عرض مشاركة واحدة
قديم 02 - 03 - 2024, 11:57 AM   رقم المشاركة : ( 152682 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,509

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الحكيم والأبوة

لا نعجب إن كان روح الله قد خصص أسفارًا كاملة لتقديم حِكم وأمثال مثل أسفار الأمثال والحكمة وابن سيراخ... حتى يقدم للمؤمنين الحكمة حسب الفكر الإلهي، وليس حسب الخبرات البشرية المجردة، دون لمسات إلهية مقدسة.
في الأسفار الحكمية غالبًا ما يتحدث الكاتب مع المؤمنين، لا كمن هو على كرسي التعليم في كبرياء وتشامخ، وإنما كأبٍ محبٍ لأبنائه، فكثيرًا ما يردد: "يا ابني" (أم 23: 19، 26؛ 24: 13، 21؛ سي 2: 1؛ 3:1، 12، 17؛ 4: 1).
فالحكيم يتحدث مع المؤمنين، ويسلك كأب يحمل ظل أبوة الله لهم. فالحكمة في جوهرها التقاء مع الله في داخل دائرة حبه، واستقرار في الأحضان الإلهية للتعرف على أسرار الله وخطته من نحوه، وحبه وحنوّه عليه، فيسلك كابنٍ لله وسفيرٍ له!
الحكيم الناجح هو القادر أن يدخل بالنفس البشرية إلى أحضان الله لتنهل من حكمته. وكما يقول يعقوب الرسول: "إن كان أحدكم تعوزه حكمة، فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاءٍ ولا يعيِّر، فسيُعطى له" (يع 1: 5). فالحكمة هي عطية تُمنح بواسطة الروح القدس (1كو 12: 8).
عمل الحكيم هو مساندة المؤمن ليتكشف حب الله وأبوته ويتعرف عليه، ويتمثل به كابنٍ له. فتصير الحكمة بالنسبة له ليس مشورة لتحقيق مكاسبٍ أيا كانت سوى اقتناء الله نفسه.