[walaa farouk]

طريق الموت :

"يا أرض لا تغطي دمي، ولا يكن مكان لصراخي. أيضا الآن هوذا في السماوات شهيدي، وشاهدي في الأعالي. المستهزئون بي هم أصحابي. لله تقطر عيني " ( ايوب ١٦ )

قال ايوب " إذا مضت سنون قليلة أسلك في طريق لا أعود منها " ( ايوب ١٦ : ٢٢ )

فجميعنا ماضون في هذا الطريق " طريق الموت " ولا رجعة منه، قد يمضي سنون أو شهور او ربما لحظات قليلة ويأتي ميعاد تلك الرحلة الحتمية…

لم يذهب أحد منا من قبل في تلك الرحلة ولا نعرف تفاصيلها وما سنشاهده هناك ولكننا نذهب علي رجاء…

إن اي رحلة تعني ذهاب مجموعة معا ولكن هذه الرحلة فردية سيجتازها كل شخص علي حده .. بمفرده..

قال ايوب " قد عينت ( للانسان ) أجله فلا يتجاوزه ، فاقصر عنه ليسترح "

فهل توجد راحة هنا ؟ كما قال ايوب اقصر عنه ليسترح فنحن هنا في غربة وتعب حياتنا مثل البخار الذي يظهر قليل ثم يضمحل

قال ايوب ايضا " الإنسان مولود المرأة قليل الايام وشبعان تعبا "

لاحظ لم يقل تعبان بل شبعان تعب .. فهل سنتعب هنا ونتعب هناك بعد انتقالنا ؟ إذا كانت الحياة هكذا مليئة بالتعب فلماذا نتمسك بها ونبني ونكنز هنا ! ليكن اذا تعبنا بفائدة..نتعب هنا لكي نرتاح هناك

فلا تكنز فالتعب ات مهما بلغت أموالك وسلطتك المرض سيزورك يوما.. الموت سيطرق بابك سيأخذ احباءك واحدا واحدا.. الضيق والألم سيجتازك.. ستبكي وتتعب كثيرا

ما الحل ..!
الحل واحد وهو ان تدع احد يحمل معك هموم واتعاب الحياة ومعه تربح ايضا الملكوت وهو المسيح بأن تشركه معك وتكون علاقة جيدة معه

إذن ازرع لمستقبلك الابدي وابني لك مكانا فوق لكي عندما يأتي وقتك وتذهب تجد ما قد اعدته سابقا ..

صلي، تناول، صوم، واعطي للفقراء، جاهد ضد خطاياك ، احب الناس واياك ان تكره احد مهما حدث، لا تدن أحد…

هذه كلها اساسات ستحتاجها في الاعمدة لتبني بيتا في السماء وجميعها أمامك مجانا لن يكلفوك … إذا وقفت وصليت الآن ماذا سيكلفك هذا، إذا صمت من غد، إذا ذهبت غدا وتناولت ماذا سيكلفك ذلك!

الموت حتمي ولا عودة منه ، إذا قطعت أغصان الشجرة تعود وتنبت ثانية ولكن عندما يأتي الموت فلا رجاء في العودة .

كما قال أيوب " "لأن للشجرة رجاء. إن قطعت تخلف أيضا ولا تعدم خراعيبها. ولو قدم في الأرض أصلها، ومات في التراب جذعها، فمن رائحة الماء تفرخ وتنبت فروعا كالغرس. أما الرجل فيموت ويبلى. الإنسان يسلم الروح، فأين هو؟