الموضوع: بلا عُذرٍ
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 06 - 2023, 01:47 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,318,297

بلا عُذرٍ





بلا عُذرٍ


«لِذَلِكَ أَنتَ بِلاَ عُذرٍ أَيُّهَا الإِنسَانُ»
( رومية 2: 1 )




بالرغم من صوت البشارة القارع، وتعدُّد الوسائل الكرازية، نجد العالم، بصفة عامة، قد تردى في محنة خُلقية تدمغه بالانحطاط الأدبي. والأُمم الذين لم تكن لهم معرفة بالله في عهد الناموس، والذين ليست لهم معرفة بالله في عهد النعمة، هم بلا عذر. ولدينا ثلاثة أسباب لذلك:

أولاً: لأنهم تجاهلوا شهادة الله في الخليقة: «لأَنَّ أُمورهُ غيرُ المنظورة تُرَى مُنذُ خلقِ العالَم مُدرَكةً بالمصنوعاتِ، قدرتَهُ السّـرمديَّةُ ولاَهوتهُ» ( رو 1: 20 ). فلئن كانت هذه الأُمم بلا وحي وبلا كتاب، لكنها كانت تقرأ الله في كتاب الخليقة المفتوح أمامها «اَلسَّمَاواتُ تُحَدِّثُ بمجدِ اللهِ، والفَلكُ يُخبِرُ بعمَلِ يديهِ» ( مز 19: 1 ). وأينما تلفَّت الإنسان، يجد حوله «مصنوعَات»، يصغر الإنسان عن إبداع أصغرها. فإذا كانت هناك هذه «المصنوعاتِ»، فلا بد أن يكون من ورائها صانع. ومعرفة الصانع لا بد أن تقود إلى معرفة «قُدرتَهُ السّـرمَديَّةُ ولاهوتهُ».

ثانيًا: كانت لهم شهادة الضمير: «إذ معرفَةُ الله ظاهِرةٌ فيهِم، لأَنَّ اللهَ أَظهَرها لَهم»، وأيضًا «الذينَ يُظهِرون عملَ النامُوسِ مكتوبًا فِي قُلوبهم، شَاهدًا أَيضًا ضميرُهم وأَفكارُهم فيمَا بينها مُشتكيةً ..» ( رو 1: 19 ؛ 2: 15). فإنه رغم خسارة الإنسان بالسقوط – وما أفدح الخسارة – فقد اكتسب الإنسان شيئًا واحدًا ثمينًا، هو الضمير الذي هو خاصية في النفس، للتمييز بين الخير والشر، وبين الصحيح والخطأ، أو هو المؤشر الإلهي في صدر كل إنسان. وما أكثر الخطاة الذين نسمعهم يقولون: ”نحن نعلم أن العقاب الأبدي سيُلاحق خطايانا، ولا بد أن نهلك“. وما أتعس الحالة التي تكون فيها الضمائر ”موسومة“، أي فقدَت الحِّس، كما لو كانت وُسِمَت بكيَّ قضيب مُحمّى.

ثالثًا: حرية الاختيار للإنسان: «لَم يَستحسِنوا أَن يُبقُوا اللهَ فِي معرِفَتِهِم» ( رو 1: 28 ). فالناس على اختلاف أصنافهم «عرَفوا اللهَ» ( رو 1: 21 )، بطريقة أو بأخرى، ولكنهم باختيارهم رفضوا هذه المعرفة. إن رؤوس العشائر بعد الطوفان لا بد أنهم عرفوا الله في الدينونة وفي النعمة، وكان يمكن لأنسالهم أن يُبقوا الله في معرفتهم، لكنهم أعطوا الله ظهورهم! وما زال هذا إلى اليوم حال جميع الذين يرفضون إنجيل النعمة. إنهم باختيارهم عن علم وعن عمد يُفضلون طرق الموت، ويُحبون الباطل، ويَعْرضون عن الله ومحبته.

أنت بلا عذر أيها الإنسان لأنك زُوِدت بكل حبال النجاة، ورفضت الخلاص. تعال بحريتك واختيارك، واقبل دعوة الله لخلاص نفسك!


رد مع اقتباس