[walaa farouk]

جوزها مات من عشر سنين وسابلها طفل عمره شهور
ورغم سوء حالتها المادية ، الا انها عمرها مابخلت عليه بشئ
كانت عايشه في بيت بسيط جداً
كانت عايزه تعلم ابنها اللي بيكبر قدامها ومش عايزه تمد ايدها لحد
بدأت تشتغل في البيوت تنضف وتمسح ، شغلانه شريفه ومش عيب
خافت على التلات غوايش اللي حيلتها يقعوا من ايدها
قامت فتحت دولابها وحطيتهم في الدرج
يفوت شهر واتنين وعشره وابنها بيكبر قدامها في المدرسه
في يوم ابنها تعب والدكتور قالها لازم عمليه فوراً
قالت ابيع الغوايش اللي حيلتي ، معنديش اغلى منه
بتفتح الدرج مالقتهمش
قعدت تلطم وتصرخ وتقول اتسرقت ، حرامي سرقني
قلبها مكسور على الدهب وموجوع على ابنها
حكت للدكتور ، قالها ربنا يبعت ناس كويسه وتساهم
وفعلا حصل وابنها عمل العمليه بفلوس المساعدات واتكتبله الحياة

يفوت عشر سنين كمان ويبدأ الجوع يقرصهم والولد مصاريفه تكتر في دراسته اللي عمال يتفوق فيها

فتقرر تبيع عفش البيت علشان تقدر تساعده
يدخل افضل الجامعات اللي نفسه فيها

جه نجار يفك السرير والدولاب علشان يبيعهم
فلقى الدرج مكسور كسر بسيط ، مابنش غير لما اتخلع
ولقى تحت منه تلات غوايش متغطيين بالتراب

كانت واقفه معاه وشافت المنظر
صرخت من الفرح ، ومكنتش مصدقه نفسها
وقررت تخلي عفشها وتبيع دهبها المفقود
اللي جابلها مبلغ كبير جداً مكنتش تحلم ب ربعه نتيجة ارتفاع سعره

بصت للسما وقالت
يعني وجعتني من عشرين سنه علشان تكافئني في يوم زي ده
جوعتني علشان تشبعني
حرمت ابني علشان تعوضه

شكراً يارب ، على قد ماكنت موجوعه على قد مانا فرحانه دلوقتي

وفعلا وقفت جنب ابنها في دراسته
مش بس كده ، دي بدأت تعمل مشروع صغير في بيتها
بالمبلغ ده تكسب منه وتساهم في مصاريف ابنها

- اوقات ربنا بيسمح بحاجات تضيع ، تختفي
اوقات بياخد مننا حاجات رخيصه علشان يعوضنا بغيرها غالي
اوقات بنعيش في وجع نتيجة ظروف مالناش دخل بيها

بس المتاخد عند ربنا مش ضايع ده متشال

تأكد ان ربنا شايلك زرق ، خير ، فرحه ، حب
حاجات كتير لو خدتها زمان مكنتش هاتستفاد بيها ولا هاتحس بقيمتها دلوقتي
واحتياجك ليها دلوقتي اهم واكتر من زمان
علشان يرجع ويعوضك بيها في اكتر وقت انت محتاجله

ده مش كلام قصص ، الحياة دايماً تأكد كلامي
اللي ضاع راجع
واللي غاب جاي
والاحتياج هايتعوض بشبع
والحزن هايتبدل بفرح

كل الموضوع شرخ بسيط سحب سعاده وحلم وامل
بس تأكد ان كله راجعلك وباضعاف قيمته
لان كله متشال