عرض مشاركة واحدة
قديم 04 - 09 - 2012, 09:09 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Marina Greiss

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Marina Greiss غير متواجد حالياً

افتراضي رد: خميس العهد " روحياً عقيدياً طقسياً "... للقمص مكسيموس وصفي

- الفصح الناموسي

" شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم" ( لو 22: 15).


تحمل لنا كتابات الربانيين (معلمي اليهود) عن الفصح طقوسا وصلوات تقال في تلك الليلة وسط احتفال بهيج في ليلة الفصح.


وهذه تعطينا صورة واضحة عن ما حدث ليلة الخميس الأخير حيث تمم السيد المسيح الفصح وتقترب صورة الليلة التي أسلم فيها المخلص ذاته كيف جلس وسط تلاميذه في العلية واشترك معهم في الفصح لشهوة محبته أن يأكله معهم، ونعرف الصلوات التي رددها، بل نتصور ترتيب المائدة التي جلسوا حولها، كما أن الأحداث التي كانت أكثر أهمية وإثارة تكون أكثر وضوحا مثل غمس اللقمة في الصحفة ، وكسر الخبز، والشكر، ومرور الكأس، والترنيمة الختامية، وتلك الكلمات المقدسة المرتبطة بهذه الذكرى.



وإذا تتبعنا الذبيحة في هذه الليلة سوف ندهش من دقة الرمز، فكانت ذبيحة الفصح تحمل الإشارة للسيد المسيح فاختيار الحمل بلا عيب، وعظم لا يكسر منه، وشيّه بالنار لأنه مقدس فذبيحة الفصح لا تغمس في الماء لكي لا تتنجس، والغريب أن تلك المعاني لم تكن خافية أو غامضة بالنسبة لليهودي، وحتى الصلوات والكلمات فكانت لها مدلولاتها، فكان حمل الفصح يوصف بأنه (جسده) (خر 12: 8) وهي الكلمة التي قالها المسيح حينما قدم ذاته للتلاميذ: " خذوا كلوا جسدي "،


وعن الكأس كانت تستخدم نفس الكلمة التي قالها السيد المسيح "تخبرون" وذكرها بولس الرسول وهيا " تخبرون بموت الرب " (1 كو 11: 16)، وهي نفس الكلمات المستعملة في صلوات اليهود كما جاء في كتاب الصلوات الخاصة بالفصح اليهودي ( Pasach haggada ) .


بل أن الأكثر دهشة أن المعلمين (الربانيين) اليهود يربطون بين حمل الفصح ومجيء المسيا. بل أن مفهوم الفصح كان مرتبطا بالخلاص من الموت وهذا ما ذكره الرابي الكبير غمالائيل إذ قال: "أن كل من لا يفسر ثلاثة أشياء في الفصح لا يفي بالواجب الملقى عليه وهي الفصح، والفطير، والأعشاب المرة".


والفصح يعني أن الله مرَّ على المكان المرشوش بالدم وخلص إسرائيل، والفطير معناه أن آباءنا خرجوا من مصر بسرعة قبل أن يختمر عجينهم ممثلا لحياة الشدة والبؤس، والأعشاب المرة تعني أن المصريين جعلوا حياتهم مرة.


فجميع الطقوس والصلوات التي كانت تمارس بين اليهود في ليلة الفصح أعطت معانيها لوليمة الفصح التي جلس إليها المخلص مع تلاميذه في هذه الليلة، وحوَّلها إلى العشاء الرباني بربطها بشخصه وعمله الكفاري .


وكما أن كل ذبيحة في القديم أعطت مسبقا صورة عن عمل الفداء لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة (عب 9: 22)، كذلك فإن هؤلاء الذين صاروا كهنة في القديم يقربون ذبائح أما المخلص فهو رئيس كهنة إلى الأبد (عب 9: 21)،


والكهنوت المسيحي على طقس سابق لكهنوت العهد القديم فكهنوت العهد القديم اللاوي على طقس هارون أما الكهنوت المسيحي فهو على طقس ملكي صادق، لأن ذبيحة المسيح وإن كانت ذبيحة عهد قديم حقيقي ولكنها ليست على طقس الذبائح اللاوية الحيوانية أي فصحية أو نبوية بل بذبيحة نفسه (عب 9، 10).


" ولما كانت الساعة اتكأ و الإثنا عشر رسولا معه " ( لو 22: 14)


في تلك الليلة جلس السيد في الوسط وجلس التلاميذ الاثنا عشر حول المائدة، يوحنا بجانب السيد عن يمينه وفي مواجهته جلس بطرس ولذلك استطاع أنه يومئ إليه عندما أراد أن يتعرف على مسلَمه، ويهوذا الإسخريوطي عن يساره،

واتكأ بقية الرسل حول المائدة، وكان الإتكاء عادة شائعة في الشرق، بل أن اليهود جعلوه أمرا لازما أثناء عشاء الفصح ليدل على أنهم يتكئون كرجال أحرار في ذكرى حريتهم،

وكان الكوع الأيسر يتكأ على المائدة والرأس يستقر على اليد، ويكون هناك متسع بين كل فرد وآخر ليحرك يمناه بحرية أثناء العشاء، وهذا يفسر لنا كيف أن يوحنا الحبيب اتكأ على صدر يسوع عندما استدار ليتكلم معه ويسأله عن مسلمه (يو 13: 23-25) .
  رد مع اقتباس