
11 - 03 - 2023, 07:16 PM
|
 |
† Admin Woman †
|
|
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,923
|
|
فَمِنْ رَائِحَةِ الْمَاءِ تُفْرِخُ،
وَتُنْبِتُ فُرُوعًا كَالْغَرْسِ [9].
إن كانت المياه تهب جذر الشجرة الميتة حياة، فينبت من جديد، ويعود للشجرة حياتها، فإن الروح القدس يهب المؤمن الحياة الجديدة في مياه المعمودية. يقدم لها القيامة، قيامة النفس من موتها، حتى يتمتع الجسم أيضًا بالقيامة في بوم الرب، وتشترك النفس مع الجسم في الحياة الأبدية.
في مياه المعمودية يدخل بنا الروح القدس إلى الدفن مع المسيح والقيامة أيضًا معه، فنخرج من المعمودية أعضاء جسد المسيح القائم من الأموات الذي لا يشيخ ولا يقدم بل ينمو على الدوام بغير انقطاع متمتعًا بالحياة الجديدة. بهذا يتحقق اتحادنا مع السيد المسيح فننعم بالبنوة لله، إذ نصير خلال الابن الوحيد الجنس أبناء معه بالتبني، أي ليس حسب الطبيعة, وإنما خلال النعمة المجانية. هذا ما قصده الرسول بقوله: "لا بأعمالٍ في برّ عملناها نحن، بل بمقتضى رحمتهِ خلَّصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تي 3: 5)، "مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمتهِ الكثيرة ولدنا ثانيةً لرجاءٍ حيٍّ بقيامة يسوع المسيح من بين الأموات لميراثٍ لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحلُّ، محفوظ في السماوات لأجلكم" (1 بط 1: 3-4). هذا ما قصده السيد المسيح نفسه في حديثه مع نيقوديموس: "الحقَّ الحقَّ أقول لك إن كان أحد لا يُولَد من الماءِ والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5). ولم يستطع نيقوديموس معلم إسرائيل أن يفهم، لأنه لم يكن بعد قد أدرك أن يسوع هذا الذي يحدثه إنما يضم المؤمنين به إلى نفسه في المعمودية بالروح القدس، حتى يهبهم حياته المُقامة كعطية الميلاد الروحي الجديد.
* هل كان ممكنًا أن تتحول عصا موسى التقي إلى حيَّة، وغير ممكن أن تحيا أجساد الأتقياء وتقوم ثانيةً؟ وهل عمل هذا خلافًا للطبيعة؟ وهل لا يعودون هم ثانية بحسب الطبيعة؟!
كذلك عصا هرون ولو أنها قُطعت، لكنها أزهرت دون أن تشتم الماء (أي 14: 9). مع أنها كانت تحت سقف أزهرت أزهارًا كما لو كانت في الحقول. مع كونها وُضعت في مواضع جافة، حملت في ليلة زهورًا وثمر النبات الذي يُسقى لسنين عديدة، فهل قامت عصا هرون من الموت، وهرون نفسه لا يقوم؟!
هل يعمل الله معجزات في الخشب ليضمن له الكهنوت، ولا يتعطف بقيامة هرون نفسه؟
* "فمن رائحة الماء تفرخ، وتنبت فروعًا" [9]، وذلك بغسل الميلاد الثاني (تي 3: 5)، ذلك في وقت قيامة الأموات. إذ لنا الرجاء في القيامة، بفضل نعمة المعمودية. بهذا ننال محصولًا كغرسٍ جديدٍ، إذ نُغرس في آدم الجديد (1 كو 15: 45)، ولا نعود نرتبط بآدم القديم. ولكن إن حلت علينا الشيخوخة خلال الكسل، إن كان الموت يلتصق بنا خلال الخطية، فلتكن لنا رائحة الماء، خلال البكاء مثل داود وبطرس وغيرهم (2 صم 12: 21؛ مت 26: 75). لأن رائحة العماد يدعوها البعضبحق دموع الندامة.
* إذ رأى الثالوث غير المنقسم ولا منطوق به منذ الأزل سقوط الطبيعة البشرية، وفي نفس الوقت أوجد الماء من العدم، أعدَّ للإنسان الشفاء المزمع أن يتم في المياه. هذا هو السبب الذي لأجله إذ حُمل الروح القدس على المياه ظهر مقدِسًا لها... وربطها بعملية الولادة (الإنجاب). بهذا يليق بنا أن نقرن الحقيقة معًا، فإنه من المهم أن نعرف أنه في اللحظة التي اعتمد فيها يسوع نزل الروح القدس على أمواج الأردن واستقر عليها.
* انظروا إلى المولدين من الله. هنا الرحم المادي، مياه المعمودية!
* لنا ميلادان: أحدهما أرضي، والآخر سماوي. الأول من الجسد، والثاني من الروح.
الأول صادر عن مبدأ قابل للفناء، والثاني عن مبدأ أبدي.
الأول من رجل وامرأة، والثاني من الله والكنيسة.
الأول يجعلنا أبناء الجسد، والثاني أبناء الروح.
الأول يصيرنا أبناء الموت، والثاني أبناء القيامة.
الأول أبناء الدهر، والثاني أبناء الله.
الأول يجعلنا أبناء اللعنة والغضب، والثاني أبناء البركة والمحبة.
الأول يقيدنا بأغلال الخطيئة الأصلية، والثاني يحلّنا من رباطات كل خطيئة.
|