عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 11 - 2023, 03:39 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,795

إرميا النبي | الذهاب إلى مصر


الذهاب إلى مصر:

1 وَكَانَ لَمَّا فَرَغَ إِرْمِيَا مِنْ أَنْ كَلَّمَ كُلَّ الشَّعْبِ بِكُلِّ كَلاَمِ الرَّبِّ إِلهِهِمِ، الَّذِي أَرْسَلَهُ الرَّبُّ إِلهُهُمْ إِلَيْهِمْ بِكُلِّ هذَا الْكَلاَمِ، 2 أَنَّ عَزَرْيَا بْنَ هُوشَعْيَا وَيُوحَانَانَ بْنَ قَارِيحَ، وَكُلَّ الرِّجَالِ الْمُتَكَبِّرِينَ كَلَّمُوا إِرْمِيَا قَائِلِينَ: «أَنْتَ مُتَكَلِّمٌ بِالْكَذِبِ! لَمْ يُرْسِلْكَ الرَّبُّ إِلهُنَا لِتَقُولَ: لاَ تَذْهَبُوا إِلَى مِصْرَ لِتَتَغَرَّبُوا هُنَاكَ. 3 بَلْ بَارُوخُ بْنُ نِيرِيَّا مُهَيِّجُكَ عَلَيْنَا لِتَدْفَعَنَا لِيَدِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِيَقْتُلُونَا، وَلِيَسْبُونَا إِلَى بَابِلَ». 4 فَلَمْ يَسْمَعْ يُوحَانَانُ بْنُ قَارِيحَ وَكُلُّ رُؤَسَاءِ الْجُيُوشِ وَكُلُّ الشَّعْبِ لِصَوْتِ الرَّبِّ بِالإِقَامَةِ فِي أَرْضِ يَهُوذَا، 5 بَلْ أَخَذَ يُوحَانَانُ بْنُ قَارِيحَ، وَكُلُّ رُؤَسَاءِ الْجُيُوشِ، كُلَّ بَقِيَّةِ يَهُوذَا الَّذِينَ رَجَعُوا مِنْ كُلِّ الأُمَمِ الَّذِينَ طُوِّحُوا إِلَيْهِمْ لِيَتَغَرَّبُوا فِي أَرْضِ يَهُوذَا، 6 الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَالَ وَبَنَاتِ الْمَلِكِ، وَكُلَّ الأَنْفُسِ الَّذِينَ تَرَكَهُمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ، مَعَ جَدَلْيَا بْنِ أَخِيقَامَ بْنِ شَافَانَ، وَإِرْمِيَا النَّبِيِّ وَبَارُوخَ بْنِ نِيرِيَّا، 7 فَجَاءُوا إِلَى أَرْضِ مِصْرَ لأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ الرَّبِّ وَأَتَوْا إِلَى تَحْفَنْحِيسَ.

"وكان لما فرغ إرميا من أن كلَّم كل الشعب بكل كلام الرب إلههم الذي أرسله الرب إلههم إليهم بكل هذا الكلام،
أن عزريا بن هوشعيا ويوحانان بن قاريح وكل الرجال المتكبرين كلموا إرميا قائلين:
أنت متكلم بالكذب.
لم يرسلك الرب إلهنا لتقول لا تذهبوا إلى مصر لتتغربوا هناك.
بل باروخ بن نيريا مهيجك علينا لتدفعنا ليد الكلدانيين ليقتلونا وليسبونا إلى بابل" [1-3].
كانوا يتطلعون إلى الله لا كربٍ يطيعونه بل كقوة يستخدمونها.
ينطبق على هذا الشعب المتكبر والعنيد ما سبق فقاله الله عن الذين أرادوا بناء برج بابل: "والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه" (تك 11: 6). فالكبرياء هو والد العصيان والاستخفاف بالوصية الإلهية. هنا في كبريائهم لم يعلنوا عصيانهم للمشورة الإلهية، بل نسبوا لإرميا النبي الكذب، لا لشيء إلا ليعطوا لأنفسهم عذرًا للسلوك حسب هواهم، حاسبين في أنفسهم أنهم حكماء.
لم يستطيعوا أن ينكروا نبوة إرميا، لكنهم اتهموه أنه لا يسأل الله بل يحركه كاتبه باروخ.
مع مقاومتهم لإرميا واتهاماتهم المستمرة ضده، كانوا بلا شك يهاجمونه كرجل الله الذي وحده يعلن لهم إرادة الله الحقة ويقدر أن يشفع فيهم، لهذا حملوه معهم قسرًا إلى مصر.
"فلم يسمع يوحانان بن قاريح وكل رؤساء الجيوش وكل الشعب لصوت الرب بالإقامة في أرض يهوذا،
بل أخذ يوحانان بن قاريح وكل رؤساء الجيوش كل بقية يهوذا الذين رجعوا من كل الأمم الذين طوحوا إليهم ليتغربوا في أرض يهوذا،
الرجال والنساء والأطفال وبنات الملك وكل الأنفس الذين تركهم نبوزرادان رئيس الشرط مع جدليا بن أخيقام بن شافان وإرميا النبي وباروخ بن نيريا.
فجاؤا إلى أرض مصر:
لأنهم لم يسمعوا لصوت الرب،
وأتوا إلى تحفنحيس" [1-7].
لو أن هؤلاء الرؤساء وطنيون بحق لما ذهبوا إلى مصر واختاروا أشهر مدنها الحصينة في ذلك الحين، وإنما كانوا يفضلون البقاء في براري يهوذا ليشاركوا المتألمين من الشعب المُعدم عن التمتع بمدن مصر.
لم يكتفِ الشعب برفض مشورة إرميا الخاصة بالهروب إلى مصر، وإنما حملوه هو وصديقه باروخ معهم إلى مصر قسرًا. كنا نتوقع أن يتركوا إرميا في أرض يهوذا ولا يأخذوه معهم إلى مصر، لأنه كان يعارضهم بشدة في ذهابهم إلى مصر، لكنهم حملوه قسرًا، إما لأنهم كانوا لا يزالوا يحترمونه كنبيٍ يستطيع أن يشفع فيهم في أرض غربتهم بالرغم من مقاومتهم له؛ أو لأنهم خشوا من وجوده في أرض يهوذا لئلا يتحالف هو وتلميذه مع بابل ضد بلده كعميلين لبابل.
لو أن إرميا وباروخ عميلان لبابل لذهبا إلى بابل من البداية ونالا كرامة، ولم يبقيا وسط الشعب الفقير جدًا يشاركانه آلامه. لكن هؤلاء الرؤساء الأشرار فسروا بقاءهما أنهما يعملان لحساب الكلدانيين، خاصة باروخ، وأنهما يطلبان بقاء الرؤساء حتى يسقطوا في شباك بابل ويقتلوهم أو يسبوهم.
ذهبوا إلى تحفنحيس، أو تحفنيس، جاءت في الترجمة السبعينية "تفينس"، تُسمى باليونانية "دفنة" ταφνας. يبدو أنه كان لملك مصر قصر في تحفنحيس، يأتي إليه مع حاشيته حين يجيء في أسفاره إلى هناك، خاصة وأن تحفنحيس مدينة محصنة.
كانت مدينة هامة في أيام إرميا وحزقيال. وجد سير فلندرز بيتري Sir Flinders Petrie موقع تحفنيس، وعرفت ب "تل دفنه"، مدينة مصرية محصنة في أقصى شرق الدلتا، على بعد 10 أميال غربي القنطرة، جاءت في الترجمة السبعينية "تفنيسط"، أما معناها فهو "حصن أو قلعة بناحس Penahse". كان بناحس غالبًا قائدًا صاحب سلطان من طيبة، عاش في القرن 11 ق.م، قام بثورة في الشمال، فنشأت عدة مدن تحمل اسمه.
رد مع اقتباس