عرض مشاركة واحدة
قديم 09 - 09 - 2012, 11:12 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القديسة الشهيدة بربارة - قصة حياتها

العظيمة في الشهداء : القديسة بربارة
القديسة الشهيدة بربارة - قصة حياتها
ولدت القديسة بربارة في أوائل القرن الثالث للمسيح ، كان أبوها ، و إسمه ذيوسقورس ، غنياً جداً ووثنياً متحمساً يكره المسيحيين و يزدريهم ، أما والدتها فقد ماتت و هي طفله صغيره ،
و كانت بربارة ابنته الوحيدة جميله جداً و ذكيه فخاف عليها أبوها فبنى لها قصراً عالي الأسوار ، جعل فيه كل أنواع البهجة كي لا يكون لها كسجن ، تقيم فيه ووضع لها خداماً و حراساً
و أحضر لها أساتذة مهرة ليعلموها علوم ذلك العصر حتى تنشأ على حب آلهتهم و أتاحت لها وحدتها عادة التأمل و التفكير و قادتها كثرة التأمل إلي البحث عن الإله الحقيقي الذي خلق السماء و الأرض و النجوم و أنبت أزهار الحقل...... ألخ

فأخذت تبحث على من يشرح لها أسرار الألوهية و كان بين خدامها أناس مسيحيون أخبرها أحدهم عن الديانة المسيحية و عرفها بها وشرح لها الكتاب المقدس و تجسد المسيح و إفتداءه للبشر،
و عن بتولية العذراء مريم و جمال البتولية فآمنت و إعتمدت و تناولت جسد الرب يسوع المسيح و دمه الكريمين و من ذلك الوقت خصصت بتوليتها للرب على مثال العذراء .
القديسة الشهيدة بربارة - قصة حياتها
حدث هذا و أبوها لا يعلم و قد كثر خُطابُها من الأسر الكبيرة و الغنية و كانت ترفضهم ، و أخيراً أخبرت أباها بأنها لا تريد أن تتزوج لأنها أصبحت مسيحية و نذرت نفسها للرب يسوع،
فغضب أبوها غضباً شديداً خاصة بعد أن رأى بأنها قد حطمت الأصنام في البيت ووضعت صلباناً بدلاً منها فاستل سيفه ليقتلها و لكنها هربت منه فلحق بها عند صخرة كبيرة فانفتحت الصخرة و جازت بربارة فيها ثم أطبقت ،
و لما عرف أبوها مكانها أمسكها و جرها من شعرها ووضعها في قبو مظلم ، و بينما كانت تصلي ظهر لها الملاك و قال لها : " لا تخافي لأن الله سيكون نصيرك".
القديسة الشهيدة بربارة - قصة حياتها
و في اليوم التالي ذهب أبوها و أخبر الوالي (مركيانوس) بأن إبنته أصبحت مسيحية فأرسل لها الوالي و طلب منها أن تترك المسيحية و تعود إلي عبادة الأصنام فرفضت ، فأمر بجلدها فجلدوها و جروا جسمها على قطع من الفخار المكسر وجرحوها و علقوها في الفضاء و رأسها إلي أسفل و ضربوها و رشوا على جسدها الجريح ملحاً لكي يزيدوا آلامها و لم تستسلم فأعادوها إلي السجن،

و في اليوم التالي وجدوا أنها قد شفيت من جروحها ، فسألوها كيف شفيت ؟
فقالت لهم :" إن الذي شفاني هو الرب يسوع المسيح". فثار الحاكم و أمر بأن يعذبوها و يعروها من ثيابها و يطوفوا بها في الشوارع حتى يبصق عليها كل من يراها، أما هي فصلت و تضرعت إلي الله أن ينقذها من هذا العقاب ، و أن يستر جسدها حتى لا يراه الناس ،
و ما كادت تنهي صلاتها حتى شاهد الناس أن جروحها قد شفيت و أضاء حولها نور بهر العيون حتى أنه لم يقدر أحد من الناس أن ينظر إليها ، فخاف الحاكم و أمر بقطع رأسها

فتقدم أبوها و طلب من الحاكم أن يقوم هو بقطع رأس إبنته فسمح له بذلك فأخرجها أبوها خارج المدينة و قطع رأسها بضربة من فأسه ،

القديسة الشهيدة بربارة - قصة حياتها
حينئذ إنصب عليه غضب الله إذ أظلمت السماء و تكاثفت الغيوم و إنقضت عليه صاعقة أحرقته و أحرقت مركيانوس الحاكم الظالم معه ،
و ذاع صيت بربارة بين الناس و كثرت العجائب التي نالها الناس بتضرعاتها و إتخذها الناس شفيعة لهم و خاصة في أمراض العيون و إشتداد الصواعق و المهن الخطرة و شيد على إسمها كثير من الكنائس في العالم .

لنكرمن القديسة بربارة الكلية الوقار ،
لأنها حطمت فخاخ العدو و نجت منها كالعصفور،
بمعونة الصليب وسلاحه
القديسة الشهيدة بربارة - قصة حياتها

صلاة إلى كل مَن يتألّم :

يا قديسة بربارة، الكثير من الناس حولي يكذبون. علّميني أن أتشبّه بكِ، فأبغض الكذب والخيانة مثلك، وأن أفضّل عليها كلّ شيء، حتى الإهانة، حتّى الفقر، وحتى الفشل الاجتماعي.
يا قديسة بربارة، الكثير من الناس حولي يكرهون. علّميني أن ارُدّ مثلك الشرّ خيراً، وأن اصلّي لمن يبغضونني، متذكراً انّ المسيح قال:
"إن لم تغفروا فلن يُغفر لكم"، و "بالكيل الذي تكيلون به يُكال لكم".
يا قديسة بربارة، أنا مُشبعٌ ألماً وقد نفدَت قواي. علّميني أن الألم الذي يقدّم بحبّ، هو إحسانٌ، وأنّه يستطيع أن يخلّص نفساً. المسيح أحسن إليّ هكذا وهو على الصليب، وأنتِ اقتديتِ به في غرفة التعذيب.
وهكذا خلّصَ العالم، وهكذا انتِ هديتِ بلادكِ.
ساعديني أن اتذكّر في أيّة أحوال عشتِ: هذا يعطيني الشجاعة وسأرى أنّي أنا أيضاً، قادرٌ على عمل أشياء عظْمى، بما لديّ، وأنّي، إن لم أحبَّ ما يجري، فبامكاني تغييره بأعمالي الخفيّة، ولو كنتُ صغيراً، ولو كنتُ وحدي.

لماذا نأكل القمح المسلوق ؟؟
من العادات والتقاليد أن نأكل القمح المسلوق في عيد القديسة العظيمة في الشهيدات بربارة . وذلك لأن حبة القمح لا تُثمر ولا تأتي بسُنبلة إلا إذا ماتت .
وكما قال السيّد المسيح له المجد " إن لم تمت حبّة الحنطة فإنها تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمرٍ كثير .
وهكذا الشهيدات والشهداء القديسون بإستشهادهم وقبولهم الموت ورفضهم نكران المسيح إنما أعطوا بعملهم هذا نموا للإيمان المسيحي وبغزارة . كحبة القمح التي إن ماتت فقط تأتي بثمر كثير .

كنيسة القديسة برباره فى حصن بابليون

كنيسة القديسة برباره تقع هذه الكنيسة في الجانب الشرقى لحصن بابليون وقريبة من الجدار الرومانى ويصل إليها الزائر من شارع المعبد اليهودى وهى محاطة بكثير من المبانى البسيطة الخاصة بالسكان وكذلك المنشآت الكنسية التي تغيرت معالمها الآن وقد عانت الكنيسة كثيرا من الترميمات الضارة بأصوله الأولى كما اختفى منبرها الحجري القديم وغيره من آثارها القديمة الهامة أما عن تاريخ انشائها فيقال أنها تاسست في القرن الخامس الميلادى وكُرِّسَتْ على اسم القديسة برباره التي كانت فتاة عذراء رائعة الجمال كما يُقال أنها ولدت في أوائل القرن الثالث الميلادى في إحدى مدن آسيا الصغري من أب وثنى وثري يدعى (ديفوروس). وقد تلقت علومها على يد العلامة اللاهوتى (أوريجانوس) المصري ثم اعتنقت الديانة المسيحية ورفضت الزواج ممن تقدم لها من أبناء الأسر العريقة وآثرت أن تكرِّس حياتها طاهرة لخدمة الله. وقد حاول والدها أن يقصيها عن عزمها واستعمل معها من صنوف القسوة والعذاب ما تقشعر من هوله الأبدان لتقلع عن غيِّها فلم يزدها ذلك إلا استمساكا بما استقر عليه رأيها وأخيراً شكا والدها أمرها إلى الوالى الرومانى (مرقيان) واتفق معه على زيادة تعذيبها فاحتملت كل أنواع العذاب بصبر عجيب فاضطر الوالى في النهاية إلى التخلص منها بقتلها هي وتابعتها القديسة (يوليانه). وقد ذكر المؤرخ (تقى الدين المقريزى) في القرن الخامس عشر للميلاد أنَّ كنيسة برباره هذه كانت تقع جنوب مدينة الفسطاط. وقد لاحظ في أيامه أنها كانت كبيرة الاتساع بل واعظم كنائس القبط شهرة، وكانوا يقيمون فيها سنويا الاحتفالات والاعياد الدينية بذكرى القديسة وكان البطريرك يحضرها بنفسه، كما روى أيضا أنه كان بقرب الكنيسة دير للراهبات كان يلجأ إليه العذارى اللاتى يرغبن في تكريس حياتهن لله وخصصن أنفسهن لحياة الرهبنة. هذا وتعرضت هذه الكنيسة وكنيسة أبى سرجة إلى الهدم والتخريب في القرن العاشر. وقيل أنه قد أعاد بنائها أحد وزراء القبط وهو (يوحنا بن الأبح) في عصر الدولة الفاطمية نقلا عن نص عربي لأحد كتاب القبط قد عثر عليه (المهندس: سلمون) في سنة 1903 في مجلة المعهد الفرنسي للآثار الشرقية ويرجع تاريخه إلى عام 1629 للميلاد وهو لمخطوط مسيحي محفوظ في المكتبة الوطنية في باريس. ولو أنَّ سلمون هذا لاحظ أنَّ النص المذكور قد حوى عبارات هي اقرب إلى الأساطير منها إلى الحقيقة إلا انه شمل مغزى له قيمته الهامة من إنشاء تلك الكنيسة وذكر قصة الوزير لدى الخليفة الفاطمى الذي بنى هاتين الكنيستين، فيروى عنه أنه كان مرموقا وله مركز كبير عند الخليفة حسده عليه كبار رجال الدولة من أهل زمانه وحقدوا عليه ظلما وعدوانا ورموه بالخيانة ووشوا به لدى الخليفة الفاطمى. ولما تبينت له (للخليفة) براءته أجابه الخليفة إلى طلب قد رفعه إليه بإعادة بناء كنيسة أبى سرجة وبعد أن أتم بنائها تبقى لديه من المؤنة والأدوات مايكفى لبناء كنيسة أخرى، فأعاد بناء كنيسة القديسة برباره بدون تصريح من الخليفة فشكاه حُسَّاده. ولما تحقق الخليفة من الأمر حكم عليه بهدم إحدى الكنيستين. فظل الوزير المذكور حائراً من الواحدة إلى الأخرى ليختار إحديهما غير مستقر على حال - ولما أعياه التعب سقط بين الكنيستين ميتا - فلما وصل خبر موته الفجائي إلى مسامع الخليفة عدل عن هدم الكنيسة الثانية وقال (اننى أمَرتُ ببناء الواحدة وقد وَهَبْتُ الثانية دية له). ولو أنَّ الكاتب القبطى يؤكد إعادة بناء الكنيسة في عصر كان الصليبيون يحاصرون فيه مدينة دمياط وفى عام 465 هجرياً أى 1072ميلاديا، إلا أنه من الصعب أن نعطى بيانا صحيحا عن حقيقة الزمن الذي تم فيه البناء بالضبط، وخصوصا أنها تعرضت كغيرها من الكنائس في فترات عديدة للهدم والحريق، كما أنَّ الأديرة كذلك كثيرا ما أُزيلت من الوجود. ولو أنه في عام 1071م. سُمِحَ بإعادتها ولكنها وقعت فريسة للنيران وضاعت أغلب معالمها في حريق الفسطاط الذي أمر باشعاله (شاور) عند تقدم الصليبين الذين استعان بهم (ضرغام) ضد شاور. وبالرغم من أنَّ كنائس حصن بابليون عامة أدركها مصير الكنائس الأخرى التي لحق بها التدمير والتخريب إلا أنها ما زالت تحتفظ ببعض عناصرها الأولى وآثارها القديمة. وإنَّ أغلب الكتاب والمؤرخين القدامى يؤيدون فكرة إرجاع تشييد معظم الكنائس والأديرة إلى العصور الأولى المسيحية. على أنَّ أروع ما عُثِرَ عليه لحسن الحظ من بقايا آثار كنيسة القديسة برباره عند إنشائها هو باب خشبي ثمين ضخم (محفوظ في المتحف القبطى الآن) مكون من دلفتين عوارضهما من خشب الجميز، أما حشواته فهى من خشب الجوز غالبا ويرجع تاريخه إلى القرن الرابع / الخامس الميلادى، وتحمل نقوشه الباقية على الوجه أو الظهر آية فاخرة من آيات الفن القبطى الرفيع في أوج ذروته. وقيل أنَّ مكتشفه هو مؤسس المتحف القبطى (الراحل المرحوم مرقس سميكة باشا) عندما كان يباشر عملية ترميم الكنيسة، إذ وجده محفوظا بين جدران في صحن الكنيسة. وفى الغالب أنهما أقيما خصيصا لحفظه من الضياع أو العبث به أثناء فترات الفوضى والاضطهاد حيث اضطر إلى اغلاق أبواب الكنائس الرئيسية والاستعاضة عنها بأبواب صغيرة جانبية - وقد تآكلت الأجزاء السفلى من ذلك الباب بتأثير تعرضها للرطوبة. أما الحشوات العليا منه فلا تزال آثارها باقية تشهد بروعة النقش وعظمة الفن، كما أنَّ النقوش التي حفرت على حشواته الصورية منها أوالنباتية على شكل أغصان الكروم المورقة والمكللة بعناقيد العنب وهى تخرج من أصص جميلة الرسم، تعطينا فكرة بالغة عن مدى تقدم طراز الفن المسيحي المتأثر بتقاليد الفن الرومانى الأصيل. وقد ذكر (مونريه دى فيلار) أنَّ الطريقة التي تمت بها نقوش الباب المذكور كانت من أعلى مرتبة بل ومن فن رفيع عولج بمهارة فائقة وقوة فائقة في اليد التي أبرزت موضوعاته وأسبغت عليها سحر ينتزع الإعجاب من الناظرين مما يحملنا على القول إلى أن نرجعها حتى إلى ماهو أبعد من القرن الرابع الميلادى، كما نعزوها إلى مدرسة فاخرة كاملة ترجع إلى التقليد القديم أى عصر الكمال الاسكندرى للفن ومستهل العصر المسيحي. أما عن تصميم كنيسة القديسة برباره فهو على الطراز الأرثوذوكسى الأصلى ولها صحن وجناحان يفصلهما عن الصحن عشرة أعمدة خمسة من كل جانب، ثم اثنان في الناحية الغربية أمام المدخل، وفوق هذه الاعمدة الرخامية التيجان كما في الكنائس الاخري، ويلاحظ أنَّ من بينها تاج نقوشه على شكل سعف النخيل، وكانت تزين سطوحها الرسوم الملونة بأشكال الرسل والأنبياء رمزا للتعاليم التي تقوم عليها كنيسة المسيح. وهذه الأعمدة متصلة كالعادة بافريز خشبي مستمر. وفى بعض اجزائه توجد آثار الرسوم الملونة التي كان يزخر بها هذا الافريز. كما أنَّ الأجزاء الخشبية التي أدركها البلى قد رممت بقطع حديثة. ويوجد في صحن الكنيسة (اللقان) المعد لغسل الأرجل كالمعتاد. ويقع شمال صحن الكنيسة المنبر(الانبل) الرخامى وهو على نمط منبر كنيسة أبى سرجة المجدد في الشرائح الرخامية الملونة، وعلى لوحته الرئيسية نقوش بارزة تمثل صلبانا داخل أكاليل زخرفية وعليها آثار الألوان ويقوم على عشرة أعمدة رخامية صغيرة. وأمام الصحن يقع الحجاب الرئيسى الأوسط (حامل الأيقونات) للكنيسة وهو من خشب الجوز وتتخلله حشوات من العاج والأبنوس المنقوش بزخارف نباتية أشبه بنقوش أحجبة كنيستى المعلقة وأبي سرجة ولكنها أحدث منها عهدا. ويوجد فوق الحجاب المذكور بعض الحشوات الخشبية ذوات النقوش الدقيقة المفرغة وهى ترجع غالبا إلى ما بين القرن الحادى عشر والثالث عشر، ثم توجد حشوات أخرى مستطيلة وهى من العاج الخالص المزخرف. ثم تعلو الحشوات المذكورة الأيقونات المثبتة فوق الحجاب وهو عبارة عن تسع صور كبيرة الحجم داخل إطارات خشبية، ومن المتوقع أنها من عمل فنان واحد ولعله (إبراهيم الناسخ)، وهى ترجع إلى القرن الثامن عشر. وفوق منتصف افريز الأيقونات توجد صورة كبيرة بالألوان الزاهية تمثل العشاء الربانى ويبرز من وسطها إلى أعلى صليب كبير عليه صورة للسيد المسيح وهو مصلوب وعلى أركانه الثلاثة الأعلى والأيمن والأيسر صور صغيرة بالألوان لملائكة - والصورة الأخيرة والصليب من رسوم حديثة العهد. ويلى الحجاب الأوسط للهيكل الرئيسي للكنيسة الذي كُرِّسَ على اسم القديسة برباره ويوجد في وسطه مذبح رخامى وهو حديث الصنع، وفوقه القبة الخشبية وهى ترتكز على أربعة أعمدة رخامية. وأمام الهيكل عقد كبير مرتفع وأهميته ترجع إلى الأخشاب القديمة التي تغطى الجزء العلوى منه، وهى تحمل آثار الرسوم الملونة القديمة التي كانت تزين الكنيسة بعد عمارتها الثانية. ثم يلى ذلك المدرج الرخامى المزين بقطع الفسيفساء على غرار الشكل القديم وهو مكون من سبع درجات على شكل نصف دائرة وكانت معدة كما في غيرها من كنائس حصن بابليون الهامة لجلوس رجال الكهنوت، ثم ينتهى المدرج المذكور بالقبلة في الجدار الشرقى، وكانت مخصصة لوضع الكرسي البطريركى. وعلى يمين الهيكل الرئيسى يوجد الهيكل الجنوبى وله حجاب من خشب الجوز المطعم بحشوات العاج البسيطة، وهو أقل أهمية من الحجاب الرئيسى وبداخله مذبح وقبلة متسعة وحوله مجموعة من الصور، وعلى يسار الهيكل الأوسط أيضا يوجد الهيكل الشمالى وهو خال من المذبح وهو مستخدم كمخزن لمجموعة من الصور حديثة العهد وغير ذلك من أدوات الكنيسة. ويلاحظ أنَّ الهياكل الثلاثة تعلوها ثلاث أنصاف من القباب. كما أنَّ الجملون الخشبي العالى يغطى صحن الكنيسة والهيكل الرئيسى الأوسط فيها - أما جناحى الكنيسة والدهليز العلوى فيها الذي كان مخصصا لجلوس النساء فتغطيها أسقف مسطحة تقوم على كتل ولوحات خشبية عادية. وعلى جدار الجناح الجنوبى من الكنيسة توجد أفاريز كبيرة معلقة ويحوى الواحد منها أيقونات لموضوعات مسلسلة ومن أهمها: (1) افريز عليه صورة تمثل العذراء وقت البشارة ثم تليها صورة الميلاد ثم تقديم الطفل إلى سمعان الشيخ داخل المعبد ثم صورة للعماد، وأخرى لمار جرجس. (2) وافريز آخر عليه صورة خاصة بحياة السيد المسيح، ومنها دخوله إلى أورشليم، وأخرى لإقامة العازر من بين الأموات ومنظر لعله يمثل التجلى فوق جبل الزيتون ثم صورة للعشاء الأخير، وتحته منظر من ضمن صور الافريز يمثل عرس قانا الجليل. (3) ثم توجد أيضا أيقونة تمثل الخمسة شبان وأمهم - من رسم إبراهيم الناسخ - ويظهر أنَّ هذه الأيقونات من عمل الفنان الذي رسم صور الحجاب الأوسط للكنيسة أيضا. (4) وفى أعلى الصور السابقة في الجدار المذكور أيقونة كبيرة مرسومة على مشمع مثبت على لوحة خشبية بألوان زاهية براقة وتمثل الامبراطور قسطنطين وأمه هيلانه. ويمكن للزائر من الهيكل الجنوبى أن ينفذ من باب فيه من جهة اليمين إلى قاعة مستطيلة توجد فيها مقصورة وهى مخصصة على اسم القديسة برباره وهى من التعديلات التي أدخِلَت إلى الكنيسة حديثا. ويشاهد فيها إطار خشبى كبير منقوش ومزين برسوم ملونة حديثا ومصنوع على شكل ثلاث قبلات على شكل نصف دائرة وفى داخلها في الوسط صورة كبيرة الحجم للقديسة برباره - وعلى يمينها في القبلة الثانية صور بالحجم الطبيعى للقديسة يوليانة وعلى يسارها في القبلة الثالثة صورة بالحجم الطبيعى أيضا للقديسة دميانه وحولها مجموعة العذارى. وقد استعملت فيها الليقة الذهبية بشكل واضح وهى من عمل فنان واحد وترجع إلى عصر متأخر. ومن الهيكل الشمالى من الكنيسة يمكن الدخول من باب فيه ويوصل لصحن الكنيسة الصغيرة المكرسة على اسم القديسين (أباكير ويوحنا) وهى مكونة من ثلاثة هياكل صغيرة وأوسطها هو الرئيسي وهو مُكَرَّس على اسم القديسين المذكورين، والأيمن على اسم القديس جورج ولهما مذبحان مبنيان حديثا وفوق كل منهما قبة مبنية فوق الجدار وأمام كل منهما حجاب مطعم بالرسوم العاجية البسيطة من عصر متأخر - أما الهيكل الثالث وهو الشمالى من هذا الجناح فهو مستعمل الآن للمعمودية وفيه مثبت بالجدار القبلى الحوض الخاص بالتعميد والجدار الشمالى منه يحوى فجوة داخلية مقفلة بباب خشبي صغير وفيها يحفظون الأوانى الكنسية واللفائف الخاصة بها. ويغلب على الظن أنَّ هذه الهياكل كانت تمثل المبنى الأصلى للكنيسة. ويوجد فوق جدران هذا الجناح بعض الأيقونات التي أدركها التلف بسبب تعرضها عارية للتقلبات الجوية وترجع غالبا إلى القرن السادس عشر أو السابع عشر ميلاديا. ويوجد في وسط جدران الجناح الجنوبى باب ينفذ منه الزائر إلى حوش مستطيل في نهايته الغربية سلم خشبي يوصل إلى الدهليز الأعلى للكنيسة والذي كان موضعا لجلوس الحريم وهو يقوم على عشرة أعمدة رخامية بتيجانها المنقوشة أشبه تماما بدهليز كنيسة أبى سرجة، وهو يتصل كالعادة بافريز خشبي مستمر وعوارض خشبية، وكانت هذه جميعا مزينة بالرسوم والمناظر الجميلة الملونة. وقد زالت جميعها بعد الترميم الأخير، وكذلك جدرانه كانت خاصة بالصور والزخارف الجصية الرائعة الهامة. ويصف الدكتور (الفريد بتلر) الذي زار تلك الكنيسة عام 1882م عما شاهده في ذلك القسم الخاص بالنساء من نقوش على افريز خشبي به حشوات ويظهر فيها مناظر حيوانات وغزلان وأرانب وجمال وحيوان مفترس كالأسد أوالفهد ثم أشكال لطيور جارحة كالنسر وطيور خرافية بأربعة أرجل وأجنحة. ثم يذكر أيضا على حشوة أخرى منظرا يمثل شخصين في أردية متطايرة بزى شرقى يجلسان بأرجل متقاطعة على الأرض وكل منهما ينتظره غالبا اثنين من العبيد - ويُعَقِّبُ هذا الافريز لم يكن معروفا لأحد. والغريب أنَّ كاهن الكنيسة وقتئذ قد تصرف في بيعه ربما إلى أحد الأثرياء الأجانب من إنجلترا ورفع من مكانه اليهما. ثم يذكر أيضا عن اكتشافه لرسوم جصية على الجدران الجنوبية من الدهليز في جزء أشبه بهيكل ومنها رسوم صلبان ودوائر وأغصان وعلى طبقة أخرى رسوم أشخاص وهى أحسنها وأكثرها وضوحا وجيدة ومنها شخصان أحدهما ربما لمار جرجس والآخر لأبى سفين. والألوان رائعة والرسوم دقيقة ومتقنة. وتحت نصوص كتابة قبطية بعضها ناقصة ويقول أنها جديرة بالدرس والتحليل. وواضح أنَّ جميع الجزء الجنوبى من هذا الدهليز كان مغطى بالرسوم الحائطية - كما أنه هناك أيضا آثار لرسوم على الدعائم الشمالية والأقسام الغربية منه كذلك، وهذا مما يؤكد على أنَّ كل هذا الدهليز كان خاصا برسوم الأشخاص وأنه كان ينافس في عظمته ودرجته الفنية رسوم بدهليز كنيسة القديس مرقس (بسان مارك) بالبندقية. ويقول الدكتور(بتلر) أيضا أنَّ البياض الذي يغطى الجدران لابد وأنه يغطى الكثير من الرسوم الجصية القديمة. ويذكر كذلك أنه لما زار المكان ثانية في يناير 1884م، وجد أنَّ جميع تلك الرسوم والفرسكات والتي كانت قد شاهدها في زيارته الأولى قد تهدمت وزالت. وقد أكد (مونريه دى فيلار) أنَّ الفرسكات التي اكتشفها الدكتور بتلر على جدران دهليز النساء المذكور عن عظم أهميتها التاريخية والفنية على الرغم مما كان عليه من تشويه كما نوه عن الصور التي تمثل اثنين من القديسين وأمام كل منهما شخص راكع أو ساجد أنها من المناظر المألوفة كثيرا في الفن القبطى. وقد قام الدكتور مونيه أمين مكتبة المتحف المصري بقرائة نص الكتابة القبطية التي كانت تحت الصور الجصية وأسفرت عن نتائج هامة للكنيسة، وكانت تحتوى على تاريخين هامين وهما عام 840 ثم عام 874 لعصر الشهداء، وعبارة عن تاريخ ثالث غير كامل وهو أقرب إلى التاريخين السابقين - أما السنين بالتاريخ الميلادى فهى كالاتى 1124، 1158، والثالث يحتمل أن يكون 1114م. فوجود هذه التواريخ على جدران فرسك الكنيسة مما يؤيد الإنشاء الأول لجدرانها خصوصا وأن الحوائط التي رسمت عليها تلك الصور الجصية لايمكن أن تكون باى حال من الأحوال متأخرة عن نهاية القرن الحادى عشر أو أوائل القرن الثاني عشر الميلادى. ويقع خلف هذه الكنيسة المقابر القبطية المسماة على اسمها وهى محاطة من جهة الشرق بجدار الحصن الرومانى، وهى تحتوى على مقابر غريبة وشيقة، وبعضها قديم، وقد روى كاهن هذه الكنيسة إلى الدكتور بتلر عند زيارته لها أنَّ من بين تلك المقابر ما يرجع تاريخها إلى ألف وخمسمائة عام - ويتخلل هذه المقابر هياكل عديدة مبعثرة في كل جانب.


  رد مع اقتباس