الشال والمحفظة :
الاسم / سمير ناجى ـ براوة ـ ويعمل حالياً بالأردن
ذكرنا للأستاذ سمير معجزة بعنوان " هل ستحرق الملابس " ولم نذكر هذه المعجزة بعدها مباشرة لأن هناك ربط بين المعجزة السابقة " البراوى في فرنسا " وبين هذه المعجزة.
في إطار إعداد أستاذ/ سمير ناجى لسفرة للأردن بعد قضاء مدة الخدمة العسكرية كان لزاماً عليه استخراج تصريح سفر من منطقة تجنيد الجيزة في ذلك الحين فقرر أن يذهب هو وابن عمته أستاذ/ سلامه برسوم بعد ظهر احد الأيام ليبيتوا في منطقة الطالبية بالهرم ( الجيزة ) عند أستاذ/ سمير برسوم لكي يتمكنوا من الذهاب إلى منطقة التجنيد بالجيزة باكر جداً ( هذا لأن موعد السفر لم يبقى عليه سوى أيام قلائل ). وقبيل سفرة بدقائق قال لي هل حقاً أعاد البراوى المحفظة من فرنسا ؟ فقلت له نعم ولكن لِمَ تسأل هذا السؤال الآن؟
فقال لي إن صديقه الأستاذ/ سامح عادل رياض ( من اهناسيا ) ضاع منه شال كان قد أخذه هدية من أحد الآباء الكهنة وله معزة خاصة عنده ولقد فقده في إحدى سيارات الأجرة ( خط بنى سويف ـ اهناسيا ) ولا يعرف السيارة ولا صاحبها ولا يتذكر أي شيء عنها لأن الوقت كان مساء وربما يكون أخذه احد الركاب مما يصعب فكرة أن يعود إليه مرة أخرى.
إلا أن الأستاذ سامح عادل قال للأستاذ سمير هل يستطيع القديس إبراهيم البراوى أن يعيد لي هذا الشال مرة أخرى رغم صعوبة الموضوع؟
فرد عليه الأستاذ سمير : إذا كان قد أعاد المحفظة من فرنسا فبالتأكيد يعيد لك الشال.
ثم أردف سمير قائلاً لي هل يستطيع حقاً أن يعيد له الشال كما وعدته أم أن القديس سيحرجني معه ( على حد تعبيره ).
فقلت له : كل شيء مستطاع للمؤمن، القديس كما أعاد المحفظة يستطيع أن يعيد الشال أيضاً لكن بشرط الإيمان أولاً وأخيراً.
فقال لي : لكن المحفظة لها هوية أما الشال فليست له هوية وكذلك صعب التعرف على وجهته أو خط سيره.
وجدت نفسي أقول له : أنت شخصياً لو ضاع منك شيء وطلبت من القديس بإيمان فثق أنه سوف يعيده إليك وليس الشال فقط. هذا ما حدث قبل سفره مباشرة .
بعد ذلك سافر أستاذ/ سمير و أستاذ/ سلامة من بنى سويف إلى محطة المنيب بالجيزة ووصلوا حوالي الساعة السابعة مساءاً ثم توجهوا بعد ذلك إلى منطقة الكُنيسه ( ما بين المنيب و الطالبية بالهرم ) على بُعد حوالي 5 ـ 7 كيلومتر من المنيب ثم اكتشف سمير أن محفظتهُ فُقدت ومحتوياتها ( النقود حوالي 300 جنيه، الرخصة، البطاقة وصور قديسين ) وهنا أدرك سمير أنه أمام ورطة كبيرة وهي أنه ذاهباً لمنطقة التجنيد في الصباح الباكر لاستخراج تصريح السفر ولابد من تواجد البطاقة معه وإن موعد سفره قد حدد بعد أيام قلائل وهذه الأيام لا تكفى لاستخراج هذه الأوراق.
أنه مُعرض أن يُفسخ عقده إذا تأخر موعد تصريح السفر فعاد مسرعاً إلى ميدان المنيب وهيهات أن يبحث فيه عن محفظة فالمكان واسع جداً ومملوء بالأشخاص المتغيرون ومن الممكن أن يجدها أي شخص ويأخذها ويذهب و هذا عادى.
كانت الساعة قد عبرت الثامنة مساءاً ولم يجد حتى السيارة التي أقلتهم من بنى سويف إلى المنيب بل لا يعرف عن هذه السيارة أي معلومات.
بعد أن يأس سمير في الحصول على محفظته مرة أخرى عاد ليبيت عند الأستاذ/ سمير برسوم بالطالبية وفي طريقه تذكر القديس إبراهيم البراوى فابتسم إذ أنه تذكر الحديث الذي دار بيننا فقال يا أبونا إبراهيم يا براوى أنا أؤمن أنك أحضرت المحفظة من فرنسا وأطلب منك أن تجد لي محفظتي وإن أعدتها إلي سأعطيك مئة جنيه مما في المحفظة مساهمة في طبع كتاب سيرتك وذهب وهو لا يعلم ماذا سيفعل.
حوالي الساعة الحادية عشر مساءاً جاء تليفون إلى المعلم/ ناجى فيلبس والد سمير في براوة من السيد/ محمد حسن الذي يسكن في إحدى قرى مركز ببا بمحافظة بنى سويف و أخبره بأنه وجد محفظة سمير وهى كاملة لم ينقص منها شيء وأنه وجدها في السيارة مع بعض الركاب الذين اعتبروا المحفظة غنيمة ينبغي أن تقسم ويلقوا بباقي المتعلقات من شباك السيارة ( كان بها صورة القديس إبراهيم البراوى وقديسين آخرين ) إلا أنه رفض وغلظ القسم بأن يعيد المحفظة إلى صاحبها بكل محتوياتها مهما كلفه هذا ولقد ذكرت والدة محمد الذي وجد المحفظة أن المحفظة كانت تشكل عليهم عبئاً كبيراً وكانوا يصارعون لكي يعيدوها إلى صاحبها وعادت المحفظة بكل محتوياتها ببركة القديس إبراهيم البراوى إلا أن الموضوع لم ينته بعد ...
اتصل المعلم ناجى بابنه سمير في الهرم وأخبره بأن المحفظة قد عادت إلى المنزل بكل محتوياتها فمجد سمير الله وأخبر والده أن يخرج مئة جنيه من داخل المحفظة للقديس إبراهيم البراوى الذي أعاد المحفظة.
ولكن بقيت المشكلة أمام سمير في ذهابه باكراً إلى منطقة التجنيد وكيف سيستخرج تصريح السفر بدون بطاقة ( صحيح أن المحفظة رجعت لكن عند والده في براوة ببنى سويف أما سمير فهو في القاهرة ) إلا أنه ذهب بإيمان إلى منطقة تجنيد الجيزة وهو واثق أن القديس الذي صنع معه هذه المعجزة لابد أن يكملها ووقف في طابور طويل أمام شباك ذلك الموظف الذي يقوم باستخراج تصريحات السفر وتعجب عندما كان يرى الموظف وهو يرمى أي أوراق ناقصة ولو شيء بسيط على الأرض وبكل قوته حتى أن الأوراق تتناثر في كل مكان فماذا سيفعل معه عندما يقول له أنه ليست معه بطاقة ولا صورة بطاقة إلا أنه ظل في الصف منتظراً عمل الله إلى أن وصل إلى شباك ذلك الموظف وأمسك الموظف الأوراق من ناحية ومن الناحية الأخرى بيد سمير وفجأة ...
حدثت مشاجرة بين ذلك الموظف وبين واحد من هؤلاء الذين أُلقيت أوراقهم على الأرض وارتفع صوت الموظف وغضب جداً وفي غضبه سحب الأوراق من يد سمير ودون أن يفحصها قام بالتوقيع عليها وختمها فتعجب سمير جداً مما حدث ومجد الله كثيراً.
لم تنتهي المعجزة عند هذا الحد بل الأكثر عجباً أن البراوى أعاد الشال المفقود لصاحبه.
بركة القديس الراهب القمص إبراهيم البراوى تكون معنا.