الموضوع
:
لنكن مِلحاً للأرض ونُوراً للعالم
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
06 - 02 - 2023, 02:33 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,305,842
لنكن مِلحاً للأرض ونُوراً للعالم
أَنتُم نُور العالَم (متى 5: 14)
غاية المسيحين في القيام بالأعمال الصَّالحة ينبغي أن تكون في سبيل تمجيد الله لا من أجل تمجيد ذواتهم، كما كان الحال مع أهل فيلبي "كُلُّهم يَسعى إلى ما يَعودُ على نَفْسِه، لا إلى ما يَعودُ على يسوعَ المسيح" (فيلبي 2: 21. يرى النَّاس أعمال المسيحيين الصَّالحة ولكن ليس لتمجيدهم، بل لتمجيد أبيهم الذي في السماوات. وكما أن السِراجٌ لا يوقد لكي ينظر النَّاس إليه، بل لكي ينظروا بواسطته شيئاً آخر أهمَّ منه، هكذا يكون عمل المسيحيين. لأن لا قيمة للمِلح في حدّ ذاته بل في فعله، ولا قيمة للسِراجٌ إلا في نُوره. ويعلق القديس أوغسطينوس "إنه من أجل تمجيد الله يجب أن نسمح لأعمالنا أن تُعرَف". ويُشدِّد على ذلك القديس بطرس الرسول بقوله "سِيروا سِيرةً حَسَنةً بَينَ الوَثنِيِّين، حتَّى إِذا افتَرَوا علَيكم أَنَّكم فاعِلو شَرّ شاهَدوا أَعمالَكمُ الصَّالحة فمَجَّدوا اللّهَ يَومَ الافتِقاد" (1 بطرس 2: 12). وأمَّا القديس يوحنا الذهبي الفم فيعلق "الحياة التي نقدّمها أمامهم هي أكثر بهاءً من الشمس فإن تكلم علينا أحد بشرٍ، لا نحزن كمن شُوهت صورته، بل بالأحرى نحزن إن شوِّهت بعدلٍ".
يسلك المسيحيون سلوك النُور، ويُنيرون العالم بقدر ما يعكسون نُور المسيح، وبقدر ما يخترقهم نُور المسيح. وبقدر ما يبقون مرتبطين بمصدر النُور ليُقدّموا للناس نظرة جديدة إزاء الأمور والحياة والتاريخ. لذلك يوصيهم بولس الرسول " تَكونوا بِلا لَومٍ ولا شائبة وأَبناءَ اللهِ بِلا عَيبٍ في جِيلٍ ضالٍّ فاسِد تُضيئُونَ ضِياءَ النَّيِّراتِ في الكَون" (فيلبي 2: 15). وعندما يصير المسيحيّون نُور العالم، ويراهم جميع النَّاس يصبحوا كالمدينة على جَبَل، " مَعْروضينَ لِنَظَرِ العالَم والمَلائِكَةِ والنَّاس" (1 قورنتس 4: 9). فهم نُور على جَبَل، يكشفون عن الاتجاه نحو الله، ويُنيرون الطريق " للذين في الظلمات" (أشعيا 60: 2). ويُعلق القديس ايرونيموس "ما يستحق المديح ليس أنك في أورشليم، إنّما تمارس الحياة المقدّسة (كمدينة مقدّسة)، المدينة التي نبجِّلها ونطلبها، هذه التي لم تذبح الأنبياء (متى 23: 37)، ولا سفكت دم المسيح، وإنما تفرح بمجاري النهر، وهذه القائمة على الجَبَل فلا تُخفي (متى 5: 14)، يتحدّث عنها الرسول كأمٍ للقديسين (غلاطية 4: 26)، ويبتهج الرسول أن تكون له المواطنة فيها مع البرّ (فيلبي 3: 20)". فمن تطبق عليه التطويبات يكون حقاً نُوراً للعالم ومِلحاً للأرض ومواطنا لأورشليم السماوية. لذلك لا نقول ليست في كنيستي حياة. لنملأها نحن بحياتنا. لا نقول كنيستي تحتاج إلى نهضة روحية وإلى إنعاش، لننهضها نحن سوياً ولننعشها كل على قدر استطاعته. لنكن مِلحاً للأرض ونُوراً للعالم.
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem