04 - 09 - 2012, 09:51 PM
|
رقم المشاركة : ( 3 )
|
..::| VIP |::..
|
رد: عيد الميلاد " روحياً عقيدياً طقسياً "... للقمص مكسيموس وصفي
العيد من خلال الأيقونة
رُسمت للسيدة العذراء صورا منذ القرن المسيحي الأول وأول من رسم صورة للعذراء هو القديس لوقا الإنجيلي الطبيب والفنان حسب ما ورد في التقليد.
وجاء في أحد مدائح العذراء البيزنطية:
"يا والدة الإله، لتخرس شفاه الذين لا يكرمون بإجلال أيقونتك المقدسة التي صورها لوقا الإنجيلي، والتي بها اهتدينا إلى الإيمان المستقيم".
وقد برع الفنان خلال القرون المتعاقبة في إبراز حادثة الميلاد وبهاء أم الله والتركيز على العذراء أنها والدة الإله سواء كان ذلك في الفن القبطي أو البيزنطي أو المسيحي عموما وسواء كان في الشرق أو الغرب قديما وحديثا.
وفي أيقونة الميلاد تُصور حادثة ميلاد المسيح فنراه طفلا في مزود وحوله الحيوانات تأكيدا لحادثة ميلاده والتي تُجسِّد تواضعه و إخلاءه لذاته، وفي الأيقونة ترقد أمه بجواره ويشاهد يوسف البار يتوكأ على عصا، ويظهر الملائكة تحيط بالمزود وبعض الرعاة والمجوس ساجدين أمام الطفل الملك وهم يقدمون هداياهم. وبذلك تظهر الأيقونة حادثة الميلاد في تجسد الله الكلمة وأمومة العذراء وشهادة يوسف البار والمجوس الأمراء الوثنيين والرعاة، وتواجد الملائكة مع هذا الحشد يؤكد المصالحة بين السماء والأرض والتي حدثت بميلاد المسيح.
وتحمل الأيقونات القبطية سمة خاصة امتازت بها عن غيرها فنرى بسمة الدعة مع الورع والخشوع والتقوى في ملامح العذراء كما نلاحظها في الرسوم العديدة للسيدة العذراء وتبدو بوضوح فيها والعذراء في أيقونة الميلاد كما في جميع أيقوناتها تظهر على رأسها تاج كملكة وتحمل السيد المسيح الطفل وحول رأس كل منهما هالة النور.
وأيقونات قبطية أخرى نرى فيها السيدة العذراء وهي ترضع الطفل يسوع من ثديها وفي هذه الصور ردا بالغ الروعة من الفنان القبطي يقاوم به هرطقة ذلك العصر ويثبت أن المسيح أخذ من العذراء جسدا بشريا حقيقيا وشابهنا في كل شيء. وأيقونة ثيئوطوكوس والدة الإله هي من الأيقونات اليونانية المميزة لصورة العذراء فتظهر فيها وهي تحمل المسيح في بطنها تمثيلا للتجسد الإلهي، وهكذا تحمل لنا أيقونات الميلاد الطقس والعقيدة بجانب دراستها من المنظور الروحي.
وكان للنجم أهمية في أيقونة الميلاد منذ القرن الثاني فيشاهد بأحد الرسوم الجدارية في سراديب المقابر Catacombs بروما المجوس بقبعاتهم يسيرون وهم يتبعون النجم. وفي أيقونة أخرى السيدة العذراء جالسة وتحمل الطفل السيد المسيح وأمامها يقف بلعام بن بعور يشير إلى النجم في السماء وبذلك يعبر الفنان المسيحي عن تحقيق نبوة بلعام عن ميلاد المسيح "يبرز كوكب من يعقوب" (عد 24: 26).
وفي أيقونة أخرى تشاهد السيدة العذراء جالسة تحمل المسيح وحولها أربعة أشخاص أحدهم القديس متى ويشير إلى النجم وذلك بسبب أنه هو البشير الذي ذكر الحادثة عن النجم والمجوس (مت 2: 2).
وفي حضور المجوس وسجودهم إشارة إلى إيمان الأمم بميلاد المخلص وهي تتمة لنبوة إشعياء النبي (إش 60: 3، 6).
ويظهر في الصورة الرعاة تسجيلا للحدث وإشارة إلى ميلاد الراعي الحقيقي المخلص، وغالبا صور العذراء تكون فيها جالسة على كرسي عال رمزا لكرامتها وسمو حياتها وفضائلها، لكن في أيقونة الميلاد تشاهد مضطجعة وهو تعبير أن الميلاد كان ميلاد حقيقيا.
|
|
|
|