[walaa farouk]

اصبر مهما كانت الأحزان، باعترافٍ بالجميل وتسبيحٍ لله الذي صنع هذا لنفسك،
بأن تتذوق تعزيات لا تُقدَّر كما يؤكده النبي بقوله:
" عند كثرة همومي في داخلي تعزياتُك تُلذّذُ نفسي"(مزمور ١٩:٩٣).

"في العالم سيكون لكم ضيقٌ ولكن ثقوا، أنا قد غلبت العالم"(يوحنا ٣٣:١٦).
هذا ما يؤكده السيد ويعلّمه وبه يقوّي. يضع المشكلة ويعطي الحل،
فالأحزان لا مفرَّ منها، لكن نصرُ المؤمن الذي يعرف جيداً
كيف "أنه بضيقاتٍ كثيرة ينبغي أن ندخلَ ملكوت الله"(أعمال ٢٢:١٤)،
سيكون عظيماً كمثْلِ سيّدنا الذي "خرجَ غالباً ولكي يَغلُب" (رؤيا ٢:٦).

عَبَرَ كل القديسين في حياتهم وسط الألم والحزن، والحرمان والسقم،
وفي الاضطهاد والعذاب.
وأنت! أتريد أن تعيش من دون هذه الهبات الخلاصية للنفس؟!
أتريد إذاً أن تنقطع عن مصاف مختاري الله؟... حاشا!
تَعزَّ بالتأمل بأن الرب لن يسمح أبداً بأن يجد لك تجربة تتجاوز طاقتك واحتمالك
، روحية كانت أم جسدية.
"الله أمينٌ، الذي لا يدعَكم تُجرَّبون فوق ما تستطيعون
بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنفذَ لتستطيعوا أن تحتملوا " (١ كو١٣:١٠).

ليس لديك خوف الله، لهذا يتسلط عليك خوف التجارب. لَمْ تحزن من أجل خطاياك،
لهذا أنت ضعيفُ النفس. ليس لديك" القلب المنكسر والمنسحق"(مزمور ١٩:٥٠)،
لهذا لست رجلاً في التجارب. فالذي عنده خوف الله، والذي يحزن من أجله،
والذي يتواضع، لن يخاف أبداً من التجارب. فهو يتشدّد ويتقوّى بنعمة الله،
يحارب وينتصر ويترقّب وفاء الله بأقواله:
" من يغلب يرث كل شيء ، وأكون له إلهاً وهو يكون لي ابناً،
وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة
وعبدة الأوثان وجميع الكذبة، فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت،
الذي هو الموت الثاني (رؤيا ٢١: ٧-٨).