عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 09 - 2012, 06:47 PM
 
بنت معلم الاجيال Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بنت معلم الاجيال غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 45
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 36
الـــــدولـــــــــــة : القاهرة
المشاركـــــــات : 58,440

سؤال :

يسئ الأريوسيون فهم الآية التى قال فيها سيدنا يسوع المسيح " أبى أعظم منى " " يو 28:14 " . كما لو أن الآب أعظم من الابن فى الجوهر أو فى الطبيعة !! فما تفسيرها الصحيح ؟



الجواب :

هذه الآية لاتدل على أن الآب أعظم من الابن ، لأنهما واحد فى الجوهر والطبيعة واللاهوت .

وأحب أن أبين هنا خطورة استخدام الآية الواحدة .

فالذى يريد أن يستخرج عقيدة من الإنجيل ، يجب أن يفهمه ككل ، ولا يأخذ آية واحدة مستقلة عن باقى الكتب ، ليستنتج منها مفهوماً خاصاً يتعارض مع روح الإنجيل كله ، يتناقض مع باقى الإنجيل .

ويكفى هنا أن نسجل ما قاله السيد المسيح :

" أنا والآب واحد " " يو30:10 " .

واحد فى اللاهوت ، وفى الطبيعة وفى الجوهر . وهذا ما فهمه اليهود من قوله هذا ، لأنهم لما سمعوه " امسكوا حجارة ليرجموه " " يو 31:10 " . وقد كرر السيد المسيح نفس المعنى مرتين فى مناجاته مع الآب ، إذ قال له عن التلاميذ " أيها الآب احفظهم فى اسمك الذين أعطيتنى ، ليكونوا واحداً كما أننا واحداً " "يو17: 11 " وكرر هذه العبارة أيضاً " ليكونوا واحداً " كما أننا لاهوت واحد وطبيعة واحدة .

وما أكثر العبارات التى قالها عن وحدته مع الآب .

مثل قوله " من رآنى فقد رأى الآب " " يو9:14 " .

وقوله للآب " كل ما هو لى ، فهو لك . وكل ما هو لك ، فهو لى " ( يو10:17 ) . وقوله عن هذا لتلاميذه " كل ما للآب ، هو لى " ( يو15:16 ). إذن فهو ليس أقل من الآب فى شئ ، مادام كل ما للآب هو له ...

وأيضاً قوله " إنى أنا فى الآب ، والآب فى " " يو11:14 " " يو38،37:10 " ، وقوله للآب " أنت أيها الآب فى ، وأنا فيك " " يو21:17 " .. وماذا يعنى أن الآب فيه ؟ يفسر هذا قول الكتاب عن المسيح أن " فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً " " كو9:2" .

x x x

إذن ما معنى عبارة " أبى أعظم منى " ؟ وفى أية مناسبة قد قيلت ؟ وما دلالة ذلك ؟

قال " أبى أعظم منى " فى حالة إخلائه لذاته .

كما ورد فى الكتاب " لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله . لكنه أخلى ذاته ، آخذاً صورة عبد ، صائراً فى شبه الناس .. " " فى 7،6:2 " .

أى أن كونه معادلاً أو مساوياً للآب ، لم يكن أمراً يحسب خلسة أى يأخذ شيئاً ليس له . بل وهو مساو للآب ، أخلى ذاته من هذا المجد ، فى تجسده ، حينما أخذ صورة العبد . وفى إتحاده بالطبيعة البشرية ، صار فى شبه الناس ...

فهو على الأرض فى صورة تبدو غير ممجدة ، وغير عظمة الأب الممجد . على الأرض تعرض للإنتقادات الناس وشتائمهم واتهاماتهم . ولم يكن له موضع يسند فيه رأسه " لو58:9 " . وقيل عنه فى سفر أشعياء إنه كان " رجل أوجاع ومختبر الحزن " " محتقر ومخذول من الناس " " لا صورة له ولا جمال ، ولا منظر فنشتهيه " ( أش3،2:53 ) . وقيل عنه فى آلامه إنه " ظلم ، أما هو فتذلل ولم يفتح فاه " " أش7:53 " . هذه هى الحالة التى قال عنها " أبى أعظم منى " .

لأنه أخذ طبيعتنا التى يمكن أن تتعب وتتألم وتموت .

ولكنه أخذها بإرادته لأجل فدائنا أخذ هذه الطبيعة البشرية التى حجب فيها مجد لاهوته على الناس ، لكى يتمكن من القيام بعمل الفداء .. على أن أحتجاب اللاهوت بالطبيعة البشرية ، كان عملاً مؤقتاً انتهى بصعوده إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب .. ولذلك قبل أن يقول " أبى أعظم منى " قال مباشرة لتلاميذه :

" لو كنتم تحبوننى ، لكنتم تفرحون لأنى قولت أمضى إلى الآب ، لأن أبى أعظم منى " " يو28:14 " .

أى أنكم حزانى الآن لأنى سأصلب وأموت . ولكننى بهذا الأسلوب : من جهة سأفدى العالم وأخلصه . ومن جهة أخرى ، سأترك إخلائى لذاتى ، وأعود للمجد الذى أخليت منه نفسى . فلو كنتم تحبوننى لكنتم تفرحون أنى ماض للآب .. لأن أبى أعظم منى .

أى لأن حالة أبى فى مجده ، أعظم من حالتى فى تجسدى .

إذن هذه العظمة تختص بالمقارنة بين حالة التجسد وحالة ما قبل التجسد ولا علاقة لها مطلقاً بالجوهر والطبيعة واللاهوت ، الأمور التى قال عنها " أنا والآب واحد " "يو10: 3 " فلو كنتم تحبوننى لكنتم تفرحون أنى راجع إلى تلك العظمة وذلك المجد الذى كان لى عند الآب قبل كون العالم " يو5:17 " .

لذلك قيل عنه فى صعوده وجلوسه عن يمين الآب إنه " بعد ما صنع بنفسه تطهيراً عن خطايانا ، جلس فى يمين العظمة فى الأعالى " " عب 3:1 " .

وقيل عن مجيئه الثانى أنه سيأتى بذلك المجد الذى كان له .

قال إنه " سوف يأتى فى مجد ابيه " مع ملائكته . وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله " " مت27:16 " . ومادام سيأتى فى مجد أبيه ، إذن ليس هو أقل من الآب ...

وقال أيضاً أنه سيأتى " بمجده ومجد الأب " لو26:9 " .

ويمكن أن تؤخذ عبارة " أبى أعظم منى " عن مجرد كرامة الأبوة .

مع كونهما طبيعة واحدة ولاهوت واحد . فأى أبن يمكن أن يعطى كرامة لأبيه ويقول " ابى أعظم منى " مع أنه من نفس طبيعته وجوهره . نفس الطبيعة البشرية ، وربما نفس الشكل ، ونفس فصيلة الدم .. نفس الطبيعة البشرية ، ونفس الجنس واللون . ومع أنه مساو لأبيه فى الطبيعة ، إلا أنه يقول إكراماً للأبوة أبى أعظم منى .

أى أعظم من جهة الأبوة ، وليس من جهة الطبيعة أو الجوهر

أنا – فى البنوة – فى حالة من يطيع .

وهو – فى الأبوة – فى حالة من يشاء .

وفى بنوتى أطعت حتى الموت موت الصليب " فى 8:2 " .


من كتاب سنوات مع أسئلة الناس أسئلة لاهوتية وعقائدية " أ "

لقداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث
رد مع اقتباس