[walaa farouk]

آه يا صديقي..حينَ أسمعُ كلمة فقد
، أشعر بوجعٍ يصيبُ قلبي ،
أشرُد فيمن خسرتهم من الأهل والرفاق
، من الأحلام وأجزاء من نفسي
، باستطاعتي تجاوز كل شيء مهما كان إلا أن أفقِد
من كانوا جزءًا منّي ، كم هو قاسٍ يا صديقي أن تتجرّع الألم ،
أن تجد نفسك مجبراً على الكتمان والصمت ،
أن تشرُد طويلاً ، أن تقضي الليالي باكياً دونَ أن تجد من يشعُر بك
، جميعهم رحلوا وبقيتُ أنا عالقة بجدران الماضي ،
أبكي ، أصرخ ، أبحث عمّن يُشعرني بالأمان الذي ضاع منّي ،
عن الفرحة التي غابت عن ملامحي منذُ زمن
، تائهةٌ أنا وخائفة ، لا شيء حولي سوى ذكريات من رحلوا ،
سوى الماضي وحدهُ يأسُرَني ، علّمني يا صديقي كيفَ أكون قوية ،
كيف أتظاهر بخير وأنا داخلي يغلي
، لقد نسيت كل شيء حتى نفسي
، كم هو صعبٌ يا صديقي أن تجد نفسك مرغَم على التظاهر
بأشياء فقدتها في أعماقك ،
أن تكون أنتَ السند لمن حولك وبالكاد تسنِد نفسك ، أن تُواسي من يبكي وتمُدّهُ بالقوة
وأنت أضعف منه بكثير ، أحاول بكل ما أوتيتُ من قوة لأتجاوز
ما مررتُ به ، لأتناسى من فقدتهم ،
لكن بمجرّد أن تمُر ذكراهم في مخيّلتي أو حتى في حديث عابر
أتلعثم وتلمع عيناي وتنتفض أطرافي فجأة وتضيق بي الحياة ،
من قال يا صديقي أنّ الجراح تُشفى بمرور الوقت
وأننا نعتاد ومن ثمّ ننسى؟؟
كيفَ سأعتاد غياب من أحببتهُم والحياة بعدُهم أصبحت أكثر قسوة
، إنها مواساة بلا معنى
، لقد كسَرني رحيلهم ، كبرتُ دونَ أن تتغير ملامحي..
لقد فقدت روحي منها أجزاءً إلى الأبد
، ليتَ الوجع يغفو كما نغفو ، يضيع ويسافر بعيد ويرحل
، ليتَ كلّ فقد عشته كانَ كابوساً أو سراب حتى
، ليتني أستيقظ وكأنّ كل ما كان لم يكن..
لا أريد أن أعتاد الألم ، لا أريد