((ب)) وهدف ثانى من تمهله ، هو أن تنضج وتظهر ثمار الحقل كله على حقيقتها ، فتظهر الحنطة (أى القديسين) ويظهر الزوان (أى الأشرار) :-
++ [دَعُوهُمَا يَنْمِيَانِ كِلاَهُمَا مَعاً إِلَى الْحَصَادِ وَفِي وَقْتِ الْحَصَادِ أَقُولُ لِلْحَصَّادِينَ: اجْمَعُوا أوَّلاً الزَّوَانَ وَاحْزِمُوهُ حُزَماً لِيُحْرَقَ وَأَمَّا الْحِنْطَةَ فَاجْمَعُوهَا إِلَى مَخْزَنِي] مت13: 30 .
+++ فالإضطهاد والظلم والألم هى إمتحانات ، تكشف المؤمن الحقيقى من المزيف ، فالمؤمن الحقيقى يتحمل ويصلى ويصوم أكثر ، وأما المزيف فيتذمر ويتمرد ويهين الإله:
++ [مَعَ أَنَّكُمُ الآنَ - إِنْ كَانَ يَجِبُ - تُحْزَنُونَ يَسِيراً بِتَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ ، لِكَيْ تَكُونَ تَزْكِيَةُ إِيمَانِكُمْ ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي ، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ] 1بط1: 6و7
++ [وجميع الذين رضي الله منهم جازوا في شدائد كثيرة ، وبقوا على امانتهم ، واما الذين لم يقبلوا البلايا بخشية الرب بل ابدوا جزعهم وعاد تذمرهم على الرب فاستاصلهم المستاصل وهلكوا بالحيات] يهوديت8: 23-25
++ [فَاحْتَرَقَ النَّاسُ احْتِرَاقاً عَظِيماً ، وَجَدَّفُوا عَلَى اسْمِ اللهِ الَّذِي لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى هَذِهِ الضَّرَبَاتِ ، وَلَمْ يَتُوبُوا لِيُعْطُوهُ مَجْداً] رؤ16: 9
+++++++ إذ لا يوجد إنسان شرير بنسبة 100% ولا إنسان صالح بنسبة 100% ، والواجب على كل إنسان أن يجاهد ضد الشر الذى يأتيه بكل طريقة ، سواء من الوراثة أو التنشأة أو من شهواته أو من حروب الشيطان وأتباعه.
++ وهذا الجهاد يحتاج إلى فترة من الزمان لكى تنضج ثماره.
++ وفى ذلك الفترة ، يمكن أن يتوب بعض الأشرار ويتحولوا لقديسين ، وأكبر مثال هو بولس الرسول الذى كان يضطهد الكنيسة ثم أصبح مبشراً وشهيداً.
++ كما يمكن أن يسقط بعض الذين كانت بدايتهم روحانية: [أَبَعْدَمَا ابْتَدَأْتُمْ بِالرُّوحِ تُكَمَّلُونَ الآنَ بِالْجَسَدِ] غل3: 3 ، [دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ] 2تي4: 10 .
++ فإن لم يقمع الناس شهواتهم ، فإنهم يتحولون إلى أشرار مرفوضين ، مما يؤدى بهم إما للإرتداد كلية ، أو لأن يتحولوا إلى قبور مبيضة ، بأن يعيشوا الخطية الإختيارية وهم يتظاهرون بتبعية الرب .
+ ولذلك قال بولس الرسول: [أقمع جسدى وأستعبده لئلا بعدما كرزت للآخرين أصير أنا نفسى مرفوضاً] 1كو9 : 27
++ وعن ذلك قال الرب: [كَثِيرُونَ أَوَّلُونَ يَكُونُونَ آخِرِينَ وَآخِرُونَ يَكُونُونَ أَوَّلِينَ] مت19: 30
، وقال: [تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلَّا يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ] رؤ3: 11 ، ولذلك قال: [كن أميناً إلى الموت] رؤ2: 10
[وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ] مت8: 11و12
++ وعن العبد الذى دفن الوزنة التى أعطاها له الله ، قال: [خُذُوا مِنْهُ الْوَزْنَةَ وَأَعْطُوهَا لِلَّذِي لَهُ الْعَشْرُ وَزَنَاتٍ ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ ، وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ] مت25 : 28-30
((ج)) وهدف ثالث من تمهله ، هو أن تكتمل أعمال كل واحد ، لأن ذلك من ضرورات العدالة فى المحاكمة ، لكى يستد كل فم يوم الدينونة ،:-
++ فالدينونة ستكون على الأعمال التى تمت فعلاً (بما فى ذلك الأفكار): [سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ] رو2: 6 ، [وَسَأُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ] رؤ2: 23. (وبالطبع فإن الذى يؤمن ويعتمد وينفذ وصايا الرب ويعترف بخطاياه ويتوب عنها ، ستنمحى عنه الأعمال السابقة الشريرة)
++ فالدينونة العادلة لا تكون على الخطايا التى لم تحدث ، مع أن الله بعلمه الامحدود يعلم بأنها ستحدث ، لأنه لا يليق بالديَّان العادل أن يقول لأى أحد: إنك كنت ستفعل فى المستقبل كذا وكذا لو كنت قد أعطيتك عمراً ، بل يليق به أن يدينه على أفعاله التى فعلها فعلاً ، وهو ما يحتاج لوقت لإتمامها وإظهارها ، لذلك يتركه حتى تكتمل أعماله التى فى علم الله.
((د)) وهدف رابع من تمهله ، هو تمحيص أو تأديب بعض المؤمنين ، لإزالة الشوائب العالقة بنفوسهم ، لكى يتأهلوا للملكوت:-
++++++ فعن تأديب القديسين مكتوب: [لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ ، إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِلاَ تَأْدِيبٍ ، قَدْ صَارَ الْجَمِيعُ شُرَكَاءَ فِيهِ ، فَأَنْتُمْ نُغُولٌ لاَ بَنُونَ. ثُمَّ قَدْ كَانَ لَنَا آبَاءُ أَجْسَادِنَا مُؤَدِّبِينَ ، وَكُنَّا نَهَابُهُمْ. أَفَلاَ نَخْضَعُ بِالأَوْلَى جِدّاً لأَبِي الأَرْوَاحِ ، فَنَحْيَا؟ لأَنَّ أُولَئِكَ أَدَّبُونَا أَيَّاماً قَلِيلَةً حَسَبَ اسْتِحْسَانِهِمْ ، وَأَمَّا هَذَا فَلأَجْلِ الْمَنْفَعَةِ ، لِكَيْ نَشْتَرِكَ فِي قَدَاسَتِهِ (أى نصبح قديسين كما هو قدوس). وَلَكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيراً فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ] عب12: 6-11
++++++ وعن تأديب وعقاب الخطاة المستهترين: [أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هَذَا لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ الْجَسَدِ لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ] 1كو5: 5
+++
((هـ)) وهدف خامس من تمهله ، هو تنشأة وتقوية وتكبير مختاريه:-
++ الطفل الذى تسرع إليه أمه عند أول "واء" ، يكبر مدللاً ومتسلطاً وغير قادر على مواجهة ظروف الحياة الصعبة.
++ الأم الواعية تتدرج فى سرعة الإستجابة لطفلها ، منذ الأيام الأولى ، فتتمهل عليه ثوانٍ ثم دقائق قليلة ثم كثيرة ، بحكمة ، فينشأ قوياً وقادر على التحمل والطاعة.
++ هكذا الإله الكلى الحكمة يفعل مع أبنائه ، يستجيب لهم فوراً فى طفولتهم الجسدية أو الإيمانية ، ثم يتدرج فى تأخير إستجابته لهم.
+++ وهو يدبر ذلك الأمر بكل حكمة ودقة وبدون أى خسائر لهم.
+++ وأمثلة ذلك تظهر من علاقته مع قديسيه فى العهد القديم والجديد معاً:
+++ ففى العهد القديم:-
+ تمهل على إبراهيم كثيراً وفى مواقف كثيرة ، مثل إعطائه النسل الذى وعده به ، وحتى بعدما أعطاه له فإنه جرَّبه فى تقديمه ذبيحة ، وتمهل عليه حتى كاد يذبحه ، وفى اللحظة الحاسمة أنقذه وأغدق عليه بالخلاص وبالعطايا العظيمة.
+++ ومع موسى النبى ، وعده بإنقاذ الشعب من فرعون ، ولكن فرعون طغى عليهم جداً بعد دخول موسى إليه وطلبه بالسماح لهم بالذهاب ليذبحوا للإله ، فقال موسى النبى لله: [«يَا سَيِّدُ لِمَاذَا اسَاتَ الَى هَذَا الشَّعْبِ؟ لِمَاذَا ارْسَلْتَنِي؟23. فَانَّهُ مُنْذُ دَخَلْتُ الَى فِرْعَوْنَ لاتَكَلَّمَ بِاسْمِكَ اسَاءَ الَى هَذَا الشَّعْبِ. وَانْتَ لَمْ تُخَلِّصْ شَعْبَكَ».
1. فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «الانَ تَنْظُرُ مَا انَا افْعَلُ بِفِرْعَوْنَ. فَانَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ يُطْلِقُهُمْ وَبِيَدٍ قَوِيَّةٍ يَطْرُدُهُمْ مِنْ ارْضِهِ] الخروج 5: 23 و6: 1 ، وحتى بعد ذلك الوعد فإن الإله تمهل ولم ينفذه إلاَّ بعد أيام كثيرة! فهذه هى سياسته لتقوية المؤمنين.
++ وفى العهد الجديد :
+ نام فى السفينة إرادياً ، وسط العاصفة التى ملأت السفينة وكادت تغرقها ، وتمهل ، حتى أيقظه تلاميذه صارخين: أما يهمك أننا نغرق ، فقام وإنتهر العاصفة بكلمة ، ثم قال لهم الدرس الذى خطط له: ما بالكم خائفين هكذا ، كيف لا إيمان لكم.
+ وفى مرة أخرى تركهم يذهبون بالسفينة وحدهم ، وهاج البحر عليهم وهم فى وسط البحر ، وكان هو واقفاً على الشاطئ البعيد يراهم ويراقبهم بقوته الإلهية ، وتمهل حتى اللحظة التى دبرها ، فجاء إليهم فى الهزيع الرابع ماشياً على الماء وأوقف هيجان البحر: [وَلَمَّا صَارَ الْمَسَاءُ كَانَتِ السَّفِينَةُ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ وَهُوَ عَلَى الْبَرِّ وَحْدَهُ ، وَرَآهُمْ مُعَذَّبِينَ فِي الْجَذْفِ لأَنَّ الرِّيحَ كَانَتْ ضِدَّهُمْ ، وَنَحْوَ الْهَزِيعِ الرَّابِعِ مِنَ اللَّيْلِ أَتَاهُمْ مَاشِياً عَلَى الْبَحْرِ] مر6 : 47و48
++ فهكذا دائماً يأتى الرب فى الهزيع الرابع ، ولكن عينه علينا دائماً .
++ وبنفس الطريقة -بتدبيره الإلهى- تأخر فى المجئ لشفاء لعازر مثلما طلبت أختاه ، حتى مات وتعفن ، ثم جاء وأقامه بكلمة ، فإضمحل وتلاشى الحزن وتحول إلى فرح عظيم ، وكان سبب بركة وإيمان لكثيرين.
+ فهذه هى سياسته لتقوية المؤمنين ، يتدرج بهم حتى إلى الهزيع الرابع ، لكى يشتد عودهم ، لكيلا يتزعزعوا سريعاً أمام كل عاصفة وكل ضيقة ومشكلة وإضطهاد.
+ الشجرة التى تنمو بعيداً عن الرياح تكون جذورها قصيرة وضعيفة ، فإن هبت عليها الرياح تنقلع. بينما التى تنمو وسط العواصف تمتد جذورها لعمق الأرض ولا تقلعها أشد العواصف.
+ فهكذا يربينا الرب ، بالتمهل التدريجى ، لكى يشتد عودنا أمام أعاصير الحياة ، فيتقوى إيماننا ، فلا نجزع ولا نتزعزع مهما حدث: [اَللهُ لَنَا مَلْجَأٌ وَقُوَّةٌ. عَوْناً فِي الضِّيقَاتِ وُجِدَ شَدِيداً ، لِذَلِكَ لاَ نَخْشَى وَلَوْ تَزَحْزَحَتِ الأَرْضُ وَلَوِ انْقَلَبَتِ الْجِبَالُ إِلَى قَلْبِ الْبِحَارِ] مز46: 1و2
((هـ)) وهدف سادس من تمهله ، هو إستخدام إضطهادات الشيطان وأتباعه فى حماية القديسين من السقوط فى خطية الكبرياء والعجب ، أى أن يحول شر الأشرار إلى الخير للقديسين:-
++ [وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ ، لِيَلْطِمَنِي لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هَذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ».] 2كو12: 7-9
++ إذن فهذه الضربة الشيطانية كانت بسماح من الإله لفائدة القديس .
++ ولكن فلننتبه إلى أن: [الله لا يجرب بالشرور] ، فالتجارب التى يسمح بها الله تقتصر على الألام والإضطهادات والأمراض وما شابه ذلك ، وليس الخطايا ، فالخطية تأتى من الشيطان ومن شهوات الإنسان وليس من الله أبداً.
((و)) وهدف سابع من تمهله ، هو منح الفرصة للقديسين لإظهار مستوياتهم العالية فى الإيمان والصبر والإحتمال من أجل التمسك بالإله القدوس ، لكى ينالوا أكاليل المجد والإستشهاد:
++ حتى أن الرب يعتبر الإضطهادات عطية عظيمة للقديسين: [الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لَيْسَ أَحَدٌ تَرَكَ بَيْتاً أَوْ إِخْوَةً أَوْ أَخَوَاتٍ أَوْ أَباً أَوْ أُمّاً أَوِ امْرَأَةً أَوْ أَوْلاَداً أَوْ حُقُولاً لأَجْلِي وَلأَجْلِ الإِنْجِيلِ ، إِلاَّ وَيَأْخُذُ مِئَةَ ضِعْفٍ الآنَ فِي هَذَا الزَّمَانِ بُيُوتاً وَإِخْوَةً وَأَخَوَاتٍ وَأُمَّهَاتٍ وَأَوْلاَداً وَحُقُولاً ، مَعَ اضْطِهَادَاتٍ ، وَفِي الدَّهْرِ الآتِي الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ] مر10 : 29و30 ، إذ بها يملأون مصابيحهم زيتاً فيتأهلون للفرح السماوى.
+++ فإحتمال الألام يؤدى لأمجاد سماوية أبدية ، والعكس بالعكس: [طُوبَاكُمْ أَيُّهَا الْبَاكُونَ الآنَ لأَنَّكُمْ سَتَضْحَكُونَ ... وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الضَّاحِكُونَ الآنَ لأَنَّكُمْ سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُونَ] لو6: 21 ،25
+++++++ وإحتمال الإضطهادات والألآم هو شرط لتبعية الرب ، فهو إحتمال الصليب الشخصى (وهو غير صليب الفداء الإلهى لخلاص البشرية) الذى قال الرب عنه:- + [إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ وَيَتْبَعْنِي] لو9: 23 + + [من لا يحمل صليبه ويأتى ورائى فلا يقدر أن يكون لى تلميذا] لو14: 27 + [مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي] مر8: 34
((د)) وهدف ثامن من تمهله ، هو أن يجعل الأقوياء فى الإيمان قدوة للآخرين:-
++ [وانما اذن الرب ان تعرض له هذه التجربة لتكون لمن بعده قدوة صبره كايوب الصديق] طوبيا2: 12
<<<<7>>>> حتمية التجارب والألام ، لأنها جزء من خطة الإله لميراث الملكوت:-
++ مكتوب عن حتمية الحروب والمجاعات والمصائب بوجه عام: [لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ كُلُّهَا] مت 24: 6 ، [فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِحُرُوبٍ وَبِأَخْبَارِ حُرُوبٍ فَلاَ تَرْتَاعُوا لأَنَّهَا لاَ بُدَّ أَنْ تَكُونَ] مر13: 7
++ وعن حتمية وجود العثرات: [وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ ، فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ ، وَلَكِنْ وَيْلٌ لِذَلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ.] مت18: 7
++ وعن حتمية إمتحان الإله للقديسين ، مكتوب: [إذ كنت مقبولاً أمام الله كان لا بد أن تُمتحن بتجربة] طوبيا12: 13
++ وأيضاً: [وجميع الذين رضي الله منهم جازوا في شدائد كثيرة وبقوا على امانتهم ، واما الذين لم يقبلوا البلايا بخشية الرب بل ابدوا جزعهم وعاد تذمرهم على الرب ، فاستاصلهم المستاصل وهلكوا بالحيات ... هي للإصلاح لا للإهلاك] يهوديت8: 23 -27
++ وعن حتمية التأديب والتقويم: [يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ ، لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ ، إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ] عب12: 5-7
++ وبغرض منع الكبرياء: [يَكْتُمَ الْكِبْرِيَاءَ عَنِ الرَّجُل لِيَمْنَعَ نَفْسَهُ عَنِ الْحُفْرَةِ] أى 33- 17
++ وهو ما ظهر فى سماح الرب لأن يصيب بولس الرسول مرض فى الجسد ، لوقايته من الكبرياء: [وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ ، لِيَلْطِمَنِي لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ. مِنْ جِهَةِ هَذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ أَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي ، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضُّعْفِ تُكْمَلُ».] 2كو12: 7-9
<<<<8>>>> هل الإله قاسى ، لأن خطته للبشر تتضمن التجارب والعذابات ؟
++ ليست قساوة ولا كراهية ، بدليل أنه هو نفسه قررها لنفسه وخضع لها تماماً فى تجسده الإلهى ، حسبما أعلن هو بنفسه:- [وَابْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيراً] مر8: 31 ، [كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ يَتَأَلَّمُ الْمَسِيحَ بِهَذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ] لو24: 26 و46 ، وكذلك: [يَنْبَغِي أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَتَأَلَّمُ كَثِيراً] لو9: 22 [كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ يَتَأَلَّمُ الْمَسِيحَ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ] لو24: 46. وأيضاً: [يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ وَيُصْلَبَ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ] لو24: 7.
++ فإن كانت ضرورة حتمية على الإله القدوس المتجسد أن يتألم بالجسد لخلاصنا: [كان ينبغى أن يتألم المسيح] ، فلا يمكن إعتبارها شراً إن تعرضنا نحن الخطاة لها.
+++ فهى ليست لأذية البشر ، بل إنها لخيرهم الأبدى: [إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ ، لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ] رو8: 17
<<<<9>>>> ولماذا الألم من أصله !!!!
++ الألم نتج عن الخطية ، فقد قال لحواء بعد عصيان وصيته: [تَكْثِيرا اكَثِّرُ اتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ] تك3: 16، وقال لآدم [مَلْعُونَةٌ الارْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَاكُلُ مِنْهَا كُلَّ ايَّامِ حَيَاتِكَ ، شَوْكا وَحَسَكا تُنْبِتُ لَكَ] تك3: 17
<<<<10>>>> ومالنا نحن بآدم وحواء !!!!
++ نحن جزء منهما ، لسنا كيانات منفصلة ، بل جزء منهما.
++ ويمكن تشبيه ذلك بالفرع ، أو العقلة ، المأخوذة من شجرة ، فعندما تزرع هذا الفرع ، فإنه ظاهرياً فقط كيان جديد منفصل ، ولكنه فى حقيقته ليس كياناً جديداً ، بل جزء من الشجرة المأخوذ منها ، ينطبق عليه كل ما للشجرة ، فإن كان الأصل مريضاً فإن الفرع أو العقلة سيحمل نفس المرض.
++ ولذلك مكتوب: [الكل فيه أخطأوا] رو5: 12 ، بحسب النص فى لغته الأصلية اليونانية وترجماته القديمة القبطية واللاتينية وكذلك الترجمات للعربية التى قبل القرن العشرين ، لكافة الكنائس أرثوذكس وكاثوليك ، وكذلك الترجمات القديمة بالإنجليزية مثل جينيفا عام 1599: in whom all men have sinned.
++ ولذلك مكتوب أيضاً: [بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً] رو5: 19
++ ولذلك كان التجسد الإلهى والفداء الإلهى حتمياً ، ليحمل الخطايا عن البشرية كلها فى جسده الطاهر المتحد به اللاهوت بدون إمتزاج وإنفصام ، لكل من يؤمن به ويطيعه.
++ وأما الألامات الحالية على المؤمنين ، فإنها ليست نتيجة خطية ولعنة ، بل لأسباب أخرى مثل حسد وتجربة إبليس وإضطهاد أتباعه للمؤمنين ، أو بسبب طبيعة الأرض والجسد الترابى ، لإعداده لكى فى القيامة يرث عدم الموت:[ إِنَّ لَحْماً وَدَماً لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ] 1كو15: 50.
++ ولذلك فهذه الآلام الحالية تؤدى للحصول على أمجاد وأكاليل سماوية أبدية.
++ فهدف الإله للبشر فى كل ما يفعله لهم ، هو ملكوت السموات
++ ثانياً: خطة الإله للإنسان هى خطة أزلية ، منذ الأزل وقبل خلقة الكون والإنسان ، هى عطية ملكوت السموات لكل من يؤمن به ويطيعه: [لِكَيْ يَطْلُبَ الْبَاقُونَ مِنَ النَّاسِ الرَّبَّ وَجَمِيعُ الْأُمَمِ الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ ، يَقُولُ الرَّبُّ الصَّانِعُ هَذَا كُلَّهُ. مَعْلُومَةٌ عِنْدَ الرَّبِّ مُنْذُ الأَزَلِ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ] أع15: 17و18.
<<<<11>>>> ولماذا أمر بهذه الوصية التى أدت لكل هذه المشاكل !!!!
++ أولاً:- نظام الإله فى عطاياه المجانية ، هو أن يضع معها وصية ينبغى حفظها ، لئلا تصير عطاياه المجانية وسيلة للإستهتار وللفجور ، لأن الإله القدوس لا يمكن أن يكون خادماً للخطية أو مسهلاً لها.
++ ثانياً:- المشاكل لم تكن بسبب الوصية ، بل بسبب عصيانها ، بسبب الإنخداع بكلام الحية (الشيطان)
++++ المشكلة كانت تصديق الشيطان وتكذيب الإله ، وهى مشكلة خطيرة ومستمرة فى أغلب البشر حتى الآن.
++ وحتى لو لم يأمر الإله بهذه الوصية ، فإن الشيطان كان سيخدعهما بطريقة أخرى ويجعلهما يظنان أن الإله كاذب ولا يحب الخير لهما ، وأن الشيطان صادق ومخلص لهما ، فحيل الشيطان وخداعاته وكذبه وتدليسه لا نهاية لهم.
++ وجود الوصية جعل خداع الشيطان لآدم ينحصر فى مخالفة وصية عدم الأكل ، ولا نعرف ما كان يمكن للشيطان أن يخدع فيه آدم وحواء ليجعلهما فى موقف الضد للإله ، لكنه بالتأكيد كان سيجد حيلة وخديعة أخرى.