[walaa farouk]

القدّيسة البارّة بياما المصرية:
عاشت البتول بياما في الزهد في مصر في قرية صغيرة غير بعيدة عن مدينة الإسكندرية.
وقد سلكت في النسك كراهبةٍ في منزل أمها.
وكانت تمضي الوقت في الصّلاة، وبعد الصّلاة تغزل الكتان.
وتتناول الطعام مرة واحدة في آخر النهار.
وقد مُنحت القدّيسة بياما موهبة التمييز.
ففي أحد الأيام، وإذ فاض النيل على ضفّتيه، خطط سكان قرية كبيرة
، أعماهم الجشع، لتدمير قرية البتول الصغيرة من أجل تحويل المياه إلى حقولهم.
وقد عُرفت القدّيسة بنواياهم الشريرة وأبلغت شيوخ القرية بذلك.
وعندها وقع الشيوخ المذعورين على رُكبهم أمام القدّيسة
متوسلين إليها أن تذهب إلى الجيران وتُثنيهم عن عزمهم الشرير.
ولكن الناسكة لم تذهب إلى القرية الأخرى لأنها كانت منذ زمن تتجنب الإختلاط بالناس.
فقضت الليل بطوله في الصّلاة.
ولما طلع الصباح تسلَّح أهل القرية المُجاورة وإنطلقوا إلى قرية البتول القدّيسة.
ولكنهم فجأة تجمَّدوا في طريقهم ولم يتمكنوا من المضي قُدُماً.
وما لبث الرب أن كشف للكفار أن صَلاة القدّيسة بياما هي التي أعاقتهم.
فعاد الناس إلى رشدهم وتابوا عن نواياهم الشريرة.
ثم أرسلوا رُسُلاً إلى القرية طالبين السلام وقائلين:
"الحمد لله، أننا بفضل صلوات البتول بياما لم نؤذيكم البتة".
وقد رُقدت القدّيسة بسلام في الرب عام ٣٣٧.
شفاعتها تكون معنا، آمين.