قداسة البابا شنوده الثالث
الماء في منبعه من جبال الحبشة، يحمل معه طينًا. ويبدو لأول وهلة معكرًا، بينما كله فائدة. هذا الطين الذي يعكره هو الغرين الذي كان سبب خصوبة أرض مصر، وهو الذي كسا رملها بالطين، وجعلها أرضًا زراعية منتجه. فلا تنظر إلى الماء وقتذاك وتنتقد عدم صفائه، بل العكس -في عمق- تمتدح دسمه.
وعلى الرغم مما كان يحمله من الطين، فإن له عذوبة في مذاقه، بعد بعض عمليات من التصفية. وما أعذب ماء النيل.
وهذا الأمر يعطينا درسًا آخر في عدم الحكم حسب الظاهر. إنما نحكم في عمق وبعد تحقق.