05 - 09 - 2012, 08:21 AM
|
رقم المشاركة : ( 3 )
|
..::| VIP |::..
|
رد: تاريخ الاحتفال بعيد الميلاد .. بقلم الراهب كاراس المحرقي
ومنذ عام (432م) كانت الإسكندرية تحتفل بعيد الميلاد في (25 ديسمبر) وقد كان هذا التقليد مجهولاً قبل ذلك الوقت، لأنَّ القديس يوحنَّا كاسيان (360 – 450م)، يؤكد لنا:
إنَّ الكنيسة في مصر كلها، كانت لا تزال في أيامه، تُعيّد الميلاد والغطاس معاً في عيد الإبيفانيا، حيث تأتي كلمة " الإبيفانيا " بصيغة الجمع، أي تشتمل على عدة ظهورات ألا وهى:
- الميلاد بالجسد.
- ظهور النجم للمجوس.
- استعلان بنوة المسيح لله في العماد بصوت السماء
- استعلان لاهوته بمعجزة قانا الجليل .
يذكر لنا كاسيان هذا الخبر في كتابه " أحاديث الآباء" الذي يرجع إلى عام (411 – 427م)، يقول فيه:
" وفى إقليم مصر هذه العادة قديمة بالتقليد، حيث يراعى أنَّه بعد عبور الإبيفانيا، التي يعتبرها الكهنة في هذا الإقليم، الزمن الخاص بمعمودية الرب وأيضا ميلاده بالجسد، وهكذا يُعيّدون التَذكَارين معاً، ولا يعيدونهما منفصلين كما هو في إقليم الغرب، ولكن في عيد واحد في هذا اليوم " *
ولكننا نرى بولس أسقف إيميس* يُلقى عظة رائعة عن ميلاد المسيح في يوم ( 25 ديسمبر سنة 432 م ) في كنيسة الإسكندرية، في حضور البابا كيرلس عامود الدين (400- 432م)، ومنها نستنتج أنَّ هذا التقليد دخل إلى الإسكندرية قبل ذلك بقليل، أي حوالي سنة (430م)، قبل أن يُغادر كاسيان مصر*
وقد جاء في المجلد الخامس من قاموس " دتش ": إنَّ عيد الميلاد أُدخل لأول مرّة في كنيسة مصر بالإسكندرية عام (430م ) .
كما جاء في قاموس لاروس: إن الاحتفال بهذا العيد رسمياً في كنيسة الإسكندرية، كان في عام (430م)*
وفى دائرة المعارف الدينية والأخلاقية المجلد الثالث ص406 جاء ما يلي: ولا يمكن أن يُحدد بالضبط التاريخ الذي جُعل فيه يوم (25 ديسمبر)، عيداً رسمياً للسيد المسيح في الكرسي الإسكندريّ، ولكنّه يقع يقيناً بين (400 – 432 م) *
- 34 -
أمَّا أورشليم فقد ظلت متمسّكة بالتقليد القديم، أي تُقيم العيدين معاً في (6 يناير)، لكنَّ المقاومة زالت أخيراً في منتصف (ق5)، والدليل الأكيد على ذلك هو الموعظة التي ألقاها باسيليوس أسقف سلوقية في يوم عيد القديس إسطفانوس، ونراه فيها يمدح يوفينال أسقف أورشليم، لأنَّه أول من احتفل بعيد ميلاد المسيح في (25ديسمبر) في كنيسة أورشليم، وكان يوفينال بطريركاً على أورشليم من (424 – 458م) *
بعد ذلك انتقل الاحتفال بعيد الميلاد في (25 ديسمبر) إلى سائر كنائس الشرق، وقد قبلت كنائس ما بين النهرين هذا التقليد في (ق14) فقط، واليوم لا يبقى سوى الكنيسة الأرمينية، فتحتفل في يوم (6 يناير) بعيد ظهور الرب مقترناً بذكرى الميلاد، أي بعيدي الغطاس والميلاد معاً.
اختلاف عيد الميلاد بين الشرقيين والغربيين *
كما ذكرنا أنَّ أصل عيد الميلاد الغرب ثم انتقل إلى الشرق، أمَّا عيد الغطاس فأصل نشأته كنيسة الإسكندرية، وعن طريقها انتقل إلى الغرب في النصف الثاني من (ق4)، وقد أصبح عيداً رسمياً في كل الكنائس منذ بداية (ق5)، وعلى إثر هذا التبادل في الأعياد أصبحت جميع الكنائس في الشرق والغرب تحتفل بعيد ميلاد المسيح يوم (25 ديسمبر)، وبعيد الغطاس في (6يناير=11 طوبة).
لكننا نرى الآن كنيستنا تحتفل بعيد الميلاد فى يوم (7 يناير)، فما هو سبب الانتقال من (25 ديسمبر) إلى (7 يناير)؟ إنَّ الأسباب فلكية محضة، ولا علاقة لها بالعقيدة أو اللاهوت أو الروحيات...
فكنيسة الإسكندرية تسير على التقويم المصريّ القديم الذي يبدأ بشهر توت، وقد حددوا رأس السنة (1 توت) في يوم قران الشمس مع ظهور نجم الشعري اليمانية، وهو ألمع النجوم في السماء ويُسمى باليونانية " سيروسSeirios " وبالمصرية " سبدتSpdt"، وبموجب هذا التقويم يبلغ طول السنة: (365 يوم + 6 ساعات).
فلمَّا أراد الأقباط بعد دخول المسيحية مصر، عمل تقويم خاص بهم ابتدأوا من سنة (284م)، وهى السنة التى اعتلى فيها " دقلديانوس" العرش، وقد عُرف تقويمهم بتقويم الشهداء، مع أنَّ دقلديانوس لم يضطهد الأقباط سنة (284م)، بل أصدر في (23 فبراير303م)، منشوراً يقضي بهدم الكنائس، وحرق الكتب المقدسة، وحرمان العبيد من الحرية إن أصرّوا على الاعتراف بالمسيحية.. وقد حسبوا السنة كما كانت: (365 يوم + 6 ساعات).
- 35 -
- 36 -
أمَّا الغرب فكان يسير حتى عام (1582م) على التقويم اليوليانيّ، الذي يحسب طول السنة مثلنا تماماً، فمن المعروف أنَّ يوليوس قيصر قد كلّف العالم الفلكيّ السكندريّ (سوزيجين)، بضبط التقويم الرومانيّ القديم، فوضع تقويماً جديداً في عام (45 ق.م)، عُرف باسم التقويم اليوليانيّ نسبة إلى يوليوس قيصر.
إذن فالشرق والغرب كانوا يسيرون على تقويم واحد من حيث طول السنة، فما الذي حدث وأدى إلى هذا الاختلاف؟
كان مجمع نيقية قد قرر وقوع الاعتدال الربيعيّ في (21مارس)، ففي هذا اليوم تتساوى عدد ساعات النهار والليل وتكون كل منهما (12) ساعة في كل أنحاء العالم.
لكن في عام (1582م) لاحظ البابا غريغوريوس بابا روما (1572 – 1585م) وقوع الاعتدال الربيعي في (11) مارس بدلاً من (21) مارس، إذن هناك فرق قدره (10) أيام، فلجأ إلى علماء اللاهوت ليعرف منهم السبب، فأجابوه بأنه ليس لديهم سبب من الناحية الكنسية أو اللاهوتية، فالأمر مرجعه إلى الفلك، فرجع البابا لعلماء الفلك، فأعلموه بأن السبب يرجع لحساب السنة، فبحسب التقويم اليوليانيّ يبلغ طول السنة: (365 يوم+6 ساعات) بينما السنة في حقيقتها التي يقرّها علماء الفلك هى: (365 يوم + 5 ساعات + 48 دقيقة + 46 ثانية).
إذن هناك فرق قدره: (11دقيقة + 14 ثانية)، وهذا الفرق يُكوّن تقريباً (يوم) كل (128 سنة)، و (3 أيام) كل (400 سنة)، ومنذ انعقاد مجمع نيقية سنة (325م) حتى البابا غريغوريوس (1582م) كوّن فرقاً قدره (10 أيام)، فماذا فعل بابا روما لتلافي الخطأ؟ أجرى تصحيحاً عُرف بالتصحيح الغريغوريّ يمكن اختصاره في نقطتين:
1- من جهة الـ (10 أيام) الفرق، أصدر أمراً بأنْ ينام الناس يوم (4 أكتوبر) سنة (1582م)، ليستيقظوا يوم (15 أكتوبر) بدلاً من (5 أكتوبر)، أي بدل أن يقطعوا ورقة من النتيجة قطعوا 11 ورقة (ورقة اليوم + 10 ورقات فرق الأيام ).
2– ولضمان فروق المستقبل، وضع قاعدة بموجبها يتم حذف (3) أيام كل (400) سنة.
بعد إتباع الكنيسة الغربية التقويم الغريغوريّ سنة (1582 م)، صار ميعاد عيد الميلاد في الشرق يختلف عنه في الغرب، وقد بلغ الفرق إلى الآن (13 يوماً)، والسؤال الحائر: لماذا نترك دورة الشمس تفرّق بين
من تجمعهم محبّة المسيح شمس البر؟!
كيفيَّة ضبط التقويم
|
|
|
|