البراوى والشهيد إيلياس الاهناسى :
في أواخر عام 1995م طُلب منى رسم صورة زيتية كبيرة على الحائط للشهيد العظيم مار جرجس لأحد أقاربي ولم أستطع أن أرفض رغم تعبي الشديد إذ كنت مصاباً وقتها بنزلة برد شديدة ولكنني ظللت ارسم فيها طوال الليل حتى الصباح حتى انتهت بنعمة المسيح، لكن تعبي ازداد جداً ولم أستطع أن أنام من شدة التعب، إلا أن أقاربي قالوا لي: أنت تحب مار جرجس ولا تحب السيدة العذراء لأنك لو كنت تحبها لرسمت لنا صورة أخرى لها لكي يكون عندنا مار جرجس والسيدة العذراء، فلم أستطع أن أرفض فسهرت الليلة التالية أيضاً من أجل السيدة العذراء ( لم أكن مقيماً في القرية آنذاك بل كنت في أجازة من عملي ) ولم أكن أرى أمامي من شدة التعب والإعياء حتى أنهيت لوحة السيدة العذراء حوالي الساعة الرابعة صباحاً وذهبت إلى الفراش وحاولت أن أنام لكن دون جدوى.
ولا أعلم إن كنت قد استسلمت لنوم عميق أم مازلت متيقظاً، إلا أنى شعرت كأني في حرب عظيمة مع الشيطان وفجأة ظهر لحقارتي الشهيد إيلياس الاهناسى فانتهت الحرب وصار سلام وقال لي :
" عاوزينك في خدمة " ، ...
تاخد كام حساب الصورة اللي ها ترسمها ؟ تلاتين ولا ستين ولا مية ؟
فقلت له أنا مش عاوز لا تلاتين ولا خمسين أنا عاوز أخف من مرضى.
فقال لي " لا كفاية عليك تلاتين " ،
ثم أخرج قارورة من المنطقة ( الحزام ) التي يربط بها وسطه بها شيء كأنه اباركة ( المستخدم في القداس ) وقال لي اشرب هذا وأنت تبرأ.
فأخذتها وشربتها كلها ووضعت القارورة بجواري على السرير واستسلمت لنوم عميق لمدة ثلاث ساعات بعدها قمت وقد شفيت من مرضي ولم يعد لتعبي أي أثر.
بعدها تقابلت مع القس إيلياس رشيد ( كاهن كنيسة مار جرجس والشهيد إيلياس باهناسيا ) ورويت له ما حدث معي فأخبرني أنه كان يطلب من الشهيد إيلياس لوحة كبيرة زيتية ولم يجد من يرسمها، وبالفعل قمت برسم لوحة كبيرة زيتية للشهيد إيلياس الاهناسى والتي صاحب رسمها معجزات كثيرة للشهيد إيلياس معي والعجيب أنى لم أدفع من جيبي أكثر من ثلاثين جنيهاً فقط في تكلفتها رغم أنها تكلفت أكثر من مئة جنية وتحقق كلام الشهيد إيلياس " كفاية عليك تلاتين " ولكن الموضوع كان أكثر من مجرد لوحة لأنني صممت أن يكون لقبي كفنان على هذه اللوحة بالذات (كبداية) " فلان البراوى " رغم أنني لم أكن وقتها اعرف شيئاً عن القديس إبراهيم البراوى ولا حتى أسمه، لقد تولد داخلي صوت قوى يدعوني أن أجعل لقبي ... البراوى فلم أكن أوقع على لوحاتي قط هذا اللقب من قبل، إلا أن هذا اللقب أثار كثيراً من التساؤلات داخل عائلتي لأن هناك عائلة غير مسيحية في قريتنا براوة تنسب هذا اللقب لها وحدها ( وهذا طبعاً خطأ تاريخي لأن براوة قرية فرعونية قديمة وفي العصر القبطي أنشئ فيها ديراً كان اسمه دير النور أو دير براوة ) المهم أن البعض كان يقول أنى أود أن أنسب نفسي إلى هذه العائلة ورغم هذا تمسكت بهذا اللقب وبشدة ولم أكن اعلم أن البراوى يعلن عن نفسه كتابة مع الشهيد إيلياس الاهناسى وكانت لوحة الشهيد إيلياس الاهناسى التي قدمتها له في عيد استشهاده في 2 مارس 1996م هي البداية إذ أنى التقيت أنا الغير مستحق بنيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السريان العامر الذي جعله الله حجر الزاوية في ظهور سيرة هذا القديس العظيم.