الموضوع
:
اعتمد "كي نُتِمَّ كُلَّ بِر" (متى 3: 15)
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
09 - 01 - 2023, 01:42 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,352,450
اعتمد "كي نُتِمَّ كُلَّ بِر" (متى 3: 15)
اعتمد "كي نُتِمَّ كُلَّ بِر" (متى 3: 15):
أعتمد يسوع ليتمَّ كل بِرٍّ تتميماً لما تنبَّأ به أشعيا النبي " أَنا الرَّبَّ دَعَوتُكَ في البِرّ وأَخَذتُ بِيَدِكَ وجَبَلتُكَ وجَعَلتُكَ عَهداً لِلشَّعبِ ونوراً لِلأُمَم لِكَي تَفتَحَ العُيونَ العَمْياء وتُخرِجَ الأَسيرَ مِنَ السِّجْن والجالِسينَ في الظُّلمَةِ مِن بَيتِ الحَبْس" (أشعيا 42: 6-7). وأمَّا بولس الرسول فعبَّر عن هذا بقوله " ذاكَ الَّذي لم يَعرِفِ الخَطيئَة جَعَله اللهُ خَطيئَةً مِن أَجْلِنا كَيما نَصيرَ فيه بِرَّ الله " (2 قورنتس 5: 21). إنه حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم.
والبِرُّ في أسلوب يسوع معناه القداسة والتقوى القائمة في ممارسة الشريعة، وبالتالي طاعة روحية وأمانة لوصايا الله وإرادته الإلهية بعيدا عن المفهوم الحرفي الضيّق للوصايا. والمسيح أتمَّ الديانة المبنيَّة على الشريعة، وأتمَّ بأمانة إرادة الله. ويُعلق القديس ايرونيموس "بما أنَّ المسيح وُلِد إنسانًا، أراد تحقيق جميع الفرائض الوضيعة للشريعة" (شرح لإنجيل القدّيس متّى، 3).
ويدل البِرُّ بمفهوم متى الإنجيلي على الأمانة الشخصية في العمل بمشيئة الله. ومشيئة الله في يسوع هي التضامن مع الخاطئين ليُخلصهم، لا ليُدينهم بل ليُبشِّرهم بالسلام والخير، ويُبرئ جميع الذين استولى عليهم إبليس ويجعلهم خليقة جديدة. فكانت معمودية يسوع خطوة لا بدَّ من اتخاذها حتى يُتمِّم يسوع مشيئة الله. ومن هذا المنطلق، نزل يسوع إلي معمودية التوبة ليُبرِّر، أي ليعطي سببا لكل من يتعمد الخلاص من الخطايا ليحملها عنه، فالمسيح الذي حمل خطايانا ووضع شرط أن من يؤمن يعتمد لكي يخلص ليكون المسيح بالفعل حمل خطاياه بإرادة هذا المؤمن.
وسلك يسوع بمعموديته على يد يُوحنَّا طريق التواضع، وهو كمال كلِّ برٍ. وان مبادرة تواضع يسوع في اعتماده على يد يُوحنَّا مكَّنته من الحصول على تنصيبه مسيحًا. ويُعلق القديس أوغسطينوس "جاء يسوع واعتمد على يد يُوحنَّا، الرب بواسطة العبد، مثالًا للتواضع. أظهر لنا في تواضع أن المحبّة قد كملت".
وهذه المعمودية رمز إلى المعمودية العظمى التي كان على المسيح أن يجتازها على الجلجلة حيث كان مزمعًا أن يتمَّم إرادة الله ومخططه في إرساله إلى العالم كي يأخذ مكان الخاطئ ويُحيه ويكون عهداً للشعب ونوراً للأمم. وهذه المعمودية العظمى يدعوها إنجيل متى "الموت والقيامة" إذ قال يسوع ليُوحنَّا ويعقوب ابني زبدى "إِنَّكُما لا تَعلَمانِ ما تسأَلان: أَتستطيعانِ أَن تَشرَبا الكأَسَ الَّتي سَأَشرَبُها؟ " (متى 20: 22).
أعلن يسوع بقبوله معمودية يُوحنَّا أنَّه يقبل مهمته أي موته، وأنَّه يطيع حتى الموت موت الصليب. فالمعمودية هي مثال لسرِّ موته وقيامته. وعُمَّاده في نهر الأُردُنّ كان بمثابة إعلان التزامه في تقديم رسالة الخلاص لكل الناس. وقد أوصى يسوع تلاميذه بان يتذكروا رسالة الخلاص الذي قدّمها على الصليب في كل قداس يُقيمونه في العالم بقوله لهم " هذه الكَأسُ هي العَهْدُ الجَديدُ بِدَمي. كُلُّمَا شَرِبتُم فاصنَعوه لِذِكْري" (1 قورنتس 11: 25).
وأسَّس المسيح سر المعمودية الذي به يُكمل كل برٍّ للإنسان، فصار هناك وسيلة يتبرَّر بها الإنسان الذي كان قد حُكِمَ عليه بالموت بسبب الخطيئة. بموتنا مع المسيح وقيامتنا معه نتبرَّر. والتبرير يشتمل على غفران الخطيئة، وذلك يتمُّ من خلال موتنا مع المسيح من ناحية، واتحادنا مع المسيح من ناحية أخرى.
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem