[walaa farouk]

رفقة
ارتبط اسم رفقة في ذهني بالرومانسية، فهي تزوجت بطريقة غير تقليدية،
فلم يذهب اسحق لبيتها حاملًا باقة ورد بصحبة والدته ليخطبها،
ولا كانت بنت الجيران التي تقطن امامه، بل بدأ الأمر بتكليف ابراهيم لعبده اليعازر الدمشقي
بالا يتزوج اسحق ابنه من الأجنبيات، وان عليه ان يجد زوجة له من عشيرته،
وذهب اليعازر وصلى لله لكي يمكنه من اتمام المهمة الصعبة التي كُلف بها،
ووضع علامة وتمت بالتحديد كما طلب – القصة في سفر التكوين (اصحاح 24) .

ورضت رفقة ان تذهب مع اليعازر بعد ان طلبها للزواج من والدها الذي بدوره سألها
وتأكد من موافقتها لتتزوج من ابن سيده الذي لم تراه،
واتخيل اليعازر وهو يصحب رفقة خلال رحلة العودة الطويلة
وهو يحكي لها عن اسحق عريسها المنتظر.

وتصل رفقة وتجد اسحق يتمشى في الحقل وكأنه في انتظارها
وتسأل اليعازر من هذا فيخبرها انه عريسك سيدي اسحق،
ويتزوجا ولم تنجب رفقة فيصلي اسحق من اجلها،
وتذهب لتسأل الله فيجيبها ان في بطنك تؤمان ومن احشائك يفترق شعبان،
وكبير يستعبد لصغير، وتنجب رفقة اول تؤأم في تاريخ البشرية عيسو ويعقوب.

تؤمان من نفس الرحم لكن لكل منهم طبعه، عيسو وحشي يحب الصيد
ويعقوب بيتوتي، فيميل اسحق لعيسو وتنحاز رفقة ليعقوب،
ولم يُدركا أن امر تفضيل ابن على الأخر هو شئ خطير،
وقد يقود الى كارثة اذ لم يُضع حد له، وهذا ماحدث
، فرفقة تدبر ليعقوب ان يخدع ابيه ويحصل على البركة التي من حق اخيه
، وعندما يُكتشف الأمر ويثور عيسو ويرغب في الانتقام،
تسهل ليعقوب الهرب لخاله، ولم ترى وجهه مرة اخري.