18 - 05 - 2012, 05:45 PM
|
رقم المشاركة : ( 2 )
|
..::| مشرفة |::..
|
وقد أكد أبو المكارم حادثة إعادة بناء الكنائس السابقة فى زمن الخليفة المعز لدين الله الفاطمى (16) أما جاك تاجر فى كتابه أقباط ومسلمون (17): " ويؤكد المؤرخون النصارى أن المعجزه حدثت بالفعل (18) وأن الخليفة أبدى دهشته وأمر بإعادة بناء جميع الكنائس المخربة ثم أرسل فى طلب كبار الأقباط والعلماء المسلمين وأمر بقراءة الإنجيل والقرآن أمامه , ولما إستمع إلى النصين , ما كان منه إلا أن أمر بهدم المسجد القائم أمام كنيسة أبو شنودة وبناء كنيسة مكانه وتوسيع كنيسة أبى سيفين وترميمها
وأنفق أموالاً كثيرة فلم يتمكن من ان يعطى الإسكندرانيين الألف دينار التى من المعتاد أن يدفعها البطرك لدعم كنائس الإسكندرية حسب التعهد الذى يقوم به كل بطرك قبل رسامته وبعد أن سألوه وطالبوا بالمبلغ كثيراً إتفق معهم على أن يعطيهم كل سنة 500 دينار وحل السلام محل الثورة والحرب , فإمتلأ قلب الأنبا ابرآم طمأنينة على شعبه الأمين (19) ومن أسباب السلام الذى حل على الكنيسة هو ما قيل عن الخليفة المعز نفسه (20)
كما ذكر الفريد بتلر - ص 78 ، ص 79 : " سمع الخليفة المعز مؤسس القاهرة كثيرا عن حياة النصارى الروحية وعن إخلاصهم ليسوع وعن الأمور العجيبة التي يحويها كتابهم المقدس فأرسل لكبيرهم وأرسل لكبير الشيوخ وأمر بإجراء تلاوة رسمية للإنجيل ثم للقرآن وبعد أن سمع كلاهما بعناية شديدة قال بمنتهي العزم - محمد مفيش (كلمة مفيش قد تكون ترجمت الكلمة من الإنجليزية إلى العامية ) - أي بما بمعناه لا شئ وامر بتوسيع كنيسة أبي سيفين وهدم المسجد الذي أمامها وزاد على ذلك بأنه تعمد في كنيسة القديس يوحنا "
ألفريد بتلر ينقل واقعة نقل جبل المقطم في كتابه : " أن الخليفة سمع بانه ورد في انجيلهم أن الإنسان إذا كان مؤمنا فإنه يستطيع أن ينقل الجبل بكلمة ، فأرسل لإفرايم(أبرام) وساله هل هذا حقيقي ؟ فأجابه نعم فقال له قم بهذا الأمر أمام عيني وإلا سحقت اسم المسيحية فذعر الرهبان وعكفوا على الصلاة في الكنيسة المعلقة وفي اليوم الثالث راي البطريق - العذراء (لماذا العذراء ؟؟ وهي ليست احد أقانيم الثالوث في الأرثوذكسية ") في الحلم تشجعه فقصد في موكب كبير وهم يحملون الأناجيل والصلبان ودخان البخور ودعوا جميعا فاهتز الجبل وانتقل .......
نياحة الأنبا آبرام أبن زرعة البابا رقم 62
ومكث الأنبا أبرآم على كرسى مار مرقس الرسول ثلاث سنين وستة أشهر وتنيح وذهب إلى آبائنا القديسين صرف فيهم كل ثروته التى تحصل عليها عندما كان تاجراً قبل جلوسه على البطريركية وصرف كل الإيراد الذى تحصل عليه من الكنائس وصرف أيضاً 90 ألف ديناراً التى كانت مودعه عنده لأبو اليمن قزمان إبن مينا ولم يبق درهما واحداً قبل أن يموت ويقول إبن المقفع عنه : " وصرف جميع ذلك فى بناء الكنائس والصدقات وما يرضى الرب وصار مثل أبو الاباء إبراهيم فى أعماله المرضية وحسب مع الأبرار فى ملكوت الرب ونسأل ربنا ان يرحمنا بصلاته وصلاة كل من أرضاه بأعماله والمجد لربنا دائماً أبداً سرمدياً " (21)
وذكر ساويرس (22) : أن الأنبا ساويرس إحتمل المشاق من أجل محاربه الفواحش والتسرى بالجوارى بين الأقباط وضحى بحياته فى سبيل مقاومة الميسارين ومن الذين لم ينجح معهم بنصائحه وتهديداته فإن إنسان قبطى من الأراخنة إسمه أبى سرور الكبير كان على علاقة بكبار رجال الدولة أبى أن يصدع لأوامره ويخضع لناموس الإنجيل الذى يحرم تعدد الزوجات وكان له سرارى كثيرة فطلب منه ألا يجاضعهم وإستمر يرعى البغى والطغيان ولم يفعل فحرمه ومنعه من القربان ومنعه من دخول الكنيسة فتحايل ومكر ودعاه لمنزله بحجه كونه يريد أن يتوب عن فعلته الشنعاء ويطرد البغى من عنده ويكتفى بحلاله حتى سقاه شيئاً به سم ومن ذلك الوقت إعتلت صحته وقضى نحبه ومضى إلى الرب بسلام فى 6 كيهك سنة 970م وايد الحدث السابق الأنبا يوساب اسقف فوه وهو من آباء القرن 12 (24)– وإستمر على كرسى رئاسة الكهنوت ثلاث سنين وستة أيام وبكاه الناس أقباطا ومسلمين .
أعمال هذا البطريرك
*** لما حل الصوم الكبير صام شعب الكنيسة القبطية جمعة هرقل التى إنفرد بصومها الأقباط (25) عن عموم المسيحيين فصامها البطرك الأنبا أبرآم الأنطاكى الأصل معهم إذ كان من غير الائق أن يفطر فى الوقت الذى فيه أولاده صائمين ولما حان صوم يونان صام البطرك فإقتدى به بنوه ومن ثم حافظت الكنيسة القبطية على هذه العادة إلى يومنا هذا .
*** ومن مآثره أيضاً أنه أضاف ثلاثة أيام إلى صوم الميلاد بعد أن كان يصام أربعين يوماً فقط وسبب هذه الزياده الحادثة الشهيرة المتواتره والمتناقله عبر الأجيال ويحكيها الآباء لأبنائهم ومسجله فى جميع كتب التاريخ القبطى المعروفه بمعجزه نقل جبل المقطم وقد فرضها على الكنيسة حين أرغمه المعز على نقله فجعلها تذكاراً لهذه المعجزة وفريضه لكى يقى الرب الكنيسة من مثل هذه المحنة ولا يعرضها لمثلها فى المستقبل
*** أيقونة القديسين الأنبا أبرآم وسمعان الخراز تزين الجدار البحرى بصحن كنيسة السيدة العذراء المعروفة بالمعلقة بمصر القديمة , أيقونه يرجع تاريخ رسمها إلى القرن الخامس عئر الميلادى ( أى بعد خمسة قرون من المعجزة , ولا بد أن الرسام نقلها من صورة أخرى أصليه بهتت ألوانها أو تكسرت وتمزقت ) والصورة الموجوده الآن تمثل صورة الأنبا أبرآم والقديس سمعان الخراز , وتظهر معهما فى الأيقونة صورة السيدة العذراء .
*** بناء كنيسة بإسم القديس سمعان الدباغ بجبل المقطم وشاءت إراده الرب أن تبنى أول كنيسة بإسم القديس سمعان الخراز .. تخليداً لذكرى هذه المعجزة التى لم يكن لها مثيل منذ عصور المسيحية الأولى وحتى الآن تخليداً لذكرى هذه المعجزة بعد عشرة قرون من حدوثها , وقد بُنِيَت فوق جبل المقطم نفسه فى عهد قداسة البابا شنوده الثالث عام 1974م
وقال القس المتنيح منسى يوحنا (26): " ومن مآثر البابا آبرام أنه أدخل فى الكنيسة القبطية فرض صوم نينوى الذى يصومه السريان وذلك لأنه لما حل أول الصوم الكبير صامت الكنيسة القبطية أسبوع هرقل فجاراهم البطريرك إذ لم يرى لائقاً أن يكون فاطراً وأولاده الأقباط صائمين ولما جاء ميعاد صوم نينوى صامه فإقتدى به بنوه ومن ثم حافظت الكنيسة القبطية على هذه العاده حتى يومنا .
ولكن ما هى السنة التى حدثت فيها المعجزة ؟
(27) لإستنتاج تاريخ السنة التى حدثت فيها المعجزة نستعرض الحقائق التالية :-
حدثت المعجزة فى عهد الأنبا أبرآم الذى جلس على كرسى مار مرقس الرسول فيما بين عامى 975م- 979م .. لأنه رُسِمَ بطريركاً سنة 975م وتنيح سنة 979م
لابد أن تكون المعجزه حدثت فى سنة تجديد كنيسة أبى سيفين لأن تجديد هذه الكنيسة كانت نتيجة من نتاج هذه المعجزة – وعند مراجعة كتب التاريخ نجد أن المعز ألح على البابا أن يتمنى شيئاً لينفذه له , فطلب البابا تصريحاً بتجديد كنيسة مارقوريوس ابى سيفين بمصر القديمة .. وتذكر كتب التاريخ أن المعز [ فأمر للوقت أن يكتب سجل ( أمر) تمكينه من ذلك .. (28)]
* [ أمر الخليفة أن تُعطى له كنيسة أبى سيفين فى الحال (29)] والكلمتين " للوقت " و " فى للحال" تعنى الأمر الفورى والتصريح بتجديد الكنيسة وتسليمها للأقباط وهذا الأمر حدث بعد المعجزة مباشرة أى فى سنة المعجزة ومما يؤكد هذا التسلسل المنطقى أن المسلمين بدأوا بالتحرش فور سماعهم هذا المنشور من الخليفة [ وحين قرأ المرسوم الذى أصدرة المعز أمام باب كنيسة أبى سيفين , تجمع الرعاع محتجين صاخبين معلنين أنهم لن يسمحوا لأحد بأن يعيد بناء كنيسة .. وسمع الخليفة بما حدث فغضب غضبة مضرية دفعته إلى أن يمتطى جواده , ويذهب على رأس جيشه إلى بابليون , إلى البقعه التى يبغى الأنبا ابرآم العمل فيها .. وما أن وصل إليها حتى أمر البنايين بالعمل أمامه وتحت إشرافه , وحين رأى الرعاع هذا الحزم من الخليفة المعز وقفوا صامتين ينظرون إليه وكان على رؤوسهم الطير .. (30)]
إذاً فالسنة التى حدثت فيها المعجزة هى السنة التى تم فيها تجديد كنيسة أبى سيفين والثابت فى كتب التاريخ أن إعادة بناء كنيسة أبى سيفين قد حدث سنة 979م (31)
تحديد فترة المعجزة
من تسلسل الأحداث فى معجزة نقل الجبل الشرقى نلاحظ أن الأنبا أبرآم البطرك أمر المسيحين بصوم ثلاثة أيام فقال للأساقفة والكهنة والشعب فى الكنيسة المعلقة : [ علينا بالصوم والصلاة هذه الأيام الثلاثة التى إستمهلته إياها , ليترأف الرب علينا بنعمته ويهئ لنا طريق النجاه .. (32)] كما نلاحظ أيضاُ أنه ثالث يوم من ايام الصوم حدثت هذه المعجزة .. إذ يذكر المؤرخين [ وفى صباح اليوم الثالث أخبر البطرك الخليفة بأنه عزم على نقل الجبل .. (33)] وهذه الأيام الثلاثة التى صامها الشعب القبطى قد ألحقها البطرك بصوم الميلاد فقيل [ ثم أُلحق بصوم الميلاد ثلاثة أيام بعد أن كان يصام أربعين يوماً فقط ... هذه الأيام الثلاثة هى التى صامها المسيحيون فى عهد البطريرك الأنبا أفرآم ليرفع عنهم الويل الذى كان مزمعاً أن يحل بهم بسبب الوزير اليهودى ...(34) ] إذا كان هناك أمر بصوم ثلاثة ايام خاصه بنقل الجبل الشرقى وأمر بإلحاقهم بصوم الميلاد فلماذا صوم الميلاد بالذات ؟ !! إنه لم يتم جزافاً أو بلا حكمة لأن الكنيسه دائماً تضع الأسباب لكل شئ خاصه إذا كان يخص معجزة بهذا الحجم ولذلك لا بد وأن تكون هناك حكمة وعلاقة بين الأيام
الثلاثة وبين صوم الميلاد .. ولماذا لم تضف إلى صوم يونان مثلاً أو إضافتها إلى صوم السيدة العذراء ولأن هذه الأيام الثلاثة لم تضف إلى هذين الصومين بما لهما من أولوية وأحقية ولكن لماذا تم إضافتهم إلى صوم الميلاد بالذات ؟
ومنذ بدء المسيحية فى مصر رتبت الكنيسة بدء صوم الميلاد 28 نوفمبر من كل عام حتى يوم عيد الميلاد .. أى أربعين يوماً , وعنما أضيفت الثلاثة أيام الخاصة بصوم معجزة نقل الجبل إليه أصبح مجموع أيام الصوم 43 يوم وتبدأ من يوم 25 نوفمبر من كل عام وحيث أن المعجزة قد حدثت ثالث ايام الصوم فيكون يوم حدوثها هو يوم 27 نوفمبر .
ونتيجه لهذا الإستنتاج يكون تاريخ يوم المعجزة هو 18 هاتور سنة 695 للشهداء أى يوم 27 نوفمبر سنة 979 ميلادية هذا البحث أخذ من كتاب سيرة القديس سمعان الخراز (35) ولما كان للبحث قيمة كبيرة بإستنتاج السنة التى تمت فيها المعجزة ولكن تحديد اليوم لم يكن دقيقاً لأنه يمكن القول أن صوم الثلاثة ايام ربما كانت قبل صوم الميلاد بفترة وضمت لصوم الميلاد كما حدث فى صوم أسبوع هرقل الذى حدد قبل صوم القيامة فى الكنيسة القبطية إلا أنه مجهود شاق ومضنى إذا صح إستنتاج المؤلف فى بحثه وثبت فعلا أن يوم المعجزة هو 27 من نوفمبر سيكون من أكبر الإكتشافات التاريخية لأكبر حدث إعجازى فى تاريخ المسيحية .
|
|
|
|