عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 08 - 2023, 05:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,311,716

آرميا النبي | إن كان يليق بالعروس أن ترفض كلمات الأنبياء



19 أَحْشَائِي، أَحْشَائِي! تُوجِعُنِي جُدْرَانُ قَلْبِي. يَئِنُّ فِيَّ قَلْبِي. لاَ أَسْتَطِيعُ السُّكُوتَ. لأَنَّكِ سَمِعْتِ يَا نَفْسِي صَوْتَ الْبُوقِ وَهُتَافَ الْحَرْبِ. 20 بِكَسْرٍ عَلَى كَسْرٍ نُودِيَ، لأَنَّهُ قَدْ خَرِبَتْ كُلُّ الأَرْضِ. بَغْتَةً خَرِبَتْ خِيَامِي، وَشُقَقِي فِي لَحْظَةٍ. 21 حَتَّى مَتَى أَرَى الرَّايَةَ وَأَسْمَعُ صَوْتَ الْبُوقِ؟ 22 «لأَنَّ شَعْبِي أَحْمَقُ. إِيَّايَ لَمْ يَعْرِفُوا. هُمْ بَنُونَ جَاهِلُونَ وَهُمْ غَيْرُ فَاهِمِينَ. هُمْ حُكَمَاءُ فِي عَمَلِ الشَّرِّ، وَلِعَمَلِ الصَّالِحِ مَا يَفْهَمُونَ».

إن كان يليق بالعروس أن ترفض كلمات الأنبياء الكذبة المعسولة لتدرك خطة الله لخلاصها من خلال التأديب، فتغتسل لا بالمياه بل بدموع التوبة، فإن النبي لا يقف ناقلًا لكلمات الله فحسب وإنما كعضو في العروس يئن ويتوجع لآلامها.
لا يمكننا أن نظن في الأنبياء أو المعلمين أنهم ناقلون لكلمة الله فحسب، ومعلنون عن مشيئته الإلهية، ومصلون لأجل الشعب، وإنما هم رجال الله المملئون حبًا... أعضاء في الجسد، يئنون ويذوبون مع كل ألم! لهذا يقول إرميا النبي:
"أحشائي أحشائي!
توجعني جدران قلبي!
يئن في قلبي.
لا أستطيع السكوت! [19].
هنا يكشف النبي عن حبه الشديد لشعبه. يتحدث لا كمعلمٍ قاسٍ، ولا كمنذرٍ فحسب، وإنما يتكلم من خلال أحشائه الداخلية، إنها تتمزق، وجدران قلبه تتوجع... أنينه الداخلي لا ينقطع، وهو يرسم أمامه صورة بلوى تلحق بأخرى هذه التي ستحل بهم! كم كان يود ألا يحمل إليهم هذا النبأ المرّ. لكنه لم يمكن ممكنًا له أن يصمت، وهو يرى الخطر يحل بهم. لقد شعر بالعجز، إد لم يعد قادرًا أن يشفع فيهم، لكنه لا يقدر ألا يتألم ويتأوه لأجلهم!
رد مع اقتباس