كثيرون يجذبهم إغراء العدد ، أى عدد !
ويظنون أن النجاح فى الحياة يعتمد على العدد 00 !
فبعض الآباء الكهنة يفرحون بعدد الذين يعترفون عليهم ، أو بعدد الذين يحضرون إلى الكنيسة 0 وليس بعدد التائبين من بين هؤلاء وأولئك 0 وقد يكون التائبون قليلين جدا !
وكثيرون من خدام التربية الكنسية ، يفرحون بعدد تلاميذهم 0 كما أن كثيرا من الوعاظ يظنون مقياس نجاحهم فى كثرة عدد الذين يحضرون اجتماعاتهم 00 بينما قد يكون كثير جدا من هؤلاء السامعين فى اجتماعات الوعظ ، وفى دروس التربية الكنسية ، لم ينفذوا شيئا مما سمعوه فى حياتهم الروحية الخاصة !
ليس مقياس النجاح هو العدد ، إنما المقياس الحقيقى هو العمق والروح ، وكل ما يتعلق بخلاص النفس 0
ليس المهم إذن فى عدد المطانيات التى تؤديها كل يوم 0 وإنما الطريقة الروحية التى تؤدى بها : هل هى فى إنسحاق قلب مصحوبة بصلوات حارة ؟ أم ليس كذلك ؟
وليس المهم فى عدد الإصحاحات التى تقرأها من الكتاب المقدس ، إنما المهم هو الفهم والتأمل والتطبيق 0
وما نقوله عن المطانيات والقراءة ، نقوله أيضا عن الصوم 0
ليس المهم فى الكمية ، إنما فى روحانية الصوم 0
المظاهر الخارجية ليست هى الحكم على الأعمال الروحية 0 والعدد بلا شك هو من هذه المظاهر الخارجية 00 إنما الحكم حقا هو على القلب والروح وارتباطهما بالله 0
وقد يكون إغراء العدد ، هو حرب من الذات !
الذات التى تظن أنها قد تكبر عن طريق العدد !
إن السيد المسيح قد ركز على عدد قليل من التلاميذ ، مجرد اثنى عشر تلميذا ، ثم سبعين آخرين 0 وكان يستطيع أن يتلمذ الآلاف 00 ولكن الاثنى عشر كانوا أقوى من آلاف 0 وكانوا درسا لنا فى التركيز 00
متى يأتى الوقت الذى نهتم فيه بالقليل المتقن ، أكثر من العدد الكبير بلا إتقان 0
أما إن اجتمع الأمران معا ، فهذا خير وبركة 00