المتواضعون كالصخرة , تنزل الى اسفل ولكنها ثابتة وراسخة , اما المتكبرون فأنهم كالدخان , يعلو الى فوق ويتسع وفيما هو يعلو يضمحل ويتبدد """ الانبا موسى الاسود.
*** رائحة ابى سيفين ***
فى الخامس من يوليو 2000 اذ سمح لى الهى بزيارة مصر , بعد زيارتى لقداسة البابا شنودة الثالث , اشتقنا الى نوال بركة الشهيد ابى سيفين وبركة الآم " تاماف ايرينى " رئيسة الدير ....
كنت اشفق عليها بسبب مرضها الشديد , فلم اكن اود تكرار الزيارة للدير , لكن بعد الغيبة الطويلة .. انطلقنا الى الدير ...
بدأت تماف ايرينى كعادتها تروى لنا عن عمل الله العجيب خلال قديسيه , خاصة القديس الشهيد ابى سيفين ...
ماادهشنا جميعا انه كلما تحدثت عن عمل الله تزداد قوة وترفض ان تصمت ....
روت لنا مجموعة كبيرة من القصص اذكر الان احداها ....
لقد مرت بها فترة عانت من المرض حتى صار جسمها يكاد يكون اسود كثوب الرهبنة , وقد نقلت الى المستشفى , اذ حملت الى قسم العناية المركزة , ورأت المرضى وقد ظهرت اجزاء من اجسامهم .. رفضت , صمم اخوها الدكتور عزت ان يهيئ لها جناحا خاصا بها مهما كلفه الآمر , وقد وضعت فيه كل الآجهزة ....
كان الكل فاقد الرجاء فى شفائها , لكن من اجل الضمير كان الآطباء يبذلون كل الجهد لعلاجها , وكان اغلب الآطباء مسيحيين , وكان رئيس القسم متدينا لكنه يرفض تماما فكرة شفاعة القديسين وصلواتهم عنا ....
كان هذا الرئيس يحب تاماف ايرينى من اجل تقواها فى المسيح يسوع , لكنه لم يكن يصدق شيئا مما ترويه عن عمل الله خلال قديسيه ...
فجأة اذ كانت فى حالة صحية سيئة للغاية .. اشرق نور فى حجرتها .. رأه كثيرون ممن فى المستشفى ...
ظهرت لها السيدة العذراء بصورة جميلة للغاية وبجوارها شاب جميل الهيئة ووديع فى بهاء عجيب ...
قالت السيدة العذراء لتاماف :
" ماذا افعل ياايرينى , فأن هذه هى المرة الرابعة التى تؤجل فيها قضيتك .. فى كل مرة يطلب منى القديس ابى سيفين من اجلك , وانا لا استطيع ان ارد له طلبه , وكنت اطلب من اجلك امام ابنى الحبيب ! "
عندئذ رأت تاماف الشهيد ابى سيفين ينحنى امام القديسة مريم وهو يقول " متشكر , متشكر , متشكر ياأم الفادى الحبيب " ...
ثم اختفت القديسة مريم وايضا الشهيد ابو سيفين .. وفجأة فج نور قوى ملآ الحجرة وخارج الحجرة مع بخور قوى الرائحة ملآ العنبر ...
انطلق كثيرون نحو الجناح الذى فيه تاماف وكانوا مندهشين لما حدث ....
اخيرا جاء الطبيب رئيس القسم , واذ دخل الجناح قال ماهذا ؟؟؟؟ انها رائحة عجيبة لم اشتم مثلها من قبل , ثم انطلق نحو تاماف وقال لها " اخبرينى هل ابو سيفين ظهر لك ؟ " ...
ابتسمت تاماف اذ تعلم انه لا يؤمن بذلك وقالت له " لماذا تقول هذا ؟ ...
اجابها " ان الامر واضح تماما فرائحة الحجرة عجيبة جدا , ثم علامات الصحة قد ظهرت على وجهك , واذ تطلع الى الاجهزة المحيطة بها قال لها " كل شئ قد تغير تماما ! " ...
ربى والهى ...
لمسات حبك ياالهى من يقدر ان ينكرها ؟؟
طهرنى ونق قلبى فأشهد لك ,
واتمتع بالشركة مع السمائين والقديسين ..
تصير السماء ليست ببعيدة عنى ,
ولا يقدر احد ان يقاوم الحق السماوى ...
من كتاب ابونا تادرس يعقوب ملطى