسعى الأنسان الى تحرير نفسه من الكراهية والأساءة للأخر بل لنعمل من أجل خير جارنا قبل دارنا . يجب ان نضع ثقتنا فى الله الصالح الرحوم وان نسعى الى صنع السلام والخير والإحسان للجميع .
- لقد وضعنا ثقتنا بعد الله فى القوات المسلحة المصرية صاحبة التاريخ العريق وعليها ان تقوم بحماية مقدرات الأمة ، ورغم بعض النتائج حتى الان غير مرضية او كافية فاننا نلتمس الأعذار والمبررات للقائمين عليها ونقف معها فى خندق واحد للقيام بدورها الوطنى والقومى مطالبين اياهم بالسعى نحو توطيد أسس العدل والمساواة وحقوق الإنسان واسترداد ثروات مصر المنهوبة. وما شاهدناه من تشديد القوانين الخاصة بالبلطجة والتحرش والأغتصاب بشير خير لكن لابد ان نراه مطبقاً على أرض الواقع بصوة تحمى وتؤمن الوطن والمواطنين .