عرض مشاركة واحدة
قديم 21 - 06 - 2024, 12:09 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً

افتراضي رد: معجزات القديس ابونا ابراهيم البراوى المقاري بعد نياحته

مارجرجس يوقف القطار :


قرأت في سيرة المتنيح الراهب يسطس الأنطونى أنه أوقف القطار وكذا في سيرة أبونا يسى ميخائيل، قرأت انه صلى للجاموسة التي لم تكن تحلب لبناً فحلبت كما فعل البراوى، فتشككت فيما أكتبه في سيرة البراوى وهل من الممكن أن تحدث نفس المعجزة مثل توقف القطار مع أكثر من قديس ؟ لابد أن هناك معجزة حقيقية والأخرى منسوبة، ترى مَنْ مِن القديسين صنع المعجزة ولمن نُسبت ؟


لقد وقفت بكل إصرار في صف توما الشكاك فكان لزاماً على السيد المسيح أن ينزل كعادته ليثبت إيماننا ( يو 20 : 27 ـ 29 ) .


جاءني صوت قوى يطلب منى رسم لوحة كبيرة للشهيد العظيم مارجرجس الروماني لكي اهديها إلى ديره في المحروسة ـ بقنا ـ وأنا لم أكن قد ذهبت إليه من قبل ولا أعرف أي معلومات عنه والعجيب أنى بدأت في رسم هذه اللوحة بعد البدء في سيرة القديس إبراهيم البراوى وأخذت معي وقت طويل جداً وكان الشيطان يحاربني بطرق شتى لكي لا أكملها لكني كنت أتشفع بالبطل مارجرجس فكان ينتهره إلى أن انتهيت من رسمها ( لوحة بالحرق على الخشب مقاس 190سم × 120 سم ) وذهبت أنا وصديقي مجدى بولس في أواخر عام 1998م إلى قنا لنوصل اللوحة لصاحبها في دير المحروسة بقنا، وتعبنا جداً حتى وصلنا قنا إذ أن القطار كان يتعطل في الطريق فاستغرقت المسافة من القاهرة إلى قنا حوالي 13 ساعة، ونزلنا قنا الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل ثم إلى دير المحروسة حوالي نصف ساعة وفي الدير لم نجد مكاناً لنبيت فيه فقضينا ليلتنا حتى الصباح جالسين على كراسي من الجريد وكان البرد شديداً فحزنت جداً من مارجرجس وفي الصباح أوصلنا اللوحة الكنيسة وقلت لمارجرجس الأمانة وصلت اتركني لأذهب كفاية اللي عملته فيَّ ومتشكرين على كرم الضيافة.


وصممت على الرحيل إلا أنى بعد أن وقفت في القداس نسيت كل التعب حتى تناولنا من الأسرار المقدسة وتقابلنا هناك مع كاهن بشوش أتذكر أن أسمه أبونا يوسف ( إن لم تخونني الذاكرة ) وكرمنا كرم كبير جداً وأخرج لنا جسد مارجرجس من المقصورة فأخذنا بركته وحملته على ذراعي وكانت هذه أول مره يحدث معي هذا ثم جاء نيافة الأنبا شاروبيم فاستمتعنا بالجلوس معه وقضينا اليوم كله هناك حتى المساء وشعرت أن مارجرجس يصالحني ويعزيني عن التعب الذي تعبته وأوصلونا بسيارة خاصة إلى محطة القطار بقنا وكانت الساعة السادسة مساءاً فجاء القطار من الأقصر مملوءاً لأخره ومن الصعب أن نجد مكاناً لنقف بأرجلنا، فقال لي صديقي مجدى سوف نقف كل المسافة فلن نجد مكاناً فقلت له لا بل سنجلس ونستريح لأن مارجرجس يريد أن يرضيني ويصالحني، فقال لي كيف يكون هذا صلى أن نجد مكاناً لأرجلنا وليس أن نجلس. فقلت له سترى.


دخلنا القطار وكان الزحام شديداً فقال لي ألم أقل لك ؟


فقلت له سترى ما سيفعله مارجرجس.


فإذ بالراكب الجالس أمامي ( وأنا واقف قبل أن يتحرك القطار من المحطة ) وقف وقال لي يا أستاذ تعال لتجلس بدلاً منى فقلت له عيب ميصحش، فقال لي لا بل لابد أن تجلس مكاني وأنا سأقف، فرفضت بشدة ولأنه غير مسيحي غلظ القسم قال علي كذا و كذا لابد أن تجلس مكاني أما أنا سوف أنزل من القطار وبالفعل نزل وترك القطار وجلست بدلاً منه وبعد أن جلست قلت لصديقي مجدى لا تخف، ثم قلت لمارجرجس الراجل ده تعب معانا وعايزين نجلسه ونريحه فإذ بالراكب الجالس أمامي ( في المقعد المقابل لي ) يقوم ويقول لصديقي مجدى تعال وأجلس مكاني فرفض فحدث كما حدث سابقاً وترك القطار وجلس صديقي مجدى بولس أمامي وسار القطار.


إلا أن رحلة الذهاب لم تكن كرحلة العودة لقد كان القطار يسير بسرعة غير عادية وفي المحطات لم يكن يقف بل كان يهدئ سرعته فقط فإذ بنا وصلنا مركز ببا والساعة لم تتجاوز الواحدة والنصف مساءاً وأنا كنت سأنزل في بنى سويف فقلت لصديقي مجدى بصوت مسموع أنا في مشكلة فقال لي وما هي ؟ فقلت له سأنزل بنى سويف قبل الساعة الثانية بعد منتصف الليل فأين سأذهب في هذا الوقت المتأخر، لن أجد مواصلات إلى براوة في هذا الوقت ولن أستطيع أن أذهب إلى عمى في بنى سويف في هذا الوقت المتأخر، فقال لي مجدى وإحنا في أيدنا إيه نعمله ستقضى يومك في البرد حتى الصباح كما كان الحال بالأمس.


فقلت له هل من المعقول أن أترك هذا الدفء الذي نجلس فيه وأنزل إلى البرد، أنا لن أنزل من القطار، فقال لي هل غيرت رأيك وستكمل معي إلى القاهرة ؟ فقلت له لا سأطلب من مارجرجس أن يوقف القطار وبالتالي أجلس في القطار حتى الصباح ثم أذهب.


هنا يسمعني الراكب المجاور وكان غير مسيحي فتعجب من كلامي وقال لي بغيظ من تكون حتى توقف القطار ألعلك رئيس جمهورية ؟


فقلت له أن صديقي يستطيع أن يوقفه، لأنه يحبني ولا يقبل أن أنزل وأقضى ليلتي في البرد.


جُن جنون الرجل من كلامي وقال من يكون صديقك هذا حتى يوقف القطار، فقلت لصديقي مجدى هل يوجد حل آخر لدينا ؟ فقال لي لا.


فقلت إذاً نطلب من مارجرجس وقلت : يا مارجرجس لن أستطيع أن أنزل بنى سويف في هذا الوقت المتأخر، من فضلك أوقف القطار حتى اجلس فيه واستدفئ حتى الصباح ثم يذهب.


بعد ذلك بدأ القطار يهدئ سرعته ثم توقف ثم بدأ يعود للخلف تارة ويسير بهدوء للأمام تارة ثم يتوقف تارة أخرى وظل على هذه الحالة حتى الساعة الخامسة والنصف صباحاً أي توقف أكثر من ثلاث ساعات ونصف وهنا صرخ الراكب الغير مسيحي الذي بجواري وقال لي : يا أفندي إحنا عندنا مصالح في مصر ومش فاضيين للعطلة دي، قول لصاحبك يمشي القطر الله يرضى عليك.


نظرت إلى مجدى وقلت له كم الساعة الآن ؟ فقال لي قد جاوزت الخامسة صباحاً، فقلت له إيه رأيك كفاية كدة ؟ فقال لي كفاية، ساعة والنهار يطلع فقلت خلاص يا مارجرجس كفاية كدة متشكرين. فبدأ يتحرك القطار إلى أن وصل بنى سويف ونزلت.


ولم يتركني مارجرجس في بنى سويف بل أحضر لي سيارة أوصلتني إلى منزلي بأجر بسيط جداً مع أن المسافة كبيرة.


" لأنك رأيتني يا توما آمنت! طوبى للذين آمنوا ولم يروا " ( يو 20 : 29 ).


يسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد ( عب 13 : 8 ) يستطيع أن يوقف القطار لأبونا إبراهيم البراوى وللراهب البسيط يسطس الأنطونى والبطل العظيم في الشهداء مارجرجس، نعم رأيت وآمنت ولم أكن وحدي بل كان معي صديقي مجدى بولس من دير البرشا ـ ملوى.
  رد مع اقتباس