سنكسار : Synaxarion
الكلمة " سنكسار "
تعريب للكلمة اليونانية ( سنكساريون ) ، وهو نفس اسمه فى القبطية .
وهو كتاب يحوى سير مختصرة لشهداء الكنيسة وقديسيها ، وكذلك أعيادها على مدار السنة الطقسية .
فهو بمثابة تقويم كنسى يعتمد على التقويم القبطى الذى يبدأ فى 11 سبتمبر من كل عام ميلادى .
ومنذ شهادة القديس بوليكاربوس فى سنة 155م ، بدأت الكنيسة تقيم تذكارات أعياد الشهداء وتحتفل بهم سنوياً فى أيام استشهادهم .
وفى أيام القديس كبريانوس الشهيد وضعت الكنيسة تقويماً بأسماء شهدائها وتاريخ أعيادهم .
والسنكسار
كتاب نجده فى كل الكنائس الشرقية .
حيث تتم قراءته فى خدمة الصباح الباكر وهو نفس ما يشير إليه ابن كبر .
ومع التذكارات التى للشهداء والقديسين والتى لم تكن تتعدى يوم استشهادهم أو يوم نياحتهم ، امتد الاحتفال بتذكاراتهم إلى مناسبتين أخريتين ، هما تذكار نقل الأعضاء ، وتذكار تكريس الكنائس على أسمائهم .
ويقول الكاتب الإنجليزى " مستر ليدر "
والذى زار مصر " قراءة سير القديسين بالعربية تعتبر من الملامح العميقة لخدمة القداس القبطى ، وقد أخذ هذا عن تقليد قديم يرجع إلى القرن الرابع الميلادى .
وأقدم وثيقة معروفة حتى اليوم لكتاب سنكسار هى وثيقة مسجلة على ورق البردى تعرف باسم " سنكسار أوكسيرينخوس Oxyrhynchus " ،
وأوكسيرينخوس هى بلدة البهنسا الشهيرة فى القرون المسيحية الأولى .
وهى وثيقة تعود إلى القرن السادس الميلادى .
ولقد تطور السنكسار القبطى من سرده لتذكارات شهداء محليين إلى سنكسار أكثر عمومية ليشتمل على شهداء وقديسين وأساقفة من بلاد اليونان وسوريا وأرمينيا وروما وإيران والقسطنطينية وأورشليم .
وكانت الكنائس قد بدأت فى اقتباس سير لشهداء غير محليين منذ القرنين الرابع والخامس للميلاد كما يخبرنا القديس أغسطينوس بذلك فى عظاته .
وأول سنكسار عربى
منقح منسوب إلى الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج ( القرن الثانى عشر أو الثالث عشر للميلاد ) .
وأعقبه
سنكسار آخر بواسطة الأنبا ميخائيل أسقف أتريب ومليج عن مخطوطات موجودة فى الفاتيكان ، والمكتبة الأهلية بباريس ، وغيرهما .
وفى سنة 1935م ،
طبع السنكسار فى القاهرة طبعة عربية فقط بواسطة راهبين مصريين هما عبد المسيح ميخائيل ، وأرمانيوس حبشى شتا البرماوى ،
واعتمدا فيها على مخطوطات قبطية عديدة وجرت محاولات كثيرة منذ ذلك الوقت لتنقيح السنكسار .
والسنكسار
كتاب تعرفه الكنيسة البيزنطية أيضا ويدعى عندهم " السنكسار الكبير " تمييزاً له عن " السنكسار الصغير " الذى يحدد أعياد الكنيسة اليومية مع الفصول الكتابية المنتخبة لها .
ولكن هذا الأخير اسمه الأصح عندهم ( مينولوجيون ) وكلمة ( مين ) أى شهر .
فهو الكتاب الليتورجى الذى يحوى سير القديسين مرتبة على شهور السنة الكنسية ، والتى تبدأ عندهم أيضا فى شهر سبتمبر .
ولقد توسع السنكسار البيزنطى منذ القرن العاشر ليشمل أشهر القديسين فى مختلف أقاليم الإمبراطورية بما فيها سوريا .