عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 09 - 2023, 04:11 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

آرميا النبي | برأسٍ من الماس




"خطية يهوذا مكتوبة بقلمٍ من حديد،
برأسٍ من الماس،
منقوشة على لوح قلبهم،
وعلى قرون مذابحكم" [1].
تُسجل الخطايا التي نرتكبها في داخلنا لأننا نرتكبها بإرادتنا، وعلامة تسجيلها ليس فقط أنها تُعلن في يوم الرب، وإنما تظهر أيضًا فينا حاليًا إذ يسيطر فينا الشر، ويجد إبليس عدو الخير له فينا موضعًا، يصير له الحق أن يعمل فينا عوض السلطان الذي صار لنا وبه ندوس عليه تحت أقدامنا. بارتكابنا الخطية نفقد سلطاننا الداخلي، خاصة على الأفكار والأحاسيس. في هذا يقول الرسول بولس: "أفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة" (رو 2: 15).
ماذا يعني بقلبهم [1] هنا؟
الكلمة العبرية التي تترجم هنا "القلب" يمكن أيضًا ترجمتها "العقل" أو "الإرادة"، ويقصد بها القوة المركزية داخل الإنسان التي توجهه ليأخذ قراراته. وأيضًا بالنسبة للجماعة تعني أصحاب السلطة الذين يعطون قراراتهم. القلب هنا يعني إرادة مملكة يهوذا، إذ سبق فقال: "انزعوا غُرل قلوبكم يا رجال يهوذا وسكان أورشليم" (إر 4: 4)، كما قال: "اغسلي من الشر قلبكِ يا أورشليم" (إر 4: 14). ملك الشر عميقًا في قلوبهم، وسيطر على إرادة الجماعة كلها، لهذا صارت الحاجة إلى عهد جديد يمس أعماق القلب، ويقدس الإرادة الداخلية، ويجدد الطبيعة البشرية. عن هذا العهد يقول: "ها أيامتأتييقول الرب، وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدًا جديدًا... اجعل شريعتي في داخلهم، وأكتبها على قلوبهم، وأكون لهم إلهًا وهم يكونون لي شعبًا" (إر 31: 31-33). ما دامت تخرج الخطية من أعماق القلب ومن خلال الإرادة، فالحاجة إذن إلى عهدٍ جديدٍ لا تُكتب فيه الشريعة على ألواح حجرية بل تخترق الأعماق الداخلية.
رد مع اقتباس