حرية الحب والانحلال
تكمن الخطورة في أن يقود التحرر من الطقوس الناموسية المؤمنين إلى المبالغة، هذه التي لا يمكننا الاحتماء منها إلا بممارسة أعمال الحب المسيحي. إنجيل النعمة يحمينا ضد التسيب إذ يجب ألا نخلط بين الحرية والانحلال. فالتحرر من الشرائع التي هي تحت الناموس لا تعني التخلي عن الالتزام. ولكن عِوضًا عن ذلك، يدعونا إلى تحمل مسئوليات أعظم للحياة تحت النعمة، فالإنجيل يطالبنا بما هو أكثر وليس ما هو أقل مما يطلبه الناموس، فإنه وإن طالبنا فقط بالحب، لكنه لم يحدد مضمون هذا الطلب الواحد وحدوده مقدمًا.
* "فإنكم إنما دعيتم للحرية أيها الإخوة، غير أنه لا تُصيّروا الحرية فرصة للجسد" ..
انكسرت قيود الناموس، أقول هذا لا ليهبط مستوانا بل ليرتفع...
هكذا يقول بولس إن المسيح يرفع عنك النير، لا لتثب وترفس، بل لكي بغير النِير تتقدم سريعًا إلى الأمام، مُظهرًا الكيفية التي بها يتحقق هذا بسهولة؛ ما هي هذه الكيفية؟ يقول: "بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضًا"