أبناء دير السيدة العذراء مريم ببراوة :
في ليلة الجمعة 3/12/2004 رأيت رؤيا :
كأني صعدت إلى جبل عال جداً وفي قمته مبنى كأنه كنيسة أو دير وله باب كبير من زجاج يستطيع من بالداخل أن يراك لكنك لا تستطيع أن تراه ووجدت في استقبالي قداسة البابا المتنيح كيرلس السادس واحتضنني وأجلسني كأني صديق له وبدأنا نتحدث سوياً في أمور عديدة وتطرقنا إلى الكلام عن سر الاعتراف وكان يكلمني عن ضرورة سر الاعتراف ويلوم على لأن لي فترة لم أعترف فبدأت اعترف له بخطاياي وكل خطية كنت أنساها أو أتناساها كان يذكرني بها وكلمته عن تقصير الآباء الكهنة تجاه سر الاعتراف لأنهم لم يتعلموا بعد أن يساعدوا المعترفين على أن يعترفوا ببساطة وسلاسة دون تكلف أو خجل بل أن كثير من الآباء الكهنة يفتقروا إلى النزاهة فأصبحوا ماديين بطريقة مخجلة مما يجعل المعترف يهرب من الاعتراف عندهم، فأخبرني أنه ينبغي أن نمارس سر الاعتراف ولا ننظر إلى هذا كله.
وبعد ذلك سمعت ورأيت جمهوراً كبيراً واقفاً أمام ذلك الباب الزجاج والناس يدفعون فيه دفعاً كي يدخلوا إلا أنهم لم يستطيعوا، كان الباب من حديد قوى وليس من زجاج فكنت خائفاً منهم أن يكسروا الباب ويدخلوا وبدأوا يتلون أجزاءاً من صلواتهم ( لأنهم غير مسيحيين ) بأصوات عالية كي ينفتح الباب إلا أن الباب لم ينفتح لهم ورأيت قداسة المتنيح البابا كيرلس السادس يغلق أذنيه بيديه لكي لا يسمعهم وقام وأمسك بشورية وقال أنا ذاهب في خلوة وبدأ يبخر في هذا المبنى وهو سائر وأنا معه وفجأة ابتسم ووقف، وبعد ذلك سمعت شعباً كبيراً يقول تمجيد للبابا كيرلس السادس وجاءه مجموعة من الرهبان وكانوا يتكلمون باهتمام في موضوع معين وكان البابا متأثراً جداً ومندمجاً جداً في الحديث وهو يتكلم معهم ثم نظر إلى وقال لي : أين صورة مارمينا الملونة ؟
فقلت له : في البيت لم أحضرها معي.
فقال لي : أنا سوف أحضر وآخذها بنفسي ثم سألني إلا يوجد أي صورة لمارمينا العجايبى معك.
فقلت له : يوجد معي صورة قديمة جداً قد رسمتها من زمن بعيد بالقلم الرصاص وهى باهتة جداً وتظهر بالكاد.
فقال لي : أعطني إياها وأنا سأظهرها.
فأعطيته الصورة التي معي فجلس البابا ووضع الصورة على منضدة أمامه وأمسك مجموعة من الأقلام لا أعرف عددها وبدأ يظهر الصورة شيئاً فشيئاً وكان عرقه يتصبب وهو يعمل وفيما هو مندمج في العمل انحنيت وهمست في أذنه قائلاً : نفسي أسألك سؤال يا سيدنا وخايف تزعل منى.
فقال لي : اسأل يا ابني متخفش.
فقلت له : إيه إحساسك وأنت بتسمع الناس بيمدحوك وبيعملولك تماجيد، هل الحاجات دي بتبصتك ( تسعدك )، بتضايقك، بتأثر عليك ؟ ( أقصد المديح ) فنظر لي وقال :
شوف يا ابني مادام الذهن منشغل بحاجات تانية أعلى، الحاجات دي مبتأثرش علينا، المشكلة في الإنسان اللي الحاجات دي هدف عنده.
ثم وقف مع مجموعة من الرهبان وكانوا منشغلين بموضوع يخص مارمينا ثم وقفت واندهشت وقلت لنفسي معقول اللي بيحصل ده حقيقي بالتأكيد أنا في رؤيا الآن لأن البابا متنيح من زمن فكيف أجلس معه وأحدثه مادام الموضوع هكذا، سوف أسرع وأسأل البابا قبل أن استيقظ من النوم عن أبونا إبراهيم البراوى فذهبت إليه وهو منشغل جداً مع من حوله وأمسكت بطرف كم جلبابه وقلت له : يا سيدنا هل تسمح لي أن أسألك عن حاجة واحدة وخلاص.
فقال لي : عاوز تسأل عن إيه تانى.
فقلت له : عاوز أسألك عن أبونا إبراهيم البراوى وكررت له الاسم ثم قلت له أنا عملت كتاب لأبونا إبراهيم البراوى ومعايا صورة ليه وعوزك تشوفها.
فقال لي : بس أنا مش هينفع إنى أدشنها ثم أردف مبتسماً أنت عارف أنى طلعت معاش.
فضحكت وقلت له : ما أنا عارف، أهم حاجة تقول لي ولو معلومة عنه وبينما أنا أحاول أن أخرج له صورة من جيب قميصي إذا بي أرى أن جيبي الصغير يتسع شيئاً فشيئاً حتى صار كتاباً كبيراً جداً فتعجبت جداً كيف يحمل جيبي الصغير كل هذا الكتاب الكبير فقلت أبحث في وسط أوراق ذلك الكتاب عن صورة للقديس إبراهيم البراوى إلا أني فيما أنا أبحث خرجت ورقة من أوراق الكتاب فأعطيتها لسيدنا وقلت له " أنظر إلى هذه إلى أن أجد لك الصورة " وواصلت البحث بين هذه الأوراق فأمسك البابا بالورقة وقرأ ما فيها قائلاً :
أبناء دير السيدة العذراء مريم ببراوة
وقال لي : ممكن تنتظر قليلاً لأن القديس له كتاب عندنا وأنا قرأته.
فقلت الحمد لله إذاً نستطيع أن نقارن الكتاب الذي معي بالكتاب الموجود مع البابا ولكني فكرت في نفسي مادام يوجد عندهم كتاب لسيرة القديس فلماذا طُلب منى كتابة سيرته، على العموم هذا ليس من شأني.
ثم أخذني البابا إلى غرفة شرقية في هذا المبنى ولا أدرى كيف عرفت أنها شرقية ووجدت بها مجموعة من الرهبان الشيوخ كأنهم منتظرينه وكان الكتاب معهم فأخذه منهم وأعطاه لي وقال : هو ده الكتاب، ثم جلس معهم واندمج في الحديث.
فأمسكت بالكتاب وأنا لا اصدق نفسي فكتاب سيرة القديس إبراهيم البراوى أمام عيني انه النسخة الأصلية لابد أن بهِ معلومات لم أعرفها من قبل وكان غلاف الكتاب صورة تُظهر وجه القديس بالأبيض والأسود فنظرت إلى الصورة وإذا بها صورة حية، كيف تكون صورة وكيف تكون فيها حياة ؟ أنه شيء غريب حقاً أن هذا القديس ملامحه قوية وعيناه قوية جداً فتجرأت وقلت أفتح الكتاب قبل أن يراني البابا مستغلاً انشغاله مع الشيوخ الرهبان لعلى أجد معلومة ليست في كتابي فأضيفها له وبينما أنا أفتح الكتاب إذا بالكتاب ينفرد ويخرج منه ملابس القديس فصورة الغلاف بالعمة في يدي وانفردت الملابس كأن القديس واقفاً بين يدي، أنها ملابس القديس الجلباب ( الجلابية )، العمة وقلنسوة قديمة تحت العمة وشال حول رقبته وكنت أتأمل ملابس القديس فكان جلبابه قديم وبهِ ثنيه في طرف جلبابه من أسفل ومفكوكة وكأن إنساناً قصيراً استعمل هذا الجلباب وقام بثنيه ثم بعد ذلك فكت الثنيه التي في طرفه، فقلت معقول الحاجات دي بتاعة أبونا إبراهيم البراوى قد كنت أظنه أطول من هذا.
إلا أنه أصبحت أمامي مشكلة وهى كيفية إعادة هذه الأشياء في الكتاب مرة أخرى كما كانت، الحقيقة كنت خائفاً من البابا لأنه لم يعطني الحِل في فتح الكتاب لذلك وضعت هذه الأشياء على منضدة أمامي في هدوء وخرجت دون أن يكتشف البابا الأمر ( هذا ما ظننته ) ثم خرجت من هذا المبنى ومن الباب الزجاج الذي دخلت منه أولاً ونظرت في يدي فوجدت طاقية قديمة فقلت كيف جاءت هذه الطاقية إلى يدي لابد أنها طاقية البراوى سوف آخذها الآن وأستيقظ من النوم لاني أعلم أني في رؤيا الآن وبعد ذلك أعود لآخذ باقي متعلقات القديس إبراهيم البراوى واستيقظت من النوم مندهشاً من هذه الرؤيا في صباح الجمعة 3/12/2004 ولكن العجيب في الأمر :
1ـ كانت الكنيسة كلها مهمومة ومشغولة بسبب أحداث أبو المطامير التي لم أكن أعرف عنها شيئاً وقتها ( فليس عندي قنوات فضائية أو دش ) و لكنى عرفت عنها بعد الرؤيا مباشرة وهذا فسر موقف البابا في بداية الرؤيا ولماذا سد أذنيه لكي لا يسمعهم وهذا فسر أيضاً حديثي مع البابا عن أهمية سر الاعتراف، فلو أن هؤلاء الذين يتركون المسيح أو حتى يُخطفون يمارسون سِر الاعتراف بأمانه، ما حدث لهم هذا.
2 ـ بعد أربعة أيام من الرؤيا تقابلت مع القس طوبيا كامل كاهن كنيسة مارمينا والبابا كيرلس بوش الباب ( لم تكن قد فتحت وقتها ) وطلب منى صورة بالألوان لمارمينا فتعجبت وقلت له أن البابا طلب مني نفس الطلب.
والموضوع أن كنيسة مارمينا بوش الباب كانت موقوفة منذ أكثر من خمسة عشر سنة وكان يبذل فيها مجهوداً كبيراً سراً دون أن يعرف أحد وكانوا يصلون أن يتدخل مارمينا وتُفتح الكنيسة فقلت للقس طوبيا مادام البابا طلب منى صورة لمارمينا فلابد أنه سيفتحها قريباً، وبالفعل بعد 33 يوماً من الرؤيا فُتحت الكنيسة بمعجزة عظيمة لمارمينا والبابا كيرلس وسط ضجة أمنية وشعبية كبيرة، حتى أن الأمن قد أغلقها صباح 6/1/2005 وكان الجميع حزناء إلا أنى أخبرت عائلتي أن البابا طلب منى صورة لمارمينا بالألوان وأمسك بالصورة القديمة الباهتة وأظهرها بأقلام كثيرة وهذا يعنى أن الكنيسة ستفتح وتتغير معالمها القديمة تماماً وهذا ما حدث فعلاً.
ولقد باركني الله وأعطاني نعمه لرسم أيقونتين بالألوان لمارمينا والبابا كيرلس وضعناهما في مقصورة شهادة على هذا الحدث.
3 ـ بعد ذلك أنعم علي الله أن أرى طاقية القديس إبراهيم البراوى يوم 8/1/2005 وألبسها أيضاً.
الآن قد تحقق كل شيء وبقى لأبناء دير السيدة العذراء مريم ببراوة شيئان :
الأول : كتاب القديس إبراهيم البراوى المقارى يخرج للنور.
الثاني : باقي متعلقات القديس إبراهيم البراوى.
وأنا منتظر الرب بالإيمان.