[walaa farouk]

يتعلّق كلّ واحد منّا في الأرض التي يلد فيها، لأنّه تربّى على حبّها
ومبادئها التي تجعله أن يكون مخلصّا من نحوها، ومحبًّا لها.
ولكن ماذا لو طُرد من هذه الأرض بسبب عصيانه لقوانينها التي أظهر عجزه عن احترامها والتقيّد بها؟
بالطبع، سيخوض معركة الوجود والعودة إليها بكلّ ما أوتي من قوّة،
وسيبقى يردّد العبارة الرائدة "الأرض لنا" في كلّ فرصة تُسنح له للتعبير عن رأيه.
لقد خلق الله الإنسان في جنّة عدن، وأعطاه كلّ الأرض
، إلّا أنّه طلب منه أنْ يحترمَ قانونه فيما يتعلّق بشجرة معرفة الخير والشرّ
. ولكن طبيعة الإنسان تجرّأت على عصيان قوانين الله، بمحاولة منه ليكون مثل الله،
متناسيًا أنّه لا يمكن لأحد أنْ يكون مثله، كونه الله هو الصالح الوحيد.
إنّ عصيان الإنسانِ لأمرِ الله جعله خارج المكان الذي وُلد فيه،
ليُصبح غير قادر على العودة إلى ذلك المكان بواسطة أعماله أو نضالاته.
وفوق هذا، أصبح الإنسان ميتًا عاجزًا عن اتّخاذ أيّ قرار يجعله يخرج من عبوديّته
التي وضعته تحت غضب الله.
لم يترك الله الإنسان وحيدًا عاجزًا، كون خطّته الازليّة
أعلنت عن تقديم خلاص للبشريّة بسفك دم المسيح على الصليب عوضًا عن الذين أحبّهم،
وكلّ هذا لكي يعيده إلى المكان الذي أوجده فيه منذ البدء على صورته الرائعة.
إنْ كنّا اليوم نثق بخلاص الله المقدّم لنا في المسيح
فلا بدّ أنْ نؤمنَ بأنّ الأرض التي نسكن فيها هي مجرّد مكان وقتيّ وبأنّها ستنحلّ عن قريب،
لننطلق إلى أرضنا التي طُردنا منها، وأصبح لنا حقّ العودة إليها بفضل عدالة الله ورحمته
اللتين التقتا على الصليب في المسيح يسوع.
ويبقى السؤال: أي أرضٍ لك؟
"وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ،
حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا،" (يو 14: 3)