دروس م النهر للبابا
دروس من نهر النيل..
# هل تعلم أن هذا النهر أصله قطرات من الماء ، نزلت مطرا وتجمعت فصارت نهرا ؟
ألا نتعلم منه أن أى عمل ضخم قد يبدأ بشئ بسيط ، ربما بفكرة وعلى رأى المثل
( اٍن أطول مشوار أوله خطوة ) أول خطية بدأت بمجرد جلسة بسيطة مع الحية 0 وربما أكبر مشاجرة تبدأ بكلمة
# نتعلم من النيل أن نقطة الماء اللينة الناعمة ، إذا بمتابعة واٍستمرار على صخر أو جبل ، أمكنها أن تحفر فيه طريقا : فنأخذ درسا هاما عن المثابرة
# هذا الماء يحمل الطين من جبال الحبشة ، يبدو لأول وهلة معكرا ، ولكنه يحمل الغرين الذى هو سبب خصوبة مصر ، وهو الذى كسا رملها بالطين
# هذه المياه المعكرة بالطين ، تغنى مع عذراء النشيد وتقول ( أنا سوداء وجميلة ) وعلى الرغم من هذا التعكر ، فإن هذه المياه تحمل فى داخلها عذوبة جميلة ، لشاربها ، تظهر فيما بعد بعوامل من التنقية ، كما ظهرت عذوبة حياة أوغسطينوس وموسى الأسود بعد التوبة
# قبل حفر مجرى النيل ، كانت المياه تنسكب على الجانبين وتكون مستنقعات ولكنها ما لبثت أن تعمق مجراها شيئا فشيئا على مدى زمن طويل ، حتى استقرت
يعطينا هذا الأمر فكرة عن التدرج فى الحياة الروحية ، والصبر على النفس حتى تصل إلى استقرارها بعد حين كما أنه لا يجوز لنا أن ندين من هم فى مرحلة المستنقعات ، ولم يصلوا إلى المجرى العميق المستقر
# كما أننا يجب لأن نمدح جانبى النهر ، اللذين يجرى الماء بينهما ، ويحجزانه من الانسكاب هنا وهناك اٍنهما ليسا حاجزين يحدان من حريته ، وإنما هما حافظان من الضياع اٍنهما كالوصايا : ليست قيودا للحرية ، بل حوافظ
# إنها رحلة طويلة قد قطعها النيل ، حتى وصل إلينا ، وهو فى أثنائها يوزع من خيره على كل بلد تصادفه : فأعطى أثيوبيا ، والنوبة ، والسودان ، ومصر وكل الصحراوات المحيطة يعلمنا أن نعطى الخير لكل من نصادفه