الموضوع
:
توبيخ على الاهتمام بالزمنيّات
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
25 - 03 - 2024, 01:46 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,305,842
توبيخ على الاهتمام بالزمنيّات
توبيخ على الاهتمام بالزمنيّات:
3 فَكَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجَّي النَّبِيِّ قَائِلًا: 4 «هَلِ الْوَقْتُ لَكُمْ أَنْتُمْ أَنْ تَسْكُنُوا فِي بُيُوتِكُمُ الْمُغَشَّاةِ، وَهذَا الْبَيْتُ خَرَابٌ؟ 5 وَالآنَ فَهكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: اجْعَلُوا قَلْبَكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ. 6 زَرَعْتُمْ كَثِيرًا وَدَخَّلْتُمْ قَلِيلًا. تَأْكُلُونَ وَلَيْسَ إِلَى الشَّبَعِ. تَشْرَبُونَ وَلاَ تَرْوُونَ. تَكْتَسُونَ وَلاَ تَدْفَأُونَ. وَالآخِذُ أُجْرَةً يَأْخُذُ أُجْرَةً لِكِيسٍ مَنْقُوبٍ. 7 « هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: اجْعَلُوا قَلْبَكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ. 8 اِصْعَدُوا إِلَى الْجَبَلِ وَأْتُوا بِخَشَبٍ وَابْنُوا الْبَيْتَ، فَأَرْضَى عَلَيْهِ وَأَتَمَجَّدَ، قَالَ الرَّبُّ. 9 انْتَظَرْتُمْ كَثِيرًا وَإِذَا هُوَ قَلِيلٌ. وَلَمَّا أَدْخَلْتُمُوهُ الْبَيْتَ نَفَخْتُ عَلَيْهِ. لِمَاذَا؟ يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ. لأَجْلِ بَيْتِي الَّذِي هُوَ خَرَابٌ، وَأَنْتُمْ رَاكِضُونَ كُلُّ إِنْسَانٍ إِلَى بَيْتِهِ. 10 لِذلِكَ مَنَعَتِ السَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقِكُمُ النَّدَى، وَمَنَعَتِ الأَرْضُ غَلَّتَهَا. 11 وَدَعَوْتُ بِالْحَرِّ عَلَى الأَرْضِ وَعَلَى الْجِبَالِ وَعَلَى الْحِنْطَةِ وَعَلَى الْمِسْطَارِ وَعَلَى الزَّيْتِ وَعَلَى مَا تُنْبِتُهُ الأَرْضُ، وَعَلَى النَّاسِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ أَتْعَابِ الْيَدَيْنِ».
في الوقت الذي فيه يقولون بأن الوقت لم يحن لبناء بيت الرب يسكنون هم في بيت لهم مغشاة، تليق بالملوك (1 مل 7: 7؛ إر 22: 14)، وكأنهم ليس فقط قدّموا الزمنيّات عن الأبديّات وإنّما حتى في تدبيرهم للأمور الزمنيّة سكنوا في قصور مترفة تليق بالملوك والعظماء.
إن كانوا يسكنون القصور الفخمة لكن يليق بهم أن يرجعوا أنفسهم ويتأمّلوا حياتهم من جديد، إذ يقول لهم: "
اجعلوا قلوبكم على طرقكم
"
[5]
. ولعلّ كلمة "قلوبكم" هنا تعني التأمّل في الحياة الداخليّة أو مراجعة النفس، وكما يقول الرسول: "ليمتحن كل واحد عمله" (غلا 6: 4)، أي يحكم على نفسه قبل أن يحكم الغير عليه... وها هو النبي يُساعدهم على مراجعة أنفسهم بقوله:
"زرعتم كثيرًا ودخلتم قليلًا، تأكلون وليس إلى الشبع، تشربون ولا تروون، تكتسون ولا تدفئون، والآخذ أجرة يأخذ أجرة لكيس مثقوب" [6].
إذ يرفض الإنسان الالتصاق بالله خالقه إنّما يرفض البركة في حياته، فالطبيعة تقاومه والأرض لا تعطيه ثمرها، حتى جسده لا يتمتّع بالشبع والكفاية مهما قُدم له. قد يزرع كثيرًا لكن
الحصاد
قليل، وقد يأكل بنهَم كل ما يشتهيه ولكن بلا شبع، وينال أجرة بلا كيل لكنّه كمن يضعها في كيس مثقوب. هذا ما حذّر منه الكتاب في أكثر من موضع، فيقول الكتاب: "بكسريّ لكم عصا الخبز تخبز عشر نساء خبزكم في تنور واحد ويردّدون خبزهم بالوزن فتأكلون ولا تشبعون" (لا 26: 26)؛ "من أجل خطاياك أنت تأكل ولا تشبع وجوعك في جوفك..
.
أنت تزرع ولا تحصد، أنت تدوس زيتونًا ولا تدهن بزيت، وسلافة ولا تشرب خمرًا" (مي 6: 14-15 راجع هو 4: 10).
يرى
ا
لقديس إكليمنضس الإسكندري
أن صاحب الكيس المثقوب هو الذي يجمع أمواله ويغلق عليها فلا يعطي للآخرين، إذ يقول: [من يجمع قمحه ويغلق عليه، من لا يعطي أحد يصير إلى حالة أفقر
].
لهذا عندما مدح
القديس جيروم
الكاهن الضرير أبيفايوس
قال له:
[إنك لا تضع أجرتك في كيس مثقوب بل تضع كنوزك في السماء
].
وفي مناظرات
القديس يوحنا كاسيان
يقول
الأب إبراهيم
:
[إن صاحب الكيس المثقوب هو من يسمع أقوال الغير لكنه يفقدها بسبب عدم ضبطه لنفسه وعدم تركيز ذهنه
].
هكذا يفقد الإنسان البركة حتى في الأمور الزمنيّة باعتزاله مصدر البركة. هذا ما يؤكّده الرب مرّة أخرى مهدّدًا لا للانتقام وإنّما ليردّ الإنسان إليه، فيقول:
"لأجل بيتي الذي هو خراب وأنتم راكضون كل إنسان إلى بيته، لذلك منعت السموات من فوقكم الندى، ومنعت الأرض غلتها، ودعوت بالحرّ على الأرض وعلى الجبال وعلى الحنطة وعلى المسطار وعلى الزيت وعلى ما تنبته الأرض وعلى الناس وعلى كل أتعاب اليدين" [11]
.
إذ يتجاهل الإنسان خالقه تتجاهله الخليقة فتمنع السموات نداها والأرض غلتها، حتى الجو يفقد لطفه فيختنق بحرّه الإنسان والحيوان والنبات على الجبال والمناطق السهلة، مفسدًا كل تعب اليدين. جاء في سفر التثنية: "وتكون سماؤك التي فوق رأسك نحاسًا، والأرض التي تحتك حديدًا، ويجعل الرب مطر أرضك غبارًا وترابًا ينزل عليك من السماء حتى تهلك" (تث 28: 23-24). حينما يُقسي الإنسان قلبه تصير له السماء قاسية كالنحاس والأرض حديدًا بلا ثمر، وإذ تكون أفكاره أرضية ترابية يتحوّل المطر بالنسبة له إلى تراب يهلكه... وكأن الطبيعة تُقدّم له مما هو مختفي فيه.
جاء في الترجمة السبعينيّة "ودعوت بالسيف على الأرض وعلى الجبال... إلخ"، فلا يكفي غضب الطبيعة عليه، إنّما يفقده سلامه مع إخوته فيلاحقونه بالسيف أينما وُجد، حتى إن اختفي على الجبال وسط الصخور، ويبدّدون بالعنف كل ثماره.
يمكننا أيضًا تفسير الكلمات الإلهيّة "لأجل بيتي الذي هو خراب وأنتم راكضون كل إنسان إلى بيته" هكذا، إنّه يعني مسكنه الداخلي فينا الذي يصير خرابًا بفقدانه الله نفسه كساكن فيه فتهرب النفس إلى بيتها، أي تتقوقع حول ذاتها وتتشبّث بأنانيّتها، عندئذ عوض المكسب تدخل إلى خسارة وفقدان تام، إذ تفقد النفس (السموات) نعمة الله (الندى) وتُحرم من عمل الروح القدس، وتمنع الأرض غلّتها أي يفقد الجسد قدسيّته، فلا يكون فيه ثمر مفرح لله والإنسان، فتتحوّل حياته إلى اضطراب شديد حيث يلاحقه السيف الداخلي أينما وجد. يُحطّم السيف أرضه أي جسده، وجباله أي إمكانيّاته المتشامخة ويُفسد حنطته ومسطاره (الخمر الجديد) وزيته أي يفسد طعامه وشرابه ودواءه ليجعله جائعًا ظمآنًا ومريضًا!
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem