عرض مشاركة واحدة
قديم 15 - 11 - 2023, 04:40 PM   رقم المشاركة : ( 142357 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,967

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الإنفـــاق الرابــح



«أَمَّا أَنَا فَبِكُلِّ سُرُورٍ أُنْفِقُ وَأُنْفَقُ»
( 2كورنثوس 12: 15 )



هل يُمكن لمن يُنْفِقُ أن يربح؟! إن المعادلة الحسابية المعروفة هي على العكس من ذلك تمامًا! لكن في المجال الروحي، تُعلّمنا كلمة الله، ويؤكد لنا الواقع، أن من يُنْفِقُ لأجل الآخرين، رابحٌ دائمًا؛ رابحٌ زمنيًا وأبديًا ... رابحٌ روحيًا وماديًا أيضًا. على أن أغلى ما نمتلكه ونُنفِقُهُ، ليس هو المال وما نقتنيه، بل هو العمر ذاته وكيف نقضيه! قد نشعر جميعًا بما نُنفِقهُ من ماديات، ويخرج من قلوبنا من أموال. لكن ترى: هل نشعر بما نُنفِقهُُ من مجهودات، أو صحة، أو وقت، أو ... أو ...، ونُقدِّره ذات التقدير، على الأقل؟

إن الواقع يؤكد أنه ما أقل المنتبهين لما يُنفقوه في غير الماديات، وهذا أمر جدٌ خطير. فهل القارئ العزيز منتبه لذلك النوع الهام من “الإنفاق”، والذي قد يصل غالبًا إلى حد “الاستنزاف”؟ ويُحدثنا الكتاب المقدس عن رجل انتبه جيدًا لما يُنفِق من مال وإمكانيات وعمر وصحة، وأعلن أنها كلها ذاهبة في اتجاه واحد صحيح. ولذا فقد أعلن كذلك سروره البالغ لتأكده اليقيني من أن هذا هو “الإنفاق الرابح” حقًا وحتمًا! لقد كتب الرسول بولس بالوحي: «أَمَّا أَنَا فَبِكُلِّ سُرُورٍ أُنْفِقُ وَأُنْفَقُ» ( 2كو 12: 15 )، لأجل المسيح ولأجل خدمته والمخدومين. وذلك ليس غريبًا على ذلك الرسول المغبوط الذي حَسِبَ أسمى الامتيازات - خسارة ونفاية، ليربح المسيح (في3). ويا له ربحًا!

عزيزي: كلنا ـــــ أردنا أو لم نرد ـــــ “نُنْفِقُ وَنُنْفَقُ”. ولكن دعني أسألك: في أي اتجاه؟ فيم نُنْفِقُ مما نمتلك؟ ولمَن نُنْفَقُ نحن أنفسنا ونُستهلَك؟ إن المال سيُنفَقُ حتمًا، والصحة ستُستَهلَكُ بالتأكيد، والعمر سيمضي يقينًا ... وهكذا كل شيء. فيا ترى لمَن؟

إنك إذا اتجهت بقلبك الاتجاه الصحيح، وسلمت حياتك بالكامل للمسيح، عندئذٍ فقط ستضمن إنك الرابح الأكيد، ما دام إنفاقك في الطريق السليم. فهيا، حوّل غرض نفسك نحوه، فتتحوَّل من خاسر مؤكد إلى رابح باليقين!