[sallymessiha]

سلسلة 100 آية للوالدين

(1)

"وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد" (لو6:2)

أكانت العائلة المقدسة تتوقع أن تكون ظروف ولادةإبنها البكر بهذه الصورة ؟! أية أمانى كانت تراودهم عن هذه الليلة ؟ وما هى أحلامهم الدافئة التى رسموها بخطوط أشعة الشمس، التى كانوا يجلسون تحتها، فى فناء بيتهم الجميل بوطنهم الناصرة، يتحدثون عن الظروف السعيدة التى سيولد فيها الابن الموعود به من السماء ؟
لقد تحطمت تلك الأمانى فى ليلة غربة إضطرتهما إليها ظروف أقوى من أى إرادة.
وأنات المخاض للأم اليتيمة صغيرة السن، ترسم على سواد الليل القارص البرودة، لوحة موحشة تفوح منها عفونة الحظيرة. أية أحاسيس مرت بها حينئذ، وأية أشواك جرحت قلبيهما وهما يستودعان الطفل على قش المذود "إذ لم يكن له موضع فى المنزل" ؟ هل أثارت أنات الطفل، فى رؤوسهم التى سندوها على الجدران الخشنة، هذا التساؤل : لماذا ياربى .. فى هذه الليلة بالذات ؟!
لعل مثل هذا التساؤل قد تبادلته مع زوجتك يوماً، فى جلسة يائسة، تتأملان فيها حدثاً، ما كنتما تتمنيانه فى حياة طفلكما. وبدافع المحبة الأبوية، المتلهفة أن ترى الابن فى أفضل حال، إتهمتما الله بالظلم أو بالإهمال، أ, اتهمتما أنفسكما بأنكما لا تستحقان عناية الله، أو أنه يعاقبكما فى أبنكما.
عزيزى الأب وعزيزتى الأم، إن الذى شاء أن تكون هكذا ظروف ميلاده،وهكذا يسطر بالألم ذكريات أحداث حياته فى ألبوم عائلته، ألا يشاء مثل هذا فى عائلات أحبائه ؟! . إنه لا يحقق لهم دائماً المعجزات الوردية التى يتوق إليها خيالهم ولكنه بالخيوط الغامقة اللون يستكمل أيضاً نسيج خلاصهم الأبدى.

القس بيشوى صدقى