عاوزينك في خدمة :
في عام 1986م ظهر لضعفي الشهيد العظيم مارمينا العجايبى في رؤيا ـ وكنت وقتها طفلاً ـ وفي الرؤية كنت مع أهلي وأصدقائي مسيحيين وغير مسيحيين ودخل إلينا الشهيد مارمينا العجايبى ببهاء عظيم ونظر إلي وقال " تعال أنت عاوزينك في خدمة " فخرجت إليه وخرج ورائي صديق غير مسيحي ووجدنا مائدة عليها طعام فجلس صديقي على الأرض ليأكل ـ إذ كانت المائدة قريبه جداً من الأرض ـ فقلت في نفسي هل هذه هي الخدمة التي يريدني فيها مارمينا ؟ ربما ! فجلست لتناول الطعام إلا أن مارمينا التفت إلي وقال لي منتهراً " لا إحنا عاوزينك في حاجة أهم من كده ( هذا ) !! ".
ثم خرج بي إلى مكان واسع جداً لم تجد عيني له نهاية، مملوءاً بحقول الحنطة ( القمح ) التي قد ابيضت جميعها للحصاد ولم يحصد منها إلا القليل جداً ولا يوجد فعلة للحصاد! وفي وسط هذه الحقول نهر عظيم ماءه صافى ويعكس صفاء السماء ونورها، إذ كانت السماء صافيه جداً وتـُشع نوراً عظيماً على هذه الحقول جميعاً ـ إلا أن هذا النور لا يتعب العين رغم شدته ـ إلا إنني لاحظت شيئاً عجيباً أنه رغم وجود هذا النور العظيم لم أرى شمس ولا قمر فتعجبت وسألت مارمينا قائلاً : كيف تنير السماء بدون شمس ؟
فنظر إلى وقال : هنا لا يوجد شمس ولا قمر. هو ينير لنا !!!
فاستيقظت من نومي ويرن في أذني قول السيد المسيح له كل المجد : الحصاد كثير ولكن الفعلة قليلون، فاطلبوا من رب الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصادهِ ( مت 9 : 37 ).
والعجيب أنه بعد حوالي ثمانية عشر سنة من هذه الرؤية التقيت مع مسن غير مسيحي كان والده معاصراً لأبونا إبراهيم البراوى ( إذ انه كان من سكان براوة وصديقاً لأسرته ) وقال لي: كان للمقدس سليمان أخاً يدعى إبراهيم، هذا ترك العالم وترهب وكان يذهب إلى صحراء مريوط ناحية الإسكندرية، فقلت له نعم ترهب في أديرة وادي النطرون عند أبو مقار ( أو في دير أبو مقار ) ناحية الإسكندرية، إلا إنه قال لي: " كان يذهب عند مارمينا في مريوط وأصر على كلمته ".
هذا الرجل لا يعرف أي شيء عن قديسي كنيستنا فكيف عَلق بذهنه مارمينا بالتحديد. لم أعتبر هذا مستند في سيرة القديس لكنى تساءلت كثيراً عن سر العلاقة التي تربط البراوى و مارمينا العجايبى وكذلك المتنيح البابا كيرلس السادس ـ ترقب معي الصفحات التالية !!!