عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 03 - 2024, 01:02 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,349,339



ماذا قال يسوع عن الإنسان الغني ولعازر؟‏


ماذا قال يسوع عن الإنسان الغني ولعازر؟‏

في لوقا الفصل ١٦‏،‏ يخبر يسوع عن رجلين يمرَّان بتغييرات جذرية في ظروفهما.‏

هذه هي قصة يسوع باختصار:‏ كان رجل غني يعيش برفاهية.‏ وكان يُوضَع عند بوابته رجل متسوِّل اسمه لعازر،‏ وكان يشتهي أن يُعطى من فتات الطعام الذي يقع من مائدة الرجل الغني.‏ مع الوقت مات لعازر،‏ فحملته الملائكة ووضعته إلى جانب إبراهيم.‏ ومات الرجل الغني أيضًا ودُفن.‏ ثم نقرأ أن الرجلين كانا واعيين بعد موتهما.‏ فالرجل الغني كان يتعذَّب في نار مشتعلة.‏ لذلك طلب من إبراهيم أن يرسل إليه لعازر ليُبرِّد لسانه بنقطة ماء من إصبعه.‏ فرفض إبراهيم طلبه وقال إن الرجلين تغيَّرت ظروفهما كثيرًا الآن،‏ وإن هناك حفرة عميقة بينهما ولا أحد يقدر أن يعبرها.‏
هل حصلت هذه القصة فعلًا؟‏

كلا.‏ إنها قصة مجازية أعطاها يسوع كي يعلِّم درسًا.‏ وهذا ما يؤكِّده علماء الكتاب المقدس.‏ فالعنوان الفرعي في ترجمة لوثر للكتاب المقدس طبعة ١٩١٢ (‏بالإنكليزية)‏ يقول إنها قصة مجازية.‏ كما أن الكتاب المقدس الأورشليمي الكاثوليكي (‏بالإنكليزية)‏ يقول في إحدى الحواشي إن هذا «مَثَل بشكل قصة دون الإشارة إلى أية شخصية تاريخية».‏

فهل أراد يسوع أن يعلِّم دروسًا عن الحياة بعد الموت؟‏ هل قصد أن بعض الناس سيتعذَّبون في الجحيم حين يموتون وأن إبراهيم ولعازر كانا في السماء؟‏ هناك أدلة عديدة تبرهن أنه لم يقصد ذلك.‏

مثلًا:‏

لو كان الرجل الغني في مكان حرفي للعذاب بالنار،‏ أفلن يتبخَّر الماء على إصبع لعازر بسبب النار؟‏

حتى لو لم يتبخَّر الماء،‏ فهل تكفي نقطة واحدة لتريح الغني نهائيًّا من عذابه في نار حرفية؟‏

قال يسوع بوضوح إنه خلال الفترة التي كان فيها على الأرض لم يكن قد صعد أحد إلى السماء.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٣‏)‏ فكيف يكون إبراهيم حيًّا في السماء؟‏

هل تؤكِّد هذه القصة عقيدة العذاب في الجحيم؟‏

كلا.‏ فرغم أنها ليست قصة حقيقية،‏ يقول البعض إنها ترمز إلى الفكرة أن الصالحين يذهبون إلى السماء والأشرار يتعذَّبون في الجحيم.‏ a

فهل هذا الاستنتاج منطقي؟‏ كلا.‏

فعقيدة العذاب في الجحيم لا تنسجم مع ما يقوله الكتاب المقدس عن حالة الموتى.‏ مثلًا،‏ لا يقول الكتاب المقدس إن كل الصالحين يعيشون بسعادة في السماء حين يموتون أو إن الأشرار يتعذَّبون في نار الجحيم.‏ على العكس،‏ فهو يقول:‏ «الأحياء يعلمون أنهم سيموتون.‏ أما الموتى فلا يعلمون شيئًا».‏ —‏ جامعة ٩:‏٥‏.‏
ماذا تعني قصة الغني ولعازر؟‏

تُظهر هذه القصة أن هناك فريقين من الناس ستتغيَّر ظروفهم تغييرًا جذريًّا.‏

واضح أن الإنسان الغني رمز إلى رجال الدين اليهود الذين كانوا ‹يحبُّون المال›.‏ (‏لوقا ١٦:‏١٤‏)‏ فهم كانوا يسمعون ليسوع،‏ لكنَّهم يعارضون رسالته.‏ كما كانوا يحتقرون عامة الناس.‏ —‏ يوحنا ٧:‏٤٩‏.‏

أما لعازر فرمز إلى عامة الناس الذين قبلوا رسالة يسوع وكانوا مكروهين من رجال الدين اليهود.‏

والتغيير في الظروف كان تغييرًا جذريًّا بالنسبة إلى الفريقين.‏

كان رجال الدين اليهود يعتقدون أن اللّٰه راضٍ عنهم.‏ لكنَّهم ماتوا مجازيًّا حين رفضهم اللّٰه ورفض طريقة عبادتهم لأنهم لم يقبلوا رسالة يسوع.‏ وهم كانوا يتعذَّبون بسبب الرسالة التي بشَّر بها يسوع وأتباعه.‏ —‏ متى ٢٣:‏٢٩،‏ ٣٠؛‏ أعمال ٥:‏٢٩-‏٣٣‏.‏

عامة الناس،‏ الذين تجاهلهم قادتهم الدينيون لوقت طويل،‏ هم الآن في وضع أفضل.‏ فكثيرون منهم قبلوا تعاليم يسوع المؤسسة على الأسفار المقدسة واستفادوا منها.‏ فصار لديهم الآن الفرصة أن ينالوا رضى اللّٰه إلى الأبد.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏


رد مع اقتباس