[walaa farouk]

تأمل


في مشهد مؤثر لموت الأخ الكبير اللي بيرعى اختين،
بنشوف دموع وحزن مريم ومرثا على فقدان اخوهم،
بنشوف كمان يسوع اللي جه متأخر، وبعد فوات الأوان بالنسبة ليهم..
وكمان بنشوف رد فعل يسوع المختلف ل مرثا ومريم بالرغم من انهم قالوا نفس الكلام...

في البداية مرثا أول ما عرفت إن يسوع وصل
جريت عليه وقالت "يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي!"
وكأنها كانت عايزة تقوله "أنت اتأخرت قوي" يا يسوع،
ياريتك كنت هنا..
ولأن قلب مرثا كان مليان باليأس والشك،
يسوع عمل حوار معاها وفي الآخر قالها "أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ

. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهذَا؟"

وبعد كده جت مريم وقال نفس الكلام ليسوع
" يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي!"..

بس الاختلاف إننا بنلاقي يسوع هنا صمت وتلامس مع الحزن اللي جواها وبكى وقال عبارة واحدة "أين وضعتُموه؟"

- لو فكرنا في ردود فعل يسوع على مرثا ومريم،
هنكتشف قد إيه يسوع كان عنده حكمة عميقة في إدارة علاقاته،
ومش بس كدا لكن كمان في حقيقة أكبر تتعلق بشخصيته وهويّته،
- وهي إن يسوع مش مُجرد الله متخفي في صورة إنسان،
- ولا هو مُجرد إنسان يحمل ملامح الألوهيّة، لكنه الله المتجسد،
- ففي لقاؤه مع مرثا أظهر إنه الله لما قالها "أنا هو القيامة والحياة"
- ومع مريم كان إنسان مليان بالمشاعر
وبكى معاها بالرغم من معرفته إنه هيقومه!!
وده بالظبط اللي بيعمله ربنا معانا،
يمكن تلاقي نفسك بتعدي بنفس الموقف اللي بيعدي
فيه أخوك أو صديقك، لكن هتلاقي تعاملات الله مختلفة
بحسب احتياج كل حد، علشان كدا ثق فيه
وهو مش هيخزلك ابدًا، لأنه أكتر حد يعرفك حتى أكتر من نفسك