عرض مشاركة واحدة
قديم 27 - 04 - 2024, 02:15 PM   رقم المشاركة : ( 159084 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,604

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




مزار أحد الشَّعانين: بَيْتَ فاجي: تاريخها وآثارها



التَّسميَة:



بَيْتَ فاجي اسم آرامي בض¼ضµ×™×ھض¾×¤ض¼ض·×’ض¼ضµ×™ (معناه "بَيْتَ التَّين")، وهي قرية صغيرة تقع إلى الجنوب الشَّرقي من جبل الزَّيتون وتتصل ببَيْتَ عَنْيَا من الجهة الغربيَّة على مسافة 800م. مرَّ بها السَّيد المسيح بعد دخوله بَيْتَ عَنْيَا ثم إلى بيت فاجي، إذ كان قادمًا من أريحا إلى القُدْس. ومن هذه القرية أرسل السَّيد المسيح اثنين من تلاميذه ليأتياه بجَحْش، فركبه في دخوله بانتصار إلى القدس. فمن بَيْتَ فاجي يبدأ أحد الشَّعانين التَّقليدي متجهًا نحو القدس. وقد ربط التَّقليد بهذه القرية أيضًا ذكرى لقاء مرثا مع يسوع قبل إحياء لَعازَر من القبر (يوحنا 11:20-34).



التَّاريخ:



ارتبط تاريخ بَيْتَ فاجي بالحوادث التي وردت في الأناجيل (يوحنا 11،20-34، متى 21،1-11، مرقس 11،1 -11، لوقا 19،28-40) التي تُروي لنا دخول يسوع إلى أورَشَليم من بَيْتَ فاجي. وفي القرن الثَّاني والثَّالث الميلادي يشير التَّلمود أنَّ بَيْتَ فاجي كانت إحدى ضواحي القدس وقد أثبتت الحفريات من آبار مياه ومعاصر زيت وقبور شهادة التَّلمود. وفي كتابات المؤرِّخ الكنسي يوسابيوس القيصري (265-340م) جاء ذكر "بَيْتَ فاجي كضيعة صغيرة تقع على جبل الزَّيتون. دخلها السَّيد المسيح في طريقة إلى أورَشَليم." ويصفها ايرونيموس (385-419) كمكان كان يقضي فيه كهنة اليهود عطلتهم؛ ومنها أتى التَّلاميذ بجَحْش للمسيح. وفيها بسط كثيرون ثيابهم على الطّريق".



في العصر البيزنطي أشارت السَّائحة الإسبانيَّة إيجاريه في مذكراتها في القرن الرَّابع إلى وجود كنيسة في بَيْتَ فاجي تُحيي ذكراها لقاء يسوع مع مرتا عندما جاء من الأردن لإحياء لَعازَر. وفي عام 530 لمَّح ثيوذسيوس أنَّ بَيْتَ فاجي هو المكان الذي اخذ السَّيد المسيح منه جَحْشا ليركبه في دخوله منتصرًا إلى أورَشَليم من خلال باب بنيامين. وفي عام 870 نوّه برناردو النَّاسك إلى الصَّخرة التي استعان بها السَّيد المسيح في ركوبه جَحْش بن أتان لدى دخوله القدس.



لم يكتفِ الحجاج في العصور الوسطى بتحديد موضع بَيْتَ فاجي بين بَيْتَ عَنْيَا وجبل الزَّيتون بل أشاروا إلى الكنيسة ووجود حجر في داخلها الذي استعان به يسوع لركوب الجَحْش. وفي عام 1165 وصف الحاج يوحنا فيرسبورك المكان بقوله: يوجد برجان من حجر كان أحدهما كنيسة. وفي عام 1172 أضاف الحاج تيودوريكو أنَّ المسيح جاء من بَيْتَ عَنْيَا إلى بَيْتَ فاجي حيث أُقيم معبدٌ إكرامًا له، لأنّه كان قد أرسل اثنين من تلاميذه ليأتيا بجَحْش وأتان. واستعان بصخرة كانت موجودة هناك لركوب الجَحْش. في هذا الصَّدد قال الرَّاهب الفرنسيسكاني نقولا يوجيبونسي: "في بَيْتَ فاجي لا توجد جدران ولا بيوت بل حجارة. وفيها حجر كبير عليه وقف المسيح"؛ وفي عام 1345 أهملت الكنيسة وتحوَّلت إلى خربة. وما جاء القرن السَّابع عشر حتى انطمست آثار الكنيسة. وفي عام 1883 بنى الآباء الفرنسيسكان الكنيسة الحاليَّة على أنقاض الكنيسة الصَّليبيَّة. وفي عام 1954 تمَّ ترميم الكنيسة بشكلها الحالي تحت إشراف المهندس أنطونيو برلوتسي، بإضافة برج مجاور للكنيسة بناء على مواصفات السَّائح يوحنا فيرسبورك.



المعالم الأثريَّة:



أجرى المعهد الآثار الفرنسيسكاني في القدس حفريات عام 1961 أسفرت عن اكتشاف ما يلي:



(1) الكنيسة الصَّليبيَّة:
بنى الآباء الفرنسيسكان الكنيسة الحاليَّة عام 1883 على أنقاض الكنيسة الصَّليبيَّة، وهي مبنيَّة من حجارة ضخمة مزينة بالرُّسومات. ولم يبق من هذه الرُّسومات إلا القليل. وتحوي الكنيسة على ممر يؤدي إلى غرفة ربما تكون السَّكرستيا، وهي غرفة ملحقة بالكنيسة لحفظ الزَّي الكهنوتي والأواني المقدسة. وفي داخل الكنيسة من جهة الشِّمال نجد "مسلة".



(2) المَسلَّة:

عبارة عن قطعة صخريَّة يروي التَّقليد أنّها استخدمت لموطئ قدمي يسوع لدى ركوبه على الجَحْش في دخوله منتصرًا إلى أورَشَليم. وقد وجدها صدفة فلاح فلسطيني من جبل الطُّور عام 1877 بينما كان يبحث عن حجارة للبناء. واشتراها الآباء الفرنسيسكان عام 1880. وتُزين المَسلَّة لوحات من العهد الصَّليبي لمشاهد إنجيليَّة على النَّمط البيزنطي. ولقد تمكن الفنان فكاريني من ترميم الرُّسومات التي كادت أن تختفي وهي: من جهة الشِّمال: لوحة تمثل التَّلاميذ يأتون بالجَحْش والأتان من بَيْتَ فاجي. ومن جهة الشَّرق: لوحة تمثل دخول السَّيد المسيح منتصرًا إلى أورَشَليم، وتحتها كتابة لاتينيَّة غير واضحة. وتعني: هنا تَطْوَاف الشعانين في أيام... ومن جهة الجنوب: لوحة تمثل إحياء لَعازَر من القبر. ويظهر يسوع ويتبعه بطرس من جهة الشِّمال ولَعازَر وامرأة تغطي أنفها للدلالة على الميت قد أنتن، ومريم ومرتا ساجدتين، ورجل يحمل غطاء القبر من الجهة اليمنى. ومن جهة الغرب: تمثل اللوحة السَّيد المسيح يبارك بيده اليُمنى، ويحمل كتابًا بيده اليسرى وبجانبه مريم ومرتا أختا لَعازَر. وتتوسط هذه اللوحة كوة مغلقة. وتحت اللوحة كتابة باللغة اللاتينيَّة تشير إلى بَيْتَ فاجي. وفي الطّرف الآخر من اللوحة نقش اسم الفنان Bernardi Witardi de Borda Fok o For.



(3) الكنيسة الحَاليَّة:
قام الآباء الفرنسيسكان ببناء الكنيسة الحاليَّة عام 1883 وتمَّ ترميمها عام 1954. يتوسط الكنيسة مذبح من الرخام "الصَّليبي" وبَيْتَ القربان من صنع النَّحات مورته A. Mortet . وزيّن الرَّسام فكاريني (Cesare Vagarini) الكنيسة بلوحات جداريَّة فنيَّة زيتيَّة. وفي صدر الكنيسة نجد لوحة زيتيَّة بألوان مختلفة تُمثل دخول المسيح منتصرًا إلى القدس يتقدَّمه الشَّعب حاملين أغصان الزَّيتون وسعف النَّخل ويتبعه الرُّسل والنِّسوة التَّقيات. وأمَّا جداران الكنيسة فهي مزينة بلوحات بلون واحد تمثل تَطْوَاف الشَّعانين. ويشعر الزَّائر في الكنيسة كأنَّه واحدٌ من هؤلاء السَّائرين وراء المسيح في دخوله إلى أورَشَليم.