عرض مشاركة واحدة
قديم 09 - 05 - 2024, 12:08 PM   رقم المشاركة : ( 159799 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,796

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




فرح الـشاهد (يو 1: 19- 28)



في هذا الجزء الثاني من الإصحاح الأوّل نسمع فيه صوت المعمدان وهو شاهد عيّان ليشوع الّذي عاصره ورآه وسمعه. اليّوم يدعونا هذا الشاهد والشهيد معًا إلى الفرح من خلال إعلانين؛ الأوّل يتضح في قوله الصريح: «لَستُ المسيح [...] لا! [...] أَنا صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة: قَوِّموا طَريقَ الرَّبّ» (1: 20. 21. 23). يكشف هذا الإعلان حقيقة رسالة النبي الّذي يعلن بالنفي عن ذاته ليثبت حقيقة المسيح كمصدر للفرح، كاشفًا إنّه مجرد: صوت يعلن ويهيأ لهذا النور الّذي دخل العالم ولكنه مجهول. فهل يسوع بنوره الإلهي مجهول لك؟ هل تستطيع أن تتنبه لصوت المعمدان لتخرج من الظلمات اليّوميّة وتكتشف النّور الّذي يهمس في لمسّات بسيطة وصغيرة من حولك؟ لازال المعمدان يهيأنا لقبول النّور.



الغريب في كلمات يوحنّا إنه لم ينسب النّور لذاته كما فعل الملاك الساقط "حامل النّور" (راج اش 14). بل يأتي تأكيده في الإعلان الثاني بشكل تأكيدي موضحًا لا إستحقاقه: «أَنا أُعَمِّدُ في الماء، وبَينَكم مَن لا تَعرِفونَه، ذاكَ الآتي بَعدِي، مَن لَستُ أَهلاً لأَن أَفُكَّ رِباطَ حِذائِه [...] يأتي بَعْدي رَجُلٌ قد تَقَدَّمَني لأَنَّه كانَ مِن قَبْلي» (يو 1: 26- 27). أن ننسب لله أعماله الـّتي تحمل الفرح لحياتنا فهو إعتراف منا بنّور الّذي يخترق ظلامنا. لازال النّور الإلهي يسطع من حولنا بفض الله وأضوات كثيرين كالمعمدان لنبدأ تهيئة حقة ومميّزة بالفرح الّذي لا ينزع منا، لأنه أبديّ وإلهي معًا. فكل ما هو بشري زائل إلا أن ما هو إلهي دائم. لا نخشى الخروج من الظلمات الّتي تحرمنا من التمتع بالنّور، يكفي أنّ نقبله في بساطته وليس في أعمال إعجازيّة عظيمة.