[walaa farouk]

مقالات جميلة

كتبها القدّيس القمّص بيشوي كامل



الببّغاء يصلّي

دعتني سيّدة لزيارتها في منزلها في أمريكا، وهم يدعونها "الملكة".
وجلسنا نتحدّث عن اختبارات المسيح في حياتنا، في حجرتها الصغيرة البسيطة جدًّا، وهي كلّ تملكه هذه الملكة من حطام الدنيا.

وفجأة.. إذ بالببّغاء الموجود في قفصه الصغير يصلّي:

"Our Father bless us. Holy Spirit enlighten us.
Holy Mary pray for us"

[ترجمة هذه الصلاة: يا أبانا باركنا. أيّها الروح القدس أنِر حياتنا. أيّتها القدّيسة مريم صلّ لأجلنا]

اندهشنا جدًّا والتفتنا إليه.. ولكنّه في اتّضاعٍ توقّف عن الصلاة..!

وعندما سألنا عن القصّة، عَلِمنا أنّ الملكة تصلِّي طول يومها
باستمرار هذه الصلوات، وهو بالتالي يردّدها
.. فشكرنا الله أنّنا شاهدنا أنّ حياة الصلاة المقدّسة الطاهرة
تستطيع أن تَصِل إلى الطيور..!

لذلك يوصينا الرسول قائلاً: "لا تخرُج كلمة رديّة من أفواهكم،
بل كلّ ما كان صالحًا للبنيان حسبّ الحاجة
، كي يعطي نعمة للسامعين" (أف4: 29).

ينبغي أن نتذكّر أنّ المسيحيّة حياةً نمارسها،
وليست مجرّد تعاليم. فالسلوك المسيحي للأب والام، وصلاتهم ومحبّتهم وبساطتهم ووداعتهم، تنطبع مباشرةً في حياة الأبناء..

والآن يا أخي الشاب، أنت ابن المسيح..
هذا لابد أن ينطبع في سلوكك وكلماتك ومحبّتك للجميع
، ومعاملاتك لإخوتك وزملائك
.. وكلّ مَن تَحتكّ بهم.

أخي.. لا تنسَ أبدًا أنّ الببّغاء تعلَّمَ الصلاة من سيّدةٍ،
كانت حياتها اليوميّة كلّها صلاة..!!

القمص بيشوي كامل

(هذه المقالة تمّ نشرها في مجلّة "صوت الراعي" عدد نوفمبر 1975م، والسيّدة التي يتحدّث عنها أبونا بيشوي هي الملكة نازلي زوجة الملك فؤاد ووالدة الملك فاروق، ملوك مصر السابقين. وقد زارها أبونا في أمريكا، بعد أن تحوّلت إلى المسيحيّة، وغيّرَت اسمها إلى ماري إليزابيث)

+ + +

بركة صلوات أبينا القدّيس القمّص بيشوي كامل تكون معنا. آمين.