عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 07 - 2023, 12:18 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,287

في مَثَل الزارع | هل نسمع باهتمام




فمَن كانَ له أُذُنان فَلْيَسمَعْ!


تشير عبارة "فمَن كانَ له أُذُنان فَلْيَسمَعْ!" إلى ذوي الحاجة الشَّديدة إلى الإصغاء التام لإدراك معناه. وقد تكرَّرت هذه العبارة مرارًا في أسفار العَهد الجَديد (مرقس 9: 16، ولوقا 14: 35، ورؤيا 2: 7)؛ إنَّ عدم معرفة النَّاس طريق الخلاص ليس لعدم توفر آذان للسَّمع، بل لعدم إرادتهم للأصغاء بآذانهم وقلوبهم. أمَّا عبارة "أُذُنان" فتشير إلى الانتباه لإدراك فحوى تعليم مجازي، كما جاء في تعليم موسى النبي لشعبه "ولم يُعطِكمُ الرَّبُّ إلى هذا اليَومِ قُلوبًا لِتَعرِفوا وعُيونًا لِتُبصِروا وآذانًا لِتَسمعوا" (تثنية الاشتراع 29: 3). أمَّا عبارة "فَلْيَسمَعْ!" فتشير إلى ضرورة الانتباه المطلوب من المَرء كي يفهم معنى التعليم الذي يُقدّم له. ويتوجّه المثل إلى كل من يسمع ويستعدُّ ليأخذ الموقف المطلوب. نحن نسمع بآذاننا، ولكن هناك نوعا أعمق من الإصغاء، وذلك عن طريق الذهن والقلب. من شأن المَثل أن يحمل السَّامعين على التفكير فيتحقق مفعوله فيهم. فمن يفتح قلبه على الكَلِمة يسمع ويفهم ويلتزم، ويدخل في هذا السر ويحمل ثمرًا، أمَّا الذي ينغلق في الأنانية والكبرياء، فهو يسمع ولا يفهم، ينظر ولا يبُصر. ويُعلق القديس ايرونيموس بقوله " يقول أشعيا" يُنَبِّهُ أُذُني صَباحاً فصَباحاً لِأَسمعَ كتِلْميذ " (أشعيا 50: 4). لتفهم ماذا يقول؟ لقد أعطاني الرَّبّ أذنًا، إذ تكون لي أذن القلب؛ وهبني الأذن التي تسمع رسالة الله فما يسمعه النبي إنّما يسمعه في قلبه". لذلك فالسيد المسيح يقول " فتَنَبَّهوا كَيفَ تَسمَعون" لوقا 8: 18) أي كونوا ممن يريد أن يسمع ويفهم ويُنفِّذ ما تعلمه. وليس المهم السمع فقط، بل أن نسمع ونعمل، فيُنتج ثمر الأعمال الصالحة (يعقوب1: 21-25). هل نسمع باهتمام وتأمل لنفهم وننفِّذ ما سمعناه وفهمناه؟


رد مع اقتباس